المقالات

استهداف العمامة الشريفة مشروع استعماري


 

 نعيم الهاشمي الخفاجي ||

 

أنا لست إسلاميا بل يساري، لكن مانراه من استهداف الإساءة للعمامة الشيعية الشريفة تقف خلفه قوى استعمارية، مستغلين الصراعات المذهبية، ثبت بالدليل العمامة الشيعية الشريفة  لديها قدرة كبيرة  على إخراج جيش متكامل في ساعات من خلال بيان يتحدث به وكيل المرجعية،  لذلك يتم إستهدافها ، من قبل القوى الاستعمارية،  العمامة مصنوعة من قماش عادي وفي ألوان متعددة، يلبسها رجل الدين الشيعي والسني، ليس كل من لبس العمامة مهاب ومحترم، بل يكون للعمامة طعم وهيبة عندما يلبسها شخص متواضع يمثل السلطة ليس سلطة جيوش مسلحة وإنما سلطة  روحية أبوية أخوية تكون  الأقوى في التأثير في نفوس الناس، وخاصة عندما يكون صاحب العمامة لايذهب إلى بيوت الحكام والرؤساء ويكون صاحب شخصية إيمانية  لا تخضع للتقرب من السلطان وسياسات الحاكم بل وتقف ضده  لذلك تمثّل الخطر الأكبر أمام الحاكم صنيعة الاستعمار.

في الشدائد وأيام المحن تبرز أهمية العمامة قبل سنتين وليس قبل قرن من الزمان وفي ‏أيام اشتداد جائحة  كورونا عندما سدت الناس أبواب بيوتهم وغلقت الأسواق، ووصلت الحالة أن الكثير من البشر  يفر من جثمان ابيه او أخيه، خوفا من  الإصابة بالعدوى ، قام عدد كبير من المعممين بغسل وتكفين الموتى والصلاة عليهم ودفنهم، العمامة لباس عربي كان يرتديه أجدادنا الكرام والعظام قبل الإسلام،  لكن هذه العمامة اكتسبت قيمة روحية في عصر ظهور النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم،  فشرف  العمامة عندما وضعها النبي محمد ص على رأسه الشريف، وأصبحت تمثل رمزا روحي وقيادي في محاربة الجهل والتخلف ونشر الوعي والتربية والخلق الرفيع، وقد أهدى رسول الله محمد ص عمامة اسمها السحاب إلى وصيه وخليفته الإمام علي بن أبي طالب ع، بالأمس القريب عندما أجتمعت قوى الاستعمار على تنفيذ مؤامرة داعش، الفتوى التي هزمت المؤامرة فتوى الجهاد الكفائي، صدرت من أحد أحفاد رسول الله ص وهو السيد السيستاني والتي كان لها الدور الفعال في قلب الموازين وفشلت  كل مخططات الأعداء، و التي وضعت في خطط محكمة حيث وضعت وفق مخطط استخباراتي مخابراتي مدعوم من دول عظمى وممول من دول البداوة الوهابية ماديا وفي آلاف الانتحاريين وبدعم اعلامي وحكومي وشعبي من شعوب دول البداوة الوهابية وانصارهم من القوى الطائفية الشوفينية العربية التي تكن الحقد الدفين للشيعة وتكفيرهم، قوى الاستعمار ارادت من فتنة الربيع العربي على خراب ودمار العراق وسوريا واليمن وليبيا والجزائر وتونس ولبنان، وجعلها مرتعاً للإرهاب لتفتيت تلك الدول لخدمة مشروع التطبيع.

تم نقل مقطع فيديو لقيام شخص في محاولة إسقاط عمامة شيخ شيعي عراقي في النجف، القضية هي ليست قصة  استهداف شخص معمم وإنما القضية استهداف مكون يحملون فكر إسلامي أصيل يمثل العمامة الشيعية التي جاهدا وناضلت للتصدي لقوى الاستعمار، القوى الكبرى جندت آلاف الأشخاص في اسم منظمات مدنية يريدون من خلال هؤلاء العملاء  أن يستفردوا بالمجتمعات لنشر الرذيلة بعد أن يتخلصوا من رموز الفضيلة، القضية أكبر من عمامة، لكن الذي حدث، عندما حاول هذا الشخص الموتور مهاجمة الشيخ واسقاط عمامته، فدافع الشيخ بكل قوة وبسالة وامسك بالمهاجم وقال له انا اعمل على تاديبك وليس غيري، بقي يصرخ كالطفل وحضر عدد من الشباب لمكان الحادث وتكفلوا في تعليم هذا المعتدي دروس في تعليم تمارين رياضية مثل الانبطاح أرضا وعمل تمارين شناو السويدية الرياضية لتقوية عضلات الظهر والرقبة والأرجل…..الخ.

