د. علي المؤمن ||
إذا اختلفتَ مع شريكك في الحياة أو العمل، أو مع أخيك أو صديقك أو أستاذك أو تلميذك أو زميلك أو مسؤولك أو جارك؛ فلا توسِّع رقعة الخلاف، حتى وإن كان الحق معك.
إذا أخطأ بحقك؛ فلا تجعل من خطئه سبباً للحرب بينكما، بل اكظم غيضك، إذ لا يستحق الخطأ - مهما كبر - أن يكون سبباً للقطيعة، وانهيار تاريخ علاقتكما.
لاتحوِّل الخلاف الى مادة للانتقام والتشهير، ولاتسمح لنفسك أن تحقد وتفجر حقدها.
لا تُطلع أحداً على خلافكما، ولا تدع أهل الشر والنفاق والنميمة يتدخلون بينكما.
لا تنس أوقات المحبة والأنس والوفاق والتعاون والنصرة التي عشتماها معاً، وتذكر دائماً المواقف الجميلة بينكما.
تذكَّره في أوقات دعائك وعبادتك ومناجاتك، واستغفر له وادع له.
ضع في بالك دائماً، إن الوجوه تتقابل يوماً، وإن هناك خط رجعةٍ وجسر عودةٍ لايزولان مهما تصورت أن الخطأ أو الخلاف عميقان بينكما.
لا بد أن تعي، إن ما يجمعكما أكثر بكثير مما يفرقكما، وإن ما تشتركان به أعمق بكثير مما تختلفان عليه، وإن أيام وئامكما أطول بكثير من ساعة غضبكما.
جد له الأعذار، واحمله على عشرات المحامل، وكن متسامحاً معه وعفوّا عنه، ومبادراً الى الصلح والصفاء وعودة الوئام والمحبة.
تنازل له، وكن أنت صاحب الخطوة الأولى، ولا تنظر مبادرته؛ فإن صدّك فستسجل لك ألف حسنة، وستكون مبروراً مشكوراً محموداً أمام الله والناس.
يحكى أن أستاذاً و تلميذه اختلفا في مسألة خلال الدرس، وتخاصما؛ فذهب الأستاذ الى بيت تلميذه، وقال له ناصحاً:
* تجمعنا مئات المسائل وتفرقنا مسألة.
* لا تحاول الإنتصار في الاختلاف؛ فأحياناً كسب القلوب أولى من كسب المواقف.
* لا تهدم الجسور التي بنيتها وعبرتها؛ فلربما تحتاجها للعوده يوماً ما.
* إكره الأخطاء ولا تكره المخطيء.
* أبغض بكل قلبك المعصية؛ لكن سامح وارحم العاصي.
* إنتقد القول ولا تنتقد القائل؛ فإن مهمتنا هي أن نقضي على المرض لا على المريض.