نعيم الهاشمي الخفاجي ||
إن العقل يقف متحيرا لتصرفات ساسة المكون الشيعي العراقي، كأن هؤلاء القوم لا يعون ما يخطط له الأعداء في استهداف واستئصال مكونهم، الغالبية المستفيدة من الأنظمة السياسية عبر التاريخ لاينصحون ولي نعمتهم بل يصفقون للحاكم ويكون لهم دور كبير في إصابة الحاكم أو هذا السياسي بداء العظمة والتهور…..الخ.
سجل التاريخ قول للشاعر الأموي نصر بن سيار كان والي الأمويين على خراسان وشاهد استعدادات بني العباس للسيطرة على الحكم، نصح بني أمية بهذه الكلمات، أرى تحت الرماد وميض جمر
ويوشك أن يكون له ضرام
فإنّ النار بالعود بن تذكى
وإن الشرّ مبدؤُهُ كلام
فإن لم يطفئوها تجن حربا
مشمّرة يشيب لها الغلام
وقلت من التعجب ليت شعري
أأيقاظٌ أميّة أم نيام
فإن يقظت فذاك بقاء ملك
وإن رقدت فأنى لا ألام
فإن يك أصبحوا وثووا نياما
فقل قوموا فقد حان القيام
فغرّى عن رحالك ثم قولي
على الإسلام والعرب السلام.
لم يعير بني أمية أي قيمة الى كلام نصر بن سيار وربما قالوا عنه ساذج ومخبول مثل وضع ساسة مكوننا الشيعي العراقي سكنوا في بيوت الذين ظلموا وصموا آذانهم عن سماع الكلمات الصادقة التي يطلقها القلة القليلة من الشرفاء الذين يعون مايخطط له الأعداء ضد ابناء المكون الشيعي العراقي، تم نقل أخبار عن وجود بوابات حديدية منصوبة في الخضراء وتم إزالتها من قبل رئيس حكومة تصريف الأعمال، البوابات تم وضعها ليس لمنع السرقات لان اللصوص فلوسهم في أيادي أمينة فقط الذي وضع سرقاته في البنك اللبناني حظه عاثر، البوابات وجدت لمنع بل دخول الناس للخضراء والناس مصطلح عام يضم الشريف والمخرب والإمعة والعميل.......الخ.
رفع البوابات من قبل مصطفى مشتت ليختصر المسافة للثوار لدخول الخضراء ههههه يدخلون لو مليون مره لا يتغير أي شيء وتبقى النتيجة سيئة إلا أن يتم عزل الرئاسات الثلاث وتنصيب حاكم من ابناء المكون الأكبر المعني في الاضطرابات منذ عام ٢٠١٩ لكن هل يملك الثوار مشروع فعلا للقضاء على المحاصصة والتدخلات الإقليمية والدولية، الذي يريد الإصلاح عليه في عزل الرئاسات وتنصيب حاكم يحدد مدة في تعديل الدستور، ولايمكن أن يكتب النجاح للثوار بثورتهم إلا أن يكون هناك تعاون مابين التيار الصدري واحزاب الإطار في القضاء على المحاصصة والاحتكام لصوت الشعب، بصراحة ما نراه صراع داخل ابناء المكون الأكبر يصب بمصلحة فلول البعث والقوى البدوية الوهابية ومعهم الدول الاستعمارية التي تنظر للشيعة أنهم لا يستحقون الحياة.
خلال متابعاتي لما يكتبه الإعلاميين العربان على سبيل المثال الطائفي الوزير الأردني السابق صالح القلاب ومدير مركز دراسات استراتيجي سعودي حول العراق، وذلك مع أنّ هذا البلد العظيم حقاً وفعلاً،قد تجاوز هذه المرحلة منذ سنوات عديدة وأن عودته إلى ما كان عليه في عهد صدام حسين والعهود السابقة، بخيرها وشرها، يبدو أنها بالفعل قد باتت ليست صعبة فقط بل مستحيلة.
يلطمون ويصرخون للعودة لفترة جرذهم صدام، هناك حقيقة لايهم الدول العظمى تدمير شعب معين يقع تحت رحمتهم كيتعرض لاحتلال أو غزو دولة عظمى أخرى لذلك لا يهم المتسيد على العالم معاناة شعب تلك الدولة التي وقعت في شبكة الصيد بل تسعى الدول العظمى وبكل قوتهم من جعل الشعب المبتلى الذي دخل ساحة الصراع من جعل تلك الدولة ساحة حرب طويلة الأمد من أجل استنزاف القوة العظمى الأخرى على حساب الشعب الذي وقع في شباك اطماعهم.
