ترجمة: د.محمد العبادي ||
لم يتجرأ أحد على أن يجلس مع الشاه في مائدة واحدة إلا طيب رضائي - والذي كان أحد شقاوات طهران ،وممن يتهيبهم الناس ويحسب لهم حساب .
كان شاه إيران عندما يرغب ان لاينعقد مجلس ما يبعث إلى( طيب) ليعبث به ، وينفذ ما يأمره بأسلوبه الفوضوي.
في يوم ما قال له الشاه : في هذه المرّة سأعطيك مبلغاً كبيراً ، شريطة أن تذهب فوراً لتخريب أحد المجالس .
فتحمس ( طيب ) للموضوع ، وقال: اي مجلس ؟ وأين مكانه؟من هو صاحب المجلس؟.
الشاه قال له : في المكان والمجلس الفلاني سيد روح الله الخميني.
اندهش( طيب) !وقال :قلت سيد ؟!
الشاه قال: نعم .يا طيب.
قال:لا ..اعفيني من هذا الموضوع! انا لا أشاكس أولاد الزهراء...( في ذلك الوقت اي في ستينيات القرن الميلادي الماضي لم يكن الإمام الخميني معروفاً في أوساط الناس ولم يجر إسمه على ألسنتهم).
تغيرت لغة الشاه وقال له بلهجة آمرة:عليك ان تنفذ هذه المهمة ، وإن لم تفعل ما آمرك به لتسجنن،ولنقلعنّ لك أظافرك،ثم بعدها نقوم بتقطيعك إرباً إربا.
طيب قال وبلهجة المتمرد الصامد: إقض ما أنت قاض (شتريد تسوي سوي) ؛ أنا لا أدخل في محادة ومعركة مع أولاد الزهراء .
إقتادوه ويداه مغلولة إلى عنقه ، ثم لما وصل إلى أحد اقبيتهم؛ساموه سوء العذاب ، وعذّبوه عذاباً نكراً حتى أنه أصبح نحيلاً بعد أن طوى بعض الأيام جائعاً لم يعلل معدته ولو بكسرة من الخبز .
عندما أرادوا إعدام ( طيب) جاءه أحدهم وقال له : هل عندك كلمة تريد أن تقولها للسيد خميني؟فقال:أنا ليست لي معرفة به، لكن قولوا له ان طيب يقول: نفسي لجدك الفداء ( اروح فدوه لجدك) الناس شاهدوك( شافوك) وعشقوك، وأنا لم أشاهدك فاحببتك ؛ فاشفع لي في الدار الآخرة.
عندما وصلت كلماته إلى الإمام الخميني؛ قال: إنّ طيب لايحتاج إلى شفاعتي،طيب في يوم القيامة سيشفع للناس.
بعد إنتصار الثورة الإسلامية ذهب الإمام الخميني إلى قبر طيب ،وقال: يا طيب لقد كتب الله لك حسن العاقبة ،فادعو للخميني أيضاً بحسن العاقبة .
لقد تحول طيب رضائي من رجل لم يقم للصلاة يوماً ،ولا للصوم ساعة وكان يمتهن حرفة التعدي على الآخرين؛تحول إلى رجل صالح،وكأن الرحمة التي أدركت (سحرة فرعون) وانقلبوا فيها سجداً قد أدركته ،فانقلب بمودته لأهل البيت ومحبته للزهراء إلى روح وريحان وجنة نعيم.
نعم في لحظة حرجة نهضت فيها فطرة ( طيب رضائي) من مرقدها، وأصبح كالحر بن يزيد نصيراً للثورة الإسلامية ولقائدها.
انّ هذا الموقف البطولي للشهيد (طيب)، ومحبته الصادقة لأهل البيت عليهم السلام والثابتة في قلبه(وما بدلوا تبديلاً ) ؛دفعت كثيراً من طلاب الحوزة العلمية للتبرع طوعاً لقضاء مافاته من صلاة وصيام ورد مظالم عنه .
إنها كرامة لاينالها إلا ذو حظ عظيم ، وقلب إنعقدت في نياطه محبة أهل البيت عليهم السلام .
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha