د. علي المؤمن ||
سألني بعض الأصدقاء الباحثين السنة المصريين، عن الآراء العقدية والفقهية التي تمثل المذهب الشيعي وثوابته، بالنظر لتعدد الاجتهادات والآراء.
الجواب: الذي يمثل التشيع، في المجالات العقدية والفقهية والتفسيرية والروائية والرجالية، هو ما أجمع عليه المتكلمون والفقهاء والمحدثون والمفسرون والرجاليون الشيعة الإثني عشرية، أو ما يقارب إجماعهم، سواء في زمن واحد أو عبر الأزمان، وهو ما نسمية (الثوابت).
أما الخروج على الإجماع أو شبه الإجماع، وهو ما يسمى بالرأي المتفرد والرأي الشاذ؛ فإنه لايمثل المذهب، وإنما يمثل رأياً اجتهادياً شخصياً، وإن خرج من الفقهاء والمحدثين الأًوَل، كالصدوق والكليني والمفيد والمرتضى والطوسي، وصولاً الى الفقهاء المعاصرين.
وأقصد بالإجماع هنا المعنى اللغوي، أي الاتفاق، وليس المعنى الاصطلاحي الأصولي الذي يعدّ الإجماع دليلاً من أدلة الاستنباط الأربعة، لأن هذا الإجماع لا قيمة له عند الشيعة من الناحية العلمية، ما لم يكشف عن قول المعصوم.
ولذلك؛ ينبغي على من يريد معرفة الرأي الذي يمثل التشيع؛ أن يعرف اتفاق علماء الشيعة أو شبه إتفاقهم على أي موضوع.
إما ما يقوم به بعض الباحثين والشيوخ الوهابيين والسنة أو بعض المنسوبين الى الشيعة، من نبش في الموروث الشيعي، وانتقاء الآراء الشاذة والمنفردة التي يتنباها بعض علماء الشيعة، أو الاستشهاد بآراء وتخريفات بعض الخطباء والكتّاب الشيعة؛ فهو عمل شاذ ومتهافت وطائفي وشعبوي، هدفه ازدراء الشيعة وتسفيه عقائدهم وكيل التهم لهم، بعيداً عن المنهج العلمي.
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha