الشيخ الدكتور عبدالرضا البهادلي ||
بعض المؤمنين يسأل عن تكليفه في خضم هذه الفتن والمحن والابتلاءات في زماننا، وكيف النجاة منها فلا يسقط فيها فيكون من الخاسرين ....
الجواب باختصار هو في تطهير النفس ، فالنفس مكمن الخطر وهي مملكة كبيرة مترامية الاطراف وقليل من الناس من يدرك حقيقة عظمة النفس .
اتحسب انك جرم صغير....وفيك انطوى العالم الاكبر.
ولأجل ذلك يقول الامام زين العابدين:" إلهي إليك أشكو نفسا بالسوء أمارة، وإلى الخطيئة مبادرة، و بمعاصيك مولعة، ولسخطك متعرضة، تسلك بي مسالك المهالك، وتجعلني عندك أهون هالك، كثيرة العلل طويلة الأمل، إن مسها الشر تجزع، وإن مسها الخير تمنع، ميالة إلى اللعب واللهو، مملوءة بالغفلة والسهو، تسرع بي إلى الحوبة وتسوفني بالتوبة.
فإذا سعى الانسان في تهذيب النفس ومراقبتها ومحاسبتها ، وعمل بطاعة الله واحكامه ، وانتهى عن معاصي الله والظلم والفساد ، سوف يرى ان احد النتائج التي سوف يحصل عليها هو معرفة تكليفه ، وبعبارة اخرى سوف يأخذ الله بيده حيث رضاه وطاعته وسوف يخلصه من رغبات النفس وسبل الشيطان ...
قال تعالى:" من يتق الله يجعل له فرقانا"...
وقال تعالى:" او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها"....
وهذا يحصل للانسان اذا رأى الله تعالى صدق الانسان وحبه واخلاصه له تعالى وإنه صاحب ارادة وعزم . والا لا يكفي امنيات الانسان لمعرفة التكليف بدون ان يكون صادقا مخلصا لله في طلبه
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha