نعيم الهاشمي الخفاجي ||
مشاكل العراق وأزماته السياسية مستدامة ولدت مع ولادة الدولة العراقية عام ١٩٢١، ومحاولة القول أن الأزمة السياسية الحالية في العراق بدأت منذ غزو العراق عام 2003، هذه كذبة كبرى ومحاولة لطمس الحقيقة والتعتيم عليها لأسباب مذهبية وقومية، بشهادة هنري فوستر قال دمجت بريطانيا وفرنسا ثلاث مكونات غير متجانسة مع عدم تشريع دستور ليبقى العراق دولة تعاني من صراعات قومية ومذهبية ليبقى دولة فاشلة يسهل السيطرة عليه، طيلة ١٠١ عام سرقت ثروات العراق وقتل ملايين البشر وهجر الملايين، ولم تستطيع الأنظمة السياسية المتعاقبة خلق نظام سياسي مستقر وتحقيق الرفاهية الاقتصادية.
خرجت مظاهرات تشرين وتم تحويل الحكومة المنتخبة إلى حكومة تصريف أعمال تراسها ليس رئيس الوزراء المنتخب وإنما شخصية أخرى تتولى إجراء الانتخابات، قتل المئات من القوات الامنية ومن عناصر فصائل حشدية وقتل مواطنين أبرياء مثل جريمة قتل الشاب هيثم البطاط وشنقه بطريقة همجية في ساحة الوثبة بعمل سخم وجوه فاعلي الجريمة النكراء، تم قتل جرحى في سيارة إسعاف في مدينة العمارة بجريمة تنافي تعاليم الإسلام وأخلاق محمد وآل بيته الاطهار، قتل العشرات من المتظاهرين على جسر الزيتون في الناصرية، سجلت انتهاكات بقتل متظاهرين قام بها ضباط من خلفيات بعثية وطائفية، طبعا فرصتهم لياججوا الصراع مابين ابناء المكون الشيعي.
بعد إجراء الانتخابات مضت سنة كاملة ولم تشكل حكومة ليومنا هذا، واعيدت الكرة من جدبد للحديث عن انتخابات مبكرة جديدة.
بصفتي كمتابع أقول من الأفضل إلى سماحة السيد مقتدى الصدر بصفته كراعي للإصلاح ان يقبل بالوضع الحالي ولتشكل حكومة يتم خلالها إجراء انتخابات مبكرة، يعني فترة الحكومة اربع سنوات في الأمور الاعتيادية فيمكن تسريع الفترة مثل مايتم تسريع كورسات الطلاب في الكثير من الجامعات، الكورس عادة ست أشهر يصبح ثلاثة اشهر، مضت سنة لذلك فترة هذه الحكومة المزمع تشكيلها تكون سنة واحدة، يعني تسريع فترة الاربع سنوات إلى سنتين، من الأفضل حقن الدماء، حرمة الدم يفترض ان تكون مقدمة على كل شيء، يمكن للسيد الصدر يقوم في
إعادة تنظيم التيار الصدري يبقى معارضة شعبية يراقب عمل الحكومة واجرائاتها، بلا شك التيار السياسي المعارض ويكون خارج الحكومة والبرلمان يكون مجال حركته واسعة على المستوى الشعبي بظل حكومة اكيد تكون ضعيفة و مشاكلها كثيرة مع البارزاني وساسة أنفسنا، مضاف لذلك الأحزاب الشيعية التي تسمى إطارية لديهم عهد وميثاق يقول من المستحيل ان نفكر في تصحيح أخطائنا وكسب الناس واعادة الثقة مابينهم وبين الحاضنة الشيعية، يتعاملون في تعالي مع ابناء جلدتهم، من الأمور العجيبة الغريبة حزب مثل الأخوة بالدعوة يعادون كتاب وصحفيين ومثقفين منهم أمثال غالب الشابندر بحيث تم حرمانه من حقه الطبيعي للحصول على وظيفة كمفصول سياسي بينما كرم احزابنا شمل عشرات آلاف الصحوات والبعثيين النتيجة غالب ليل نهار يهاجمهم وشوه سمعتهم واساء إلى تاريخه النضالي، ليس من المعقول السعودية ارسلت لي سماسرة كي اكتب بصحفهم مقابل هبات مالية لكي يشترون قلمي وحتى لاافضحهم بينما حزب الدعوة والمجلس الأعلى والحكمة والتيار الصدري يجهلون أهمية الكتاب والصحفيين المهمشين.
التيار الصدري قوة سياسية نضالية لها موروث ديني مهم، ليطمئن الأخوة بالتيار الصدري ان حكومة السيد السوداني لم تقوم في القضاء على الطبقية بالمجتمع من خلال تشريع قانون تقاعد يشمل كل الشعب العراقي بظل وجود نفسيات حزبية حقيرة ونتنة تريد تستأثر في أموال الشعب من خلال حضرها في طبقات وصلت الحالة يوميا تخرج علينا طبقة في اسم شريحة مناضلة ومضحية، انا شخصيا مع إعطاء المتضرر من نظام البعث حقه لكن ليس مع جمع اكثر من راتب، مع تشريع قانون تقاعد عام يشمل كل أبناء الشعب ويفرض ضرائب على القطاع الخاص والزام القطاع الخاص بتوظيف موظفين وعمال، يجب دعم القطاع الخاص والقطاع الحكومي، تسهيل الأمور والقضاء على الروتين لتشجيع أصحاب رؤوس الاموال في فتح مشاريع مصانع ومعامل في كل محافظات العراق، وضع حد لتبديد الثروة المائية للخليج من خلال إقامة سد شمال وغرب قضاء القرنة لقطع مياه شط العرب نهائيا وحجز المياه في الاهوار وزيادة الحصص المائية للمزارعين في المحافظات، ولابأس إعطاء حصة مائية إلى الجارة إيران لتجاوز شح المياه في الاهواز ولكون إيران لها حدود مع شط العرب، انا متأكد اذا العراق لايملك إمكانية إقامة سدود وقنوات مائية شرق وغرب شط العرب، الجارة إيران تملك شركات هندسية لاقامة السدود وحفر القنوات مقابل حصول إيران ليس على مليارات وإنما الحصول على كميات مياه لتسفيد منه في تجاوز أزمة شح المياه التي تعاني منها.
هناك حقيقة خلال متابعتي للقنوات الفضائية الحزبية والقومية والمذهبية والبعثية ومواقع التواصل الاجتماعي لدينا المئات من الإعلاميين أصبحوا مثل نفاخ النار ينفخون لاضرام نار تحرق الجميع، للأسف كل هذا النفخ والتحريض لمشاكل وخلافات شخصية يؤججون الخلافات بين الإخوة، النتيجة الجميع خسران.
لو كان هناك تعاون مابين الصدريين وحزب الدعوة بشكل خاص ومن بداية سقوط نظام البعث وهذا كان رئيي ونصحت علي العلاق ابو جعفر عندما كنا نثق به بذلك الوقت بضرورة كسب التيار الصدري وجعله قوة عسكرية وشعبية لتاديب فلول البعث، ولو فعلوها لما سالت كل هذه الدماء، بحقبة السيد ابراهيم الجعفري حدث نوع من التعاون مابين الصدريين والدعوة لكن مع خروج الجعفري من الدعوة دب الصراع والقتال مابين التيار وحزب الدعوة.
الأخوة بالتيار صادقين في دعواهم قدموا آلاف الشهداء من جيش المهدي ولواء اليوم الموعود ولازالت السجون العراقية مليئة في سجناء التيار الصدري، لو كان هناك تعاون لأصبح جيش المهدي ساند للعملية السياسية لكن مع من تتحدث، فعلها أسلافنا الشيعة الإسماعيلية والجعفرية بصراعاتهم الداخلية ملكوا إيران والشام وشمال أفريقيا وشمال وغرب العراق وأصبح الخليفة العباسي في أيديهم لكن استجبنوا أن يعزلوا الخليفة وينصبون خليفة منهم، النتيجة الخليفة تعاون مع التتار وكسر شوكتهم، وتعاون صلاح الدين مع الصليبيين للقضاء على الدول الشيعية في الشام وشمال أفريقيا.
هناك حقيقة يفترض الإصلاح يتم من خلال البرلمان والتيار كان يمتلك 73 مقعد، علينا ان نكون واقعيين في كلامنا، لا الاطار ولا التيار الصدري يستطيعون تشكيل حكومة بدون أن يتم إعطاء تنازلات للاكراد والسنة، وكان يفترض في الاطار والتيار يتصالحون ويشكلون الكتلة الأكبر وهم من يشكل الحكومة وبل يستطيعون أخذ الرئاسات الثلاث، كان ممكن ان يتعاون الاطاريون والصدريون مثل تعاون الكتل البعثية السنية للحفاظ على البيت الشيعي.
الآن اغلب الكتل السياسية وايضا هناك رغبة دولية واقليمية على تشكيل حكومة عراقية جديدة تحكم البلد لكي تتعاون الدول مع العراق من خلال وجود حكومة، بكل الأحوال الحكومة الجديدة يكون من مسؤولياتها التمهيد لانتخابات مبكرة، الطريق الوحيد لهذا الاتفاق هو مجلس النواب، رئيس الوزراء حصة المكون الشيعي المتمثل الآن بالإطار الشيعي، خروج مظاهرات، خلق فوضى، جعل الخضراء ساحة رمي للصواريخ لا تجدي نفعا، هناك جهات إقليمية وبعثية تعمل على التأجيج قبل أحداث عورة تشرين بدأت تظهر حسابات كثيرة في الفيس بوك وفي تويتر وفي المواقع الإلكترونية ظهر لنا عشرات الكتاب في أسماء مستعارة غايتهم دعم الفوضى، لو تفحصت الحسابات تجدها جديدة، عند تتصفح حساباتهم تجد أغلبها بدون متابعين لهم اي صفر، حاليا ظهرت حسابات جديدة وبكثرة، سبق أن نشرت تقارير في أثناء عورة تشرين أن جهاز المخابرات السعودي شكل مائة ألف حساب وهمي في أسماء عراقية وسورية ولبنانية ويمنية في فترات الربيع وما بعدها.
طبيعة العقل تميل دائمًا إلى القراءة وتجميع معلومات بكل المجالات والعلوم بمختلف انواعها العلمية والاجتماعية والسياسية، عندما تكون البيئة ساذجة جاهلة فيكون هم من يدعي الثقافة تجميع المعلومات وحفظ المصطلحات لكي يتحدث بها أمام الناس ليثبت لهم انه مثقف، وفي الحقيقة حسب قول ابن خلدون ان للتاريخ صلة بالحاضر الذي يعرف الصلة يستطيع أن يتنبأ للمستقبل، لذلك الكاتب والصحفي المثقف الذكي يقرأ كل ماكتبه الزعماء والقادة ومستشاري الأمن القومي للدول العظمى يقرأ كتب فلاسفة عن فن الحرب وقيادتها حتى يصبح الكاتب والصحفي المثقف أكثر ارتقاءً، فإنَّه يريد تجميع المعلومات ومن خلالها يستنتج ما يحدث في المستقبل، ما نراه من خلال ما يكتبه كتاب واعلاميين سيطروا على القنوات الفضائية الحزبية العراقية ومايكتبوه في مواقع التواصل والصحف يكتبون ويحللون وفق منظور ضيق وساذج وتكون العاطفة هي المهيمنة، فإنَّ هؤلاء يريد قبول الزعيم الفلاني وحاشيته عنهم وخداع عامة الناس البسطاء.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
30/9/2022