هذه سياسة ثابتة للدول العظمى الرأسمالية المتوحشة، فمن اجل مصالحهم يرفعون كل شعارات الإنسانية والديمقراطية، تضرب عرض الحائط ويستخدم أقذر الوسائل لتحقيق اهدافهم على حساب الشعوب المقهورة، نتذكر خطاب بوش الابن قال جعلنا العراق ساحة لحربنا مع القاعدة وياليت كانوا يسمحون للحكومة العراقية والاجهزة الامنية في قتل المجاميع الإرهابية وتنفيذ قرارات القضاء العراقي في تنفيذ الأحكام الصادرة بحق الذباحين والقتلة.
نحن كشيعة عراقيين قتلنا بسبب كوننا شيعة وبسبب الثروات الهائلة الموجودة في أراضينا، صدام الجرذ اضطهدنا واستعبدنا وسرق ثرواتنا، بعد سقوط نظام صدام الجرذ ساسة أحزاب المكون الشيعي قبلوا في ذبح شيعة العراق أيضا بسبب الأموال التي حصلوا عليها وأصبح المسؤول والوزير الشيعي العراقي مثل الببغاء مستحمر إلى أبعد الحدود يتغنى في قوانين شرعها سليم الجبوري والنجيفي ولدى الوزير الشيعي قابلية مستعد يتأول أمام آيات القرآن ويتحايل عليها وغير مستعد يساعد ابن جلدته تعرض الظلم والاضطهاد والسجن وحرم من حقه لأسباب تافهة، بل يجبرون الكثير من الناس للكذب أو دفع الرشاوى للحصول على حقوقهم الطبيعية والمشروعة، هذا حدث معي معي مؤسسة وظيفته وزير الدنىء اتصل بي حول قضية شخصية لي وهو يعرف قانونه البائس شمل عاهرات ولم يشملني، احلى شيء قاله لي لاتهتم القانون يحميك هههههه، تصوروا شخص وظيفته برتبة وزير ويستكثر على شخص مثلي ضحى وناضل أكثر من آلافالمستفيدين….. أن احصل على حقي، سردت هذه القصة لا لكي استعطف شخص يقرأ كلامي هذا، لا والله انا لايهمني المال والمنصب….الخ بقدر اشرح للاصدقاء القراء حقيقة السقوط الأخلاقي وانعدام الضمير الإنساني لدى الوزراء والمسؤولين والموظفين الشيعة المتخزبين الذين اضطهدوا فقراء شيعة العراق.
لذلك ياسادة ياكريم العراق حسب نظرة الساسة الفاسدين عبارة عن كنز هائل من النفط والمعادن الثمينة وألغاز وفيه نهرين عظيمين هما دجلة والفرات، توجد الموانئ البحرية، والمخافر الحدودية، ولديه جباية هائلة من الضرائب والرسوم التي استنزفت دماء العراقيين وإعادتهم إلى ما دون مستوى خط الفقر……ولو استغلت الحكومات المتعاقبة على العراق هذه الثروات لاصبحنا اليوم في مصاف الدول المتقدمة وأصبحنا نعيش نهضة عمرانية كبرى وثوره صناعية وزراعية لا يوجد لها مثيل لدى دول المنطقة، وواردات هذه المصادر لاتحصى ولا تعد وكلها ذهبت أدراج الرياح وتقاسمتها الأحزاب الحاكمه على طريقة الفرهود، هناك بعض السذج أو الطائفيين يطالبون بفرض رسوم على زوار ضيوف الإمام الحسين ع، ولو قامت الجهات المعنية بفرض رسوم على ضيوف الإمام الحسين ع من زوار الأمام الحسين ع وهم بغالبيتهم من الطبقات العربية والمسلمة الفقيرة لايذهب منها فلسا واحدا إلى خزينة الدولة وانما في جيوب الفاسدين، بكل الأحوال العراق يعاني من صراع قومي مذهبي منذ يوم ولادته عام ١٩٢١ وتعمد المستعمر البريطاني والفرنسي دمج ثلاث مكونات غير متجانسة وعدم تشريع دستور يضمن حقوق الجميع ليبقى العراق دولة فاشلة تعاني من صراعات قومية ومذهبية واضحة لايمكن أن يستقر العراق ويتصور بدون إيجاد حلول مقبولة من المكونات القومية والدينية الثلاثة، لا بوابات حديدية تنفع ولا اي حلول ترقيعية تنهي الصراعات المستدامة.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
16/9/2022
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha