المقالات

الارهاب ودول الجوار

1142 17:34:00 2008-05-07

( بقلم : علاء الموسوي )

ما زلنا نعيش المغالطات نفسها على الساحة السياسية منذ تأسيس اللبنة الاولى للحكم في العراق الجديد، فالاتهامات والافتراءات والمزايدات مللتها اسماعنا وفق تناغم الرؤى والمصالح المشتركة بين الحلفاء (...) لاثبات الجهة المعينة بدعم الارهاب، وتغافل جهات اخرى وفق سياسة (التوازن في الولاء والانتماء).الحديث الدائر اليوم في اروقة الساسة العراقيين حول اتهام الجمهورية الاسلامية بدعم (الارهاب) في العراق، او بالاحرى دعم (الخارجين على القانون) عبر السلاح والتدريب .. الى غيرها من انواع الدعم المادي والمعنوي. وبما ان فكر (العمالة) ونظرية (المؤامرة) هي النزعة الفكرية المسيطرة على اوساطنا الثقافية والسياسية، فلايمكن لنا الدفاع بشكل مباشر او صريح عبر مقالنا في رفع الشبهات وتفكيك المفردات غير المنطقية باتهام الجمهورية الاسلامية بدعم الارهاب في العراق. الا ان الحديث بموضوعية وتحميل القارىء النظر بزاوية حيادية بعيدة عن الطائفية والعنصرية هي السبيل الوحيد للتوضيح عن بعض المفاهيم المغلوطة لدينا ومنها:

1ـ هل الجمهورية الاسلامية في ايران هي وحدها المتهمة بدعم (الارهاب) في العراق، من بين دول الجوار الاخرى؟.. واذاكانت كذلك، فهل الاسباب الموجبة لدعم ايران (للارهاب) معلنة على الملأ الدولي والاقليمي لاثبات شرعية ما تقوم به دولة نظامها الاسلام ودستورها القران؟؟.

2ـ ما نوع الارهاب والاليات التي تدعمها الدولة الجارة (ايران) لمجاميع الارهاب في العراق؟.. هل هي مجاميع انتحارية تصدرها ايران الى العراق، كما اشار بذلك احد قادة مجالس الصحوة في ديالى امس الثلاثاء في تصريح صحفي لجريدة الصباح بان 6000 الاف انتحاري سوق للعراق بجنسيات عربية وبدعم عربي خالص؟؟. ام ان الاليات المتهمة فيها (ايران) بتفجير السفارات وقتل منتسبيها عبر الاغتيال تارة، والتهديد والوعيد تارة اخرى، كما كشفته التقارير الاستخباراتية الامريكية بان احدى الدول العربية الجارة (...) كانت المسؤولة المباشرة لفرق الاغتيال والقتل لمنتسبي السفارات؟؟..

3ـ كم مدينة وقضاء ومحافظة متهمة (ايران) بدعم الارهاب فيها، كما رأيناه وعانينا منه بفقدان احبتنا واعزتنا في (الغزالية والعامرية وهور رجب وبلدروز وبعقوبة والفلوجة ..... وغيرها من العشرات من الاقضية والنواحي في بغداد وبقية المحافظات) بتقطيع الرؤوس والتمثيل بالجثمان والتفنن بالقتل والاختطاف من عصابات القاعدة من ازلام فيلق عمر والجيش الاسلامي وكتائب العشرين وجيش الخلفاء وانصار السنة....، والجميع يعلم ما توجه هذه العصابات ومدارسها الفكرية والمذهبية؟؟.

4ـ لا ابرىء (ايران) من دعم بعض المجاميع المسلحة ، التي اسهمت بشكل او بأخر في زعزعة الامن والاستقرار في العراق، لكن عند المقارنة بما تبديه الجمهورية الاسلامية من تعاون واضح وداعم لمسار العملية السياسية في العراق، والاعتراف بحكومته المنتخبة عبر الياتها الدبلوماسية المعهودة منذ اليوم الاول لتشكيل مجلس الحكم، عن طريق فتح سفارتها وتأييدها المطلق للهوية الوطنية لشكل الحكومة العراقية، اضافة الى الكثير من الاليات الداعمة لذلك من زيارات وفتح قنوات ثقافية وسياسية رصينة، كل هذا يدفعنا الى التساؤل ما هي المصلحة في دعم (الجارة ايران) لتلك المجاميع التي اوهمت الادارة الايرانية بانها تقاوم الاحتلال في العراق عبر شرعية مزيفة ادركتها الجمهورية مؤخرا بعد تنامي الرؤية الواضحة لديها في المستقبل السياسي في العراق، ولعل زيارة الاخوة في الدين والمذهب من قبل وفد الائتلاف العراقي الموحد لطهران كان منصبا على هذا النحو من التحاور الداعم لتوجه البلدين لاحلال الامن والسلام في المنطقة.

5ـ بعيدا عن اتهام (ايران) وتفنيد تلك الاتهامات او توصيف الحلة بانها لاتتجاوز التشخيص المغلوط للحالة العراقية الصحيحة، اين تلك المساعي من قبل الكتل والاحزاب الاخرى في تعزيز الامن والاستقرار في العراق عبر التحاور واقناع الدولة (الجارة الاخرى) بايقاف تصدير ثقافتها الطائفية وسربان الارهاب وقاطعي الرؤوس والاجساد النتنة من حاملي الاحزمة الناسفة وراكبي السيارات المفخخة.

اعتقد ان ملف دعم دول الجوار للارهاب في العراق لن يخرج من بوتقة المصالح الاميركية في تصفية حساباتها الشرق اوسطية، وان بقي الحال على ما عليه اليوم من كتمان الاسرار وكشف الحقائق وفضح المستور لهذا الملف الخطير فلن يقضى على الارهاب واجندته القابعة في وداي الرافدين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك