الشيخ الدكتور عبدالرضا البهادلي ||
منذ ان رفض الشيطان طاعة الله تعالى والانقياد اليه والسجود لادم عليه السلام تشكلت دولتان في الارض ، دولة يسعى اليها الصالحون ويقودها الانبياء عليه السلام تقيم القسط والعدل في الارض ، وحكومة يسعى اليها الشيطان عبر أوليائه، عندما قال الشيطان لله تعالى فانظرني الى يوم يبعثون .
ومن اهم خصائص دولة الله تعالى ، هو التوحيد ، وهو ان يتوجه الجميع الى عبادة الله تعالى ونبذ الشرك والكفر وعبادة غير الله تعالى من الاصنام والاوثان وعبادة الاشخاص . والخصيصة الثانية هو اقامة القسط والعدل في المجتمع فلا ظلم في دولة الله تعالى ، والخصيصة الثالثة هو ان دولة الله تعالى تسعى لان يتحلى المجتمع الانساني بالفضائل والكمالات الاخلاقية والروحية، ولاجل ذلك ترى ان الانسان في دولة الله يحمل الاخلاق الفاضلة من الصدق والامانة والاخلاص والغيرة وغيرها من الاخلاق الفاضلة ، والخصيصة الرابعة ان دولة الله تعالى تشجع على العلم والمعرفة وتحث الناس على العلم والمعرفة، لان الجهل سبب من اسباب انحطاط الانسان . والخصيصة الخامسة ان دولة الله تحافظ على الانسان من كل المخاطر الداخلية والخارجية التي يتعرض اليها الانسان الفرد والمجتمع ، والخصيصة السادسة ان دولة الله تعالى تعطي العزة والكرامة للانسان حتى لا يعيش الانسان الذل والعبودية للطغاة والمجرمين والفاسدين . والخصيصة السابعة ان دولة الله تقدم الافضل والاخلص والاكفأ من المجتمع في موقع المسؤولية من اجل ان يخدم المجتمع . والخصيصة الثامنة أن هذه الدولة تجمع الناس على كلمة الهدى والمحبة .
ومن اهم خصائص دولة الله تعالى انها من اجل ان تحقق هذه الخصائص المتقدمة وتقود الانسان نحو الكمال الذي خلق من اجله يجب ان يكون على راسها الانبياء والاوصياء عليهم السلام ، واذا لم يتوفر الانبياء والائمة عليهم السلام باي ظرف من الظروف ، فيمكن ان تقام دولة الله تعالى ولو بالحد المقبول من خلال العالم الرباني امثال الامام الخميني رضوان الله ، والارتباط بهذه الحكومة هو في واقعه ارتباط بالائمة والاوصياء والنبي صلى الله عليه واله الى ادم عليه السلام .
واما خصائص حكومة ابليس في : فهو الدعوة الى رفض عبادة الله تعالى ، والدعوة الى التمرد على احكام الله ، والدعوة الى رفض الانبياء وحكومة الانبياء والرسل عليهم السلام ، والدعوة الى تسلط الظالمين والكافرين على المجتمع، والدعوة الى نشر واشاعة الفحشاء والمنكر في المجتمع ، والدعوة الى الظلم والفساد ، والدعوة إلى الاخذ ببعض الكتاب ونبذ بعض الكتاب ،والدعوة الى الفتنة ، والدعوة الى الضلال ،والدعوة الى نسيان الله تعالى والغفلة عنه ،والدعوة الى التخويف فالشيطان يخوف أوليائه ، والدعوة الى عدم الأخلاق، والدعوة الى الكذب والخيانة والزنا وغير ذلك من الموبقات.......
لذلك ورد في القرآن على لسان الشيطان :" قال انظرني الى يوم يبعثون ، قال انك من المنظرين ، قال فيما اغويتني لاقعدن لهم صراطك المستقيم، ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين" .
ولذلك استجاب الكثير لدعوة الشيطان عبر التاريخ من لدن ادم عليه السلام والى اليوم في رفض دولة الله والتمرد على احكام الله والقيم والاخلاق بين علماني ومدني وملحد وديمقراطي وراسمالي وشيوعي واشتراكي وحتى ديني واسلامي ولكن ليس على المنهج الحق .
ولأجل ذلك نرى الصراع الابدي والمستمر منذ خلق الله الانسان والى اليوم والى يوم القيامة بين الله اولياء الله الذين استجابوا لله ومنهج الأنبياء والأئمة وبين اولياء الشيطان الذين غرهم الشيطان واسقطهم في فخه .
واليوم هناك معسكران في الارض وحتى ظهور القائم عليه السلام : معسكر الله ودولة الله التي هي اليوم تتمثل بولاية الفقيه الممتدة الى ولاية الائمة عليهم السلام ، ومعسكر وولاية وحكومة الشيطان الممتدة الى عصر ادم وتمثلها امريكا وحلفائها وعملائها وكل من يتبعها وكل من يتعاون معها او يتحالف معها باي نوع من انواع التحالف والتعاون .
ولا يوجد معسكر للمستقلين والمحايدين اليوم ، فالمستقلون والمحايدون في واقعهم خذلوا الحق ولم ينصروا الباطل...
فانت اليوم اذا لم تكن مع معسكر الله تعالى وولاية الفقيه وتذوب في هذا المعسكر والمحور ، فانت في المعسكر الاخر شئت ام ابيت حتى لو لم تقاتل مع المعسكر الاخر ، فالصراع بين الحق والباطل وبين معسكر الله وبين معسكر الشيطان لا يقبل الوسطية ولا الانعزال والحياد
وما توفيقي الا بالله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون .
ـــــــ
https://telegram.me/buratha