علي الخالدي ||
صلح الإمام الحسن "عليه السلام " يعد من أهم الوقفات والعهود التاريخية، في مسيرة التطور الحركي للإسلام، مثبت بالجزيرة العربية وشبهها بداية إشراقة جديدة للإسلام المحمدي على يد الفاتحين العلويين.
بما أن الماكنة الإعلامية تمتلكها الجبهة المناهضة للإسلام، ولعدم مراعاتها لحرمة الإنسان والمال والدين والأخلاق، وبسبب الميول الفطري البشري للراحة في تلقي المعلومة الجاهزة دون تكلفة البحث وبعيدا عن مشقة التحقيق والغوص في اصل الاخبار، استطاعت الاستحواذ على العقل والعاطفة للمسلمين عموماً، وحتى الشيعة منهم والذي هو مرتكز همهم ومحل شغلهم فيه، ونتيجة لسقوط المكون الشيعي تحت أسر هذه الحملات الإعلامية لأكثر من أربعة عشر قرنا، من الجلد والتزييف وتشويه للحقائق التي ضربت كتبه ومدارسه وأبلست بعض منابره، أصبح ما دعت إليه هذه الموجهات كأنها من المسلمات في مراحل متأخرة من القرن الماضي .
تماشيا مع ما تم ذكره أصبح لدينا اجيالاً تقليدية سطحية التصور تعتمد طريقة النسخ واللصق، لا تعرف شيئاً اسمه التحقيق، ومن هذه النكبات التي أصابت الجمهور الشيعي هو الجهل في حقيقة "صلح الإمام الحسن عليه السلام " فحين تسأل حول صلح الإمام مع معاوية، يتهرب المعني من الإجابة بسبب ضعف الحجة, وخوفاً من ان تكون إجابته فيها إساءة للإمام، أو خجلا من الرد؟! بسبب العرف النمطي للجواب، وهو ما رسخته تراكمات الماكنات الإعلامية للحكومات الجائرة عبر قرون من الطرق والنقش في رؤوس الشيعة، حيث كان الصلح بمثابة مثلة للطائفة الشيعية ورزية بهم, الرد النمطي يأتي على أن الصلح سببه خيانة الجيوش الشيعية للإمام المعصوم، وان الإمام الحسن عليه السلام ثق بالفاجر معاوية، وقد سلم الدولة والعهد له على طبق من ذهب، بسبب ضعفه او جهله بالسياسة " حاشاه من ذلك الوصف" .
لكن وعلى عكس ما تقدم ومع انطلاق الألفية الثانية، وتحرر العلوم المكنونة ومع انفجار عصر التشُيع الذهبي العقدي، والانبعاث الفكري الكبير والذي ظهر على يد جمع من فلاسفته ومحققيه المعاصرين، وعلى طليعتهم العلامة السيد سامي البدري " دامت توفيقاته" ، والذي ما بالغت أن قلت أنه أهم المعاول التي أسقطت أسوار التخلف التاريخي، ورفعت الستار عن الأسرار المخبأة في غياهب الجهل، وأول من رفع مظلومية الإمام الحسن عليه السلام في عهدنا، ودفع التهم و ورفع الشبهات من اذهان أيتام ال محمد " صلوات الله وسلامه عليهم"، في كتابه ( صلح الإمام الحسن "عليه السلام " قراءة جديدة في الخلفيات والنتائج ) ، بيد أن سماحة العلامة البدري أضحى في هذا الميدان جنديا مجاهداً ومقاتلا دون شيعة العراق خصوصاً، فقد رفع عنهم تهمة خيانتهم لإمامهم التي الصقها بهم العباسيون، واثبت فدائيتهم لآخر نفس فيهم دون الحجة عليهم الحسن بن علي عليهما السلام، والكتاب ثروة هائلة وثورة شاملة لمن غايته المعرفة والدفاع عن شيعة العراق .
إن كتاب السيد البدري السالف الذكر أصبح اليوم اول المصادر المعتمدة في الحوزات العلمية والمجالس التدريسية العامة، وقد تلقف فكرته كثيرون مع او دون الإشارة لمؤلفها، ففكرة الكتاب جديدة ولم تطرح على مر العصور وقد استغرق تدوين هذا البحث على ما يربو ثلاث وعشرين عاماً من حياة كاتبه الكريمة، وقد تم استضافت العلامة البدري لأكثر من عشرين مؤتمر بحثي في شأن اطروحة الصلح، تحت عناوين مختلفة منها " صلح" و " صلح الإمام فتح مبين " وغيرها.
في الختام ولأهمية هذا الصرح الذي يعتبر فتحاً للشيعة نذكر أنه مطبوع ورقياً وموجود بصيغة pdf على المواقع الإلكترونية، وأخيرا نضع لكم مجموعة عناوين لفيديوات سماحة العلامة المحقق السيد سامي البدري دام عزه, يتحدث فيها عن صلح الإمام الحسن (عليه السلام).
1️⃣ ما هو المشروع الذي نهض به امير المؤمنين (عليه السلام)؟
2️⃣ من الذي طلب الصلح الامام الحسن (عليه السلام) ام معاوية؟
3️⃣ هدف معاوية من الصلح وهدف الامام الحسن (عليه السلام)؟
4️⃣ لماذا صالح الإمام الحسن (عليه السلام)؟
5️⃣ شروط صلح الإمام الحسن (عليه السلام) مع معاوية
6️⃣ آثار صلح الإمام الحسن (عليه السلام) مع معاوية
7️⃣ متى أعلن معاوية معاوية عن نقضه لشروط الصلح؟
ـــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha