نعيم الهاشمي الخفاجي ||
كل اتفاقات تعقد بين الدول المتصارعة التي لها رقم بالمعادلات الدولية تكون هذه الاتفاقات تساهم في الاستقرار وتجيب البشرية حدوث او نشوب صراعات تهدد الامن والسلم الدوليان، لم يسجل التاريخ لنا استخدام سلاح نووي في حروب وقعت بشكل مباشر مابين الدول العظمى التي تتحكم بالعالم. بل وجود السلاح النووي أنهى صفحات الحروب المباشرة بين الدول العظمى. وتم الاستغناء عن تلك الحروب بحروب النفوذ ودعم معارضات تستهدف دول وحكومات وشعوب مصنفة لهذه الدول العظمى او تلك الدولة العظمى.
في حقبة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما وصل إلى تقارب مع إيران، وقام في إبرام اتفاق نووي افرح كل قوى الخير والسلام وأزعج كل قوى الشر ومشعلي الحروب، المستر جون كيري قالها بالصورة والصوت السعودية وبني صهيون اتصلوا بنا طلبوا من الإدارة الأمريكية بعدم توقيع الاتفاق، وحتى خروج ترامب من الاتفاق كان لأسباب سياسية ورشاوى خليجية ولوبي صهيوني لايحب السلام والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط والعالم.
اليوم كل دول العالم وشعوب الغرب يعرفون ان الإرهاب ذات الصبغة الإسلامية مصدرة المدرسة الدينية، الاخبار التي تتناقلها وكالات الانباء بقرب وصول إدارة بايدن إلى العودة إلى الاتفاق وقرب التوقيع، تسيء أنظمة الخليج الوهابية والتي تراهن هذه الدول أن أمريكا تأتي للخليج لقتل كل من هو شيعي لصالح العقلية البدوية الحاكمة في الجزيرة العربية والخليج، الواضح أن فرص الاتفاق الآن يتصاعد حظوظ نجاحها ولاقيمة الى اعتراض دول البداوة الوهابية في المنطقة، الإدارة الأمريكية والعالم يعرفون الإرهاب وهابي وأن الصراع مع إيران صراع سياسي قابل للحل وفق اتفاقات معينة تضمن مصالح إيران وأمريكا بالمنطقة ولاقيمة لدول البداوة الوهابية.
الاتفاق يعزز السلام وفي حال لم يتم الاتفاق فإن المنطقة تعيش في صراعات وربما حروب، من مصلحة القوى اليسارية والديمقراطية الوصول لسلام لوقف الحروب والنزاعات والتي تكلف البشرية ملايين الأرواح البريئة وتريليونات الدولارات التي ترهق الاقتصاد العالمي وتنشر الفقر والجوع وملايين الفارين واللاجئين، عدم التوصل إلى الاتفاقات لفض النازعات والحروب بالتأكيد ستدخل مناطق النفوذ والصراعات إلى المجهول، فرض العقوبات والتهديد في إسقاط أنظمة يجعل بعض الدول المستهدفة إلى العمل لامتلاك أسلحة دمار شامل للدفاع عن نفسها ناهيكم عن استهداف دول مجاورة بظل تفشي ثقافة الكراهية والقتل مابين شعوب دول الجنوب الفقيرة والمتخلفة والتي تحكم غالبية دولها أنظمة فردية دكتاتورية شمولية لاتتحرج في ارتكاب جرائم بحق البشرية، لدى بعض الدول أن امتلاكها إلى السلاح النووي يجعلها دول مثل الهند، وباكستان ، بعد حصولها على القنابل النووية فلم يستخدموها بصراعاتهم الجانبية ابدا بل حتمت على قيادات الهند وباكستان توخي الحذر وعدم التصعيد مابينهما لأنهم يعرفون استخدام السلاح النووي يعني دمار لكلا الدولتين والشعبين.
الإعلام البدوي الوهابي يحاولون تصوير الوصول إلى اتفاق يبدد الحروب بالدخول إلى نفق مظلم، السلام يوصف نفق مظلم، شن الحروب يوصفوه في محاولة لنشر السلام، مواقف النظام السعودية المعادية للكثير من الدول تعود لأسباب منها السبب المهم والرئيس السعودية تقف ضد كل دولة عربية واسلامية تقف مع قضايا العرب، موقف السعودية ضد نظام جمال عبدالناصر، وعملت على إجهاض مشروعه القومي العربي، لأنه كان ضد الهيمنة الرأسمالية، ولماذا وقفت السعودية مع نظام السادات ودعمته في حرب إكتوبر 73 لأنه حوَّل وجهة مصر من جهة (السوفيت) إلى جهة الناتو، ولماذا تحالفت السعودية مع نظام الشاه في إيران، لأنه كان حليفاً لأمريكا، ولماذا وقفت ضد الثورة الإسلامية،
لأن نظام الثورة داعم للشعب الفلسطيني لذلك السعودية شنت الحرب ضد إيران الثورة لان نظام الثورة يدعم الشعب الفلسطيني، ولماذا السعودية دعمت نظام صدام الجرذ في حربه مع إيران، لأن صدام الجرذ كان مدعوماً يومها من الناتو، ولماذا دعمت دول البداوة الوهابية عصابات القاعدة وداعش بالعراق وسوريا الغاية أضعاف الدولتين والتمهيد للتطبيع المجاني.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
8/9/2022