انا لست إسلامي لامن بعيد ولا من قريب ولكن احترم العمامة الشيعية والسنية الشريفة التي تؤمن بالعيش المشترك والمساواة، نعم لقد ‌‎خاب سعيهم وهلكت مقاصدهم الدنيئة، شعب العراق وشيعة العراق لهم خصوصية في احترام العمامة رغم كل هذا الهجوم الاعلامي وتفجير المفخخات والقتل والسرقات ومحاولة إلقاء ذلك على العمامة الشيعية ظلما وعدوانا، مانراه من استهداف للعمامة الشيعية مؤامرة فاشلة وتنتهي في القريب العاجل،  انها محاولة يائسة من مرتزقة السفارات و عملاء بعض دول الخليج الوهابي  لإسقاط هيبة العمامة الشيعية لأنها تمثل مدرسة آل البيت ع ومحاولة إسقاط  الدولة العراقية التي يشارك بها الشيعة مع بقية المكونات في تشكيل الحكومات،  و لكن أقول لهؤلاء شذاذ الافاق هيهات هيهات، أبدعت العمامة الشيعية في  تاريخ العراق المُعاصر، ووقفت إلى جانب الدولة العثمانية التي كانت تكفر الشيعة دفاعا عن الإسلام بينما مفتي مكة العربي السني الشريف حسين كان أول الخونة وتعاون مع قوات الاحتلال البريطاني والفرنسي واصدر فتوى في ترك الجيش العثماني والى الفتوى عشرات آلاف الضباط والجنود العرب السنة وشكل ميليشيات مسلحة بقيادة نجله الخائن فيصل الأول إلى احتلال دمشق وتسليمها للقوات الفرنسية الغازية، نوري السعيد كان ضابط بالجيش العثماني النتيجة ذهب مقاتل تحت سلطة القوات الفرنسية لاحتلال دمشق، تاريخنا

مزور، طالب النقيب وكل أعيان العرب السنة بالحرب العالمية الأولى كانوا مع قوات الاحتلال البريطاني، حبيبي لاتحدثني عن ثورة العشرين وبطولات فلان وعلان حدثني عن فترة الحرب العالمية الأولى من عام ١٩١٤ الى عام ١٩١٧ تجد عمائم علماء الشيعة إلى جانب القوات العثمانية بالتصدي إلى القوات الغازية، تجد عمامة الحبوبي والميرزا الشيرازي والسيد نور الياسري والامير الشيخ علي الفضل أمير قبيلة خفاجة من اول المقاتلين إلى جانب القوات التركية، وفق الله السيد عادل الياسري الف كتاب اسمه جهاد السيد نور الياسري جمع أكثر من ٢٠٠ وثيقة إلى اسماء رجال دين وشيوخ قبائل شيعة وكانت حصة قبيلة خفاجة حصة الاسد بشهادة مؤلف الكتاب السيد عادل الياسري، أكثر من ثمانين وثيقة تخص اسماء وبيانات لشيوخ قبيلة خفاجة في التصدي للقوات الغازية، بل جدي إلى والدي اسمه كاطع الكطفان من آل بوحمد استبسل في معركة الكوت واوقع خسائر كبيرة بالقوات الغازية، مخطىء من يعتقد أن العمامة الشيعية محصورة بالحلال والحرام فقط، التاريخ أثبت أن إلى العمامة الشيعية دور مهم في الدفاع عن الأوطان عندما تتعرض للغزو والاحتلال رغم أكاذيب النواصب ضد الشيعة لكن الحق بات واضح اليوم العماىم الشيعية ضد الانبطاح والتطبيع بينما الدول الوهابية باتت جزء من مشاريع تدمير أمة الإسلام والعمل على التطبيع ومحاربة القوى الرافضة للتطبيع المجاني والمذل.

مشكلة المتعصبين والمتطرفين أن هناك حقيقة مرة أن اغلب البشر تولد لديهم شعور بانهم افضل من غيرهم اشبه برؤية ابليس ، قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين، وكأنهم ينسبون انفسهم الى ابيهم ابليس وصدق قول الله عز وجل،  وشاركهم في الاموال والاولاد،  الكثير من البشر من ابناء الخونة والعملاء لديهم جينات وراثية في محاربة الشرفاء، استوقفتني تغريدة إلى المفكر المصري اليساري سامح عسكر حيث كتب في تويتر( ‏عزيزي التنويري تريد أن تصل للجماهير ..تأكد أن لكل جمهور مفتاح ليس بالضرورة أن يُعجبك بل يمكن أن يكون مفتاح الجمهور عند الشيخ الذي تكرهه..).

تبقى العمامة الشيعية شامخة ومناضلة وواهم من يعتقد أنه قادر على اسقاطها وباقية إلى إقامة دول العدل التي بشر بها أنبياء الله جميعهم، الأفكار اليسارية لا تحارب الأديان والمعتقدات ومن يحارب الاديان والمعتقدات هم الأراذل والشذاذ والمتطرفين الذين يشكلون الوجه القبيح مثل الفكر القاعدي الطالباني الداعشي البغيض.

 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

16/11/2022

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك