نعيم الهاشمي الخفاجي ||
ماشاء الله شلون ايمان، بالصف الأول بصلاة جماعة وفجر نفسه، تبا وتعسا إلى ابن تيمية وابن عبدالوهاب، أعلنت السلطات الحكومية الباكستانية وقوع تفجير انتحاري في إقليم بيشاور الباكستاني، خلف أكثر من مائة قتيل ٢٢٠ جريح أصيبوا في التفجير الانتحاري، ياسادة ياكرام التفجير استهدف مسجدا بمدينة بيشاور شمال غرب باكستان، في معسكر للجيش، الانتحاريين كانت على ملامح وجهه الكالح روح الإيمان، واختار الصف الأول من صفوف الصلاة في مسجد عامر يذكر به اسم الله عز وجل، طمعا في الأجر والثواب لمن يصلي بالصفوف الأولى بصلاة الجماعة.
ماحدث في بيشاور يحدث بشكل يومي في العراق وأفغانستان وسوريا وليبيا والجزائر ونيجيريا وبوركينا فاسو والصومال وتشاد ومالي والكونغو واليمن، مضاف للغزوات التي تطال مدن أوروبية وفي جنوب شرق آسيا، المشكلة الحقيقة أن كل هذه البهائم المفخخة نتاج المدرسة السعودية الوهابية، لدينا ثلاث دول خليجية تتبنى الفكر الوهابي كدين الدولة الرسمي وهذه الدول هي السعودية وقطر والإمارات، ولولا أموال السعودية وقطر والإمارات لما انتشرت الوهابية بكل دول العالم.
نعم بيشاور تنزف ونيجيريا والعراق وسوريا وبوركينافاسو انهار من الدماء تنزف، اقول إلى شهداء مسجد بيشاور عذرا أيتها الأرواح البريئة، أزهقت أرواحكم ظلما وعدوانا، كالعادة سكوت عالمي على المجازر، ولم نسمع مطالب من رعاة الحرية تطالب السعودية بحذف فتاوى التكفير، فتاوى سلاح الدمار الشامل التيمية، عذرا أيها الشهداء، انتم من طبقات فقيرة مسلمة تعيش في بيوت طينية، ولو كان هذا الانفجار استهدف قوم غيركم لهب العالم بأسره للتنديد بتلك الجريمة، وصدق قول الإمام علي ع وقد وصف هؤلاء الضحايا، بالقول التالي ( انتم المجهولون في الأرض، المعروفون في السماء).
الفكر الوهابي ومن منطلق عقائدي بنيت عليه الوهابية، يُكفّرون المسلمين بكل طوائفهم سنة وشيعة، إذا توسلوا بالأنبياء والصالحين، والوهابية يعتقدون أن التوسل بالصالحين كفر ويخرج المسلم من الدين الإسلامي ، سواءٌ كان التوسل في الأولياء الأحياء أو الأموات، أنا شخصيا لم افتري على الوهابية، بل كتب أبن تيمية وابن عبدالوهاب موجودة وتدرس بالسعودية ودول الخليج وتوزعها سفارات دول الخليج الثلاثة التي تتبنى الفكر الوهابي لتوهيب العالم العربي والاسلامي، فتاوى التكفير موجودة في كتب مشايخ الوهابية ودعاتهم وتوجد المئات من مؤلفاتهم التي تصرح بكفر المسلمين، ونسبوا إلى المسلمين عبادة غير الله تعالى،أحد دعاة الوهابية واسمه الشيخ عبد الرحمن بن حسن، وهو حفيد محمد بن عبد الوهاب، في كتاب طبعته السعودية ووزعته وموجود في الجامعات الدينية والمدينة السعودية، اسم الكتاب( كتاب التوحيد وقرة عيون الموحدين).
فقد أشار ما نصه (وكما جرى لأهل مصر وغيرهم فإن أعظم آلهتهم أحمد البدوي) وقال أن أهل العراق يعبدون الشيخ عبد القادر الجيلاني فقال في الكتاب نفسه (وكان أهل العراق ومن حولهم كأهل عمان يعتقدون في عبد القادر الجيلاني كما يعتقد أهل مصر في البدوي)، وكذلك زعم في الكتاب المذكور أن أهل الشام يعبدون ابن عربي فقال (وأعظم من هذا عبادة أهل الشام لابن عربي)، بل وتكلم بتكفير أهل نجد والحجاز قبل انطلاق الدعوة الوهابية فقال ما نصه في الكتاب المذكور (وجرى في نجد قبل هذه الدعوة وفي الحجاز واليمن وغيرهما من عبادة الطواغيت والأشجار والأحجار والقبور ما عمت به البلوى).
الذي يقرأ هذا الهراء يعجب كيف يكفر هؤلاء الهمج الرعاع أمة الإسلام وفق شبهات وأكاذيب لاتمت للحقيقة في اي صلة، كيف أجاز هؤلاء البدو تكفير المسلمين واتهامهم بالشرك لمجرد توسلهم بأولياء الله الصالحين، وقد قامت الأدلة القاطعة على جواز التوسل، وفعل هذا الصحابة والتابعين وأئمة السلف وتوسلوا في النبي ص بحياته وبعد انتقاله إلى العالم الاخر، وتوسل الصحابة في زمن خلافة عمر بن الخطاب في العباس بن عبدالمطلب عم النبي ص في صلاة الاستسقاء، الشرطة الباكستانية قبل يوم من وقوع تفجير مسجد بيشاور اعتقلت مجموعة تضم عشرات الانتحاريين تم تدريبهم من قبل طالبان والقاعدة وداعش لتفجير أنفسهم في استهداف تجمعات مدنية في باكستان، كل من يقتل سواء في بيشاور أو بالعراق واليمن وسوريا وسيناء وليبيا ونيجيريا والصومال، وفي كل مكان، كل من يقتلون هم بسبب الفكر الوهابي السعودي، كان ولازال في إمكان النظام السعودي إلغاء فتاوى التكفير والكراهية، لكن مانراه النظام السعودي سمح في إقامة الحفلات الموسيقية والغناء الماجن في اسم الإصلاح والاعتدال، أين الإصلاح هل في إقامة الحفلات الماجنة، ام أن الإصلاح الحقيقي يتم من خلال حذف فتاوى التكفير، واحلال فتاوى تحرم قتل المسلم والغير مسلم لأي سبب كان، ليس من المعقول في لحظة واحدة انتحاري وهابي يدخل لمسجد ويتنكر في زي المؤمنين ويجلس في الصف الأول بالمسجد وحال قيام أمام المسجد في التكبير والبدء
بالصلاة يقوم هذا الوهابي بتفجير نفسه ويقتل ويجرح كل من كان داخل المسجد، اعتداء على مصلين في بيت من بيوت الله عز وجل، فاي دين وأخلاق تجيز ذلك، انا لست إسلامي بل يساري الفكر، لم أجد قذارة وحقارة ونتانة مثل إجرام وهمجية القطعان المفخخة الوهابية، أصبحت دور الدعارة وشرب الخمر أكثر أمن من ذهاب المسلمين إلى المساجد بسبب الانتحاريين الوهابية الذين يقتلون تجمعات المؤمنين في مساجد أمة الإسلام.
بيان الشرطة الباكستانية، حيث ذكرت أن التفجير نفذه انتحاري كان متواجدا في الصفوف الأولى خلال صلاة الظهر في المسجد الذي يقع بمنطقة «بوليس لاينز» ببيشاور.
وحسب قول المسؤول في الشرطة سيكاندار خان لرويترز وحسب الصور التي نشرت، «انهار جزء من المبنى ويعتقد أن الكثيرين تحت الأنقاض».
وحسب بيانات اليوم المصادف ٣١ كانون الثاني ٢٠٢٣ لا زالت جثث للضحايا تحت أنقاض المسجد المنهار، رغم استخراج مائة جثة، ولازالت جثث تحت الأنقاض لم يتم استخراجها، وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل ومحطات التلفزة الفضائية الدمار الواسع الذي لحق بالمسجد جراء الانفجار.
إلى متى تبقى البشرية تدفع آلاف الضحايا بسبب الفكر الوهابي البدوي التكفيري السعودي، قوى الاستعمار مستفيدة من التيارات الوهابية التكفيرية في تنفيذ مشاريعها الاستعمارية، لذلك تبقى الوهابية تنتشر بالعالم، لأن من صنعوا الوهابية لازالوا يحتاجوهم في تحقيق اهدافهم الاستعمارية.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
1/2/2023