ضياء ابو معارج الدراجي ||
خمسون عام بحلوها ومرها مرت كانها ومضة ضوئية في عمر هذا الكون الذي يمتد الى ملايين السنين.
في فجر يوم الاحد ١٦ نيسان ١٩٧٢ كانت ولادتي المتعسرة وبحضور قابلتين فشلت الاولى باخراجي ونجحت الثانية بمنحي الحياة.
منذ ذلك اليوم النيساني بدأت عجلة العمر تدور لامر بكل مراحل النمو البشرية صراخ،رضاعة،تقوط،حبو، اسنان، كلام ،مشي ،لعب، مع كل الاصابات الجسدية والأمراض واللقاحات والكوابيس الطفولية.
بعمر الثمان اعوام ارعبتني الحرب العراقية الايرانية سنة١٩٨٠ وفي عمر ١٦ عام احتفلت بنهايتها سنة ١٩٨٨.
في عمر ١٩ عام بدأت دراستي الاكاديمية سنة ١٩٩٠ لكنها ضمن اسوء فترة عاشها الشعب العراقي بعد احتلال الكويت والحصار القاتل والجوع الكافر و حياة مرة و حرب دولية ضد بلدي سنة ١٩٩١ كسرت كل ما هو جميل في الحياة بسبب رعونه الحاكم لتمر السنوات بعدها قاسية موحشة سوداء كاحلة ١٣ سنة حطمت كل شيء جميل في داخلي و وصلت الى اعلى درجات اليأس حتى فرجها الله بسقوط النظام المرعب سنة ٢٠٠٣ على يد الاحتلال الامريكي وانا بعمر ٣١ عام اب لبنتين و ولد وانتظر المولودة الرابعة في شهرها السادس، من هناك عاد بصيص الحياة جميل و فيه امل لكنه سرق من جديد بين طائفية و مصالح و مليشيات و ارهاب و عنصرية و لصوص وعصابات ١٩ سنة اخرى ضاعت من العمر لم افهم منها شيء سوى اني رزقت بولد اخر سنة ٢٠٠٩ متوحد و بنت سنة ٢٠٢٢ ادخلت السعادة على عائلتي الصغيرة، و لا زلت انتظر عام الخير الذي تأخر طويلا.
ولادة متعسرة وحياة صعبة قاسية ولا اظن ان نهايتها جميلة فلا جمال في الموت قدر كل حياة على وجه البسيطة.
العشرينيون والثلاثيون والاربعيون يشاطروكم الاحزان
مواليد الستينات محظوظون اول ٢٠ عام ومن ثم ذاق رجالها الامرين في الحروب فهي المواليد المناسبة لكل فترات حروبنا
الخمسينات والاربعينات ذاقوا طعم المواطنة الى حد ما
لاتستغرب ان مرت ٥٠ سنة من عمر الكون يكتب فيها ابنك ذات القصة
فانت عراقي