المقالات

إرادة الاقتدار في مواجهة غطرسة الاستكبار ج2"معركة سيف القدس الحاسمة انموذجا"

770 2021-05-21

 

مثنى الطائي ||

 

إن الايام العشرة الماضية من معركة سيف القدس الحاسمة التي خاضتها المقاومة الفلسطينية والتي كانت مفصلية ومحورية في تاريخ فلسطين والمقاومة من جهة واسرائيل والكيان الغاصب من جهة اخرى ، فقد حققت هذه المعركة مالم يتحقق او يتوقع ان يتحقق طيلة فترة السبعين عاما المنصرمة ومنذُ تأسيس هذا الكيان اللقيط باستثناء معارك عرين الاسود في لبنان العزة والصمود عامي ٢٠٠٠ و ٢٠٠٦ وطرد الغزاة وتحرير الاراضي اللبنانية من دنس الغُزاة والطامعين ، فما افرزته هذه المعركة القصيرة في ايامها الكبيرة في نتائجها وآثارها من اقتدارٍ فاجئ كل التوقعات بعدما كانت المقاومة بدائية لا تتعدى الحجارة وبعض وسائل السلاح البسيطة الى مقاومة صاروخية استهدفت عُمق العدو وصمودٍ حطم كل الاحلام والمخططات في اتمام عقد صفقة القرن وإنشاء دويلة الصهاينة اليهود في ارض فلسطين العربية بعدما انخدعوا بدعم المتغطرسين اللامحدود لهم وانغروا بتطبيع مشايخ الغدر المنبطحين معهم ، وبعد اغترارهم بامكانياتهم العسكرية وقواهم التقنية الواهمة ومنظوماتهم الدفاعية وقببهم العسكرية الواهنة ، ومنصاتهم الاعلامية المخادعة وقلاعهم وحصونهم المنيعة ، فرغم ماكانوا يمتلكون من إمكانيات مادية وعسكرية واقتصادية وتقنية وفنية ، فإن كل تلك المقومات قد تلاشت وضعفت وتساقطت عن الصمود أمام مقاومة وقوة وصواريخ المقاومين وعزم وإباء الممانعين ووصول ضرباتهم الى عُمق هذا الكيان الغاصب ووصول صواريخهم الى أدق المواقع الاستراتيجة والامنية وأكثرها حساسية وخطورة بالشكل الذي ارعب ساسة واللوبي الصهيوني وزرع الذُعر في نفوس المستوطنين وهم يتسابقون في الدخول الى ملاجئهم وكهوفهم المنيعة خوفا من ضربات المقاومين لهم ، وحرصا منهم لتضييق الفجوة داخل هذا الكيان اللقيط وما تبعهُ من ذُعر لمرتزقة الخليج وأعراب التطبيع ، وتجنبا لسقوط هيبتهم اما داعميهم من انظمة الاستكبار وأمام الرأي العام العالمي خصوصا بعدما امتلأت الكثير من شوارع ومدن أوربا بالتظاهر والاحتجاج تنديدا على سياساتهم العدوانية على شعب فلسطين الاعزل واغتصاب ارضهم .

كذلك ما بلغه هذا الكيان من الحط بقدره امام مرتزقتهم العرب من المطبعين الغادرين ، لذا فإن هذه الحرب وهذه الايام الحسوم من تاريخ الطرفين اوجدت معادلة جديدة ورؤية جديدة وستراتيجية جديدة غيرت قواعد الاشتباك وبدلت معادلات توازن الرُعب والاصطدام والاحتكاك مع العدو وفرضت إرادة ومشروع المقاومة من جديد وبقوة وأجبرت ندهم الاخر على عدم فرضه لسياسة الهيمنة والامر الواقع .

كل تلك المعطيات اجبرت الصهاينة وحلفاءهم من انظمة الغطرسة ومرتزقتهم من حكام ومشايخ التطبيع الى الاسراع في عقد الهدنة بين الطرفين ووقف اطلاق النار لألى تتضح  هشاشة هذا النظام وتفتضح حقيقته اكثر وما وصل اليه من ضُعف وعجز في ايقاف ضربات المقاومة وصد صواريخه القاهره ، بعد تلاشي منظوتