المقالات

المشاكسون في الصف


عبد الرحمن المالكي||

 

يكاد لا يوجد معلم او مدرس او استاذ جامعي, لا يعاني من وجود طالب او عدد من الطلاب المشاغبين في الصف, الذين يقومون عادة بشكل دوري بأثارة الفوضى في قاعة الدرس, يعيقون بشيء من الفخر وظيفة الاستاذ في ايصال المادة المقررة لبقية الطلبة, فما هو السبب الذي يهيمن على السلوك الذي يؤدي بالطالب المشاكس في نهاية المطاف الى الرسوب وترك الدراسة.  بالطبع هناك اسباب أخلاقية وبيئية وراء سلوك الطالب المشاكس, وغالباً ما ينتهي السلوك المشاكس يصاحبه الى الفشل وترك الدراسة, ان بعض الطلاب يتقصد طرح اسئلة تعجيزية ليحرج الاساتذة ام الطلبة, وبعض يعلق على كل كلمة او سؤال على لزميله بغية السخرية والاستهجان. ان السلوك المشاكس لبعض الطلبة امر مزعج لأنه يجعل الاستاذ ينشغل بهؤلاء الطلاب عن واجبه الاساسي في تعليم الطلبة ونقل الخبرات العلمية والمعارف الثقافية لهم. ان بعض الطلبة يلجئون الى لهكذا سلوكيات لجذب الانتباه وتسجيل موقف خارج النمط السائد, سيما وان اجواء المحاضرات تتسم بالهدوء والاتصال الراسي, من استاذ المادة للطلبة مع توجيه بعض الاسئلة بهدف زيادة تفاعلية المحاضرة. ومع بروز بعض الطلبة في التفاعل مع الجانب العلمي للمحاضرة فأن بعض المشاكسين يقومون بأفعال لأثارة الفوضى لصرف انتباه الطلبة عن المحاضرة وان هذه السلوكيات تعكس الجانب التربوي والاخلاقي للطلبة خارج المجتمع الجامعي. ان مشاكسة الطلبة لها اسباب وراثية تنتقل عبر الجينات منها اسباب بيئية تتمثل في البدن والنواقص المحتملة فيه, والوضع الصحي, وتشوش الرؤية والسمع او اضطراب في المخ والجهاز العصبي ومثال على ذلك الاطفال الذين يعانون من نقص جسمي ويتعرضون الى الاستهزاء وتنمر الاخرين, فهم يقفون في مقابل توبيخ الاخرين لهم واستهزائهم بهم موقفاً يطلق عليه اسم المشاكسة, او نتيجة لشعور المشاكسون بالنقص لوجود عاهة عضوية تدفعهم لاتخاذ مواقف عدوانية من اجل التغلب على هذا الشعور ولإثارة قلق الاخرين او نتيجة لوجود ضغوط معينة وعدم التحمل وكذلك الشعور بالحرمان من محبة الوالدين. ان الطالب المشاكس عادة ما يكون عاطفياً ومتقلب المزاج, ويعد التعامل مع هذا النوع من الطلاب من اصعب المشاكل التي تواجه المعلمين في المدرسة واولياء الامور في المنازل ولأنه يشعر بالنقص فأنه يهوي الخروج عن السيطرة ومخالفة الاخرين ويحب التميز وإظهار الذات. المشاكسة في الصف موجودة وشائعة في اغلب المستويات الدراسية وانها تختلف من مجتمع لأخر حسب اساليب التربية الاسرية الى جانب الاستراتيجية العامة التي يعمل وفقها النظام التربوي في الدولة. في ضوء تضخم هذه الظاهرة فمن الضروري عدم القاء اللوم على الاستاذ في تحمل المسؤولية في اصلاح الطلبة المشاكسين الذين افسدتهم العوائل المتفككة فضلا عن المجتمع الذي يعيشون فيه ويجب ان يأخذ المرشد النفسي دوره في العملية التعليمية, في علاج هذه الظاهرة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك