عمار الجادر ||
(نحن دولة غنية وشعبنا شعب فقير) عبارة تحمل شحنة استغراب واستفهام واستنكار عبارة نرددها على جلسات السمر في المقاهي وفي جلسات الشاي في بيوتنا، نرددها كنوع من التنفيس أو محاولة لتبرير الفشل، فإذا سألت شابا لماذا لا تعمل سيلقي اللوم على الدولة والنظام، وعلى رجال الدين والتجار والقبيلة والبيروقراطية، ويردف قائلا نحن دولة غنية وشعب فقير.
فهل العراق فعلا دولة غنية ؟
ولماذا شعبنا شعب فقير ؟
لسنا بصدد تحليل اقتصادي بحت لكننا سنعطي بعض المعلومات وإن كنا لن نسهب في الموضوع كثيرا .
هناك مؤشرين اقتصاديين؛ اختلف علماء الاقتصاد في أيهما الأنسب، في تعريف غنى الدول من عدمه، وهما الناتج المحلي الإجمالي والناتج المحلي للفرد (مستوى دخل الفرد)، فإذا أخذنا بالأول ستنجد أن الولايات المتحدة الأمريكية هي أغنى دولة في العالم، أما إذا أخذنا بالمؤشر الثاني فستكون قطر هي أغنى دول العالم .
وسواء أي المؤشرين أنسب، فلن يكون في مصلحتنا اعتماده فجميعهم يعطون مؤشرات سلبية، قد لا تخدم أصحاب العبارة الشهيرة، إلا أن مؤشر الناتج المحلي الإجمالي هو أفضل المؤشرين، و يتم الحصول عليه بجمع الإنفاق الاستهلاكي؛ إلى مجموع النفقات الحكومية ؛ إلى استثمارات القطاع الخاص إلى صافي الصادرات .
ويشكل الإنفاق الاستهلاكي، ثلثي قيمة الناتج المحلي، وهو مجموع إنفاق المواطنين على السلع والخدمات الاستهلاكية، فبالإضافة إلى أن مجموع الإنفاق الحكومي؛ معتبر في قياس الناتج المحلي، إلا أنه يبقى أقل بأكثر من الثلث من الإنفاق الاستهلاكي، وهو مؤشر يوحي بأن نشاط المواطن الفر،د حتى يوفر لنفسه دخلا، يتيح له الحصول على السلع والخدمات، يعتبر عاملا مهما في المساهمة في غنى الدولة من فقرها .
وهي مؤشرات لا تبعث على الاطمئنان، ولا تدعم فكرة أننا دولة غنية، ولعل قائلا يقول بتوفر الموارد الطبيعية من نهرين عظيمين كدجلة والفرات.
والحقيقة أن بلد العراق غني بالموارد الطبيعية لكن موارده عديمة القيمة المضافة، نظرا لغياب الزراعة والصناعة، فضلا عن أن موارده الخام، لا تساهم في الاقتصاد بالحد الأدنى المطلوب.
ولا شك أن لسياسات الاقتصاد الكلي التي تديرها الحكومة؛ تأثيرها على الوضعية الاقتصادية للبلد ،ومن شأنها خلق بيئة تساعد المواطن على تحسين وضعه، مما يساهم في رفع دخل الفرد، وبالتالي تحسن الإنفاق الاستهلاكي، مما يعود على الناتج القومي الإجمالي ككل، إلا أن هذا التأثير لا يساهم إلا بنسبة ضئيلة، ويبقى على المواطن نفسه الرفع من إنتاجيته وهو ما يجعلنا نمهد للإجابة على السؤال .
لماذا شعبنا فقير؟ والجواب لأننا مجتمع كسول لا يعمل..
وقديما قيل أن السماء لا تمطر ذهبا فكيف تنتظرون أن يمطركم البحر سمكا.
نقطة راس سطر..
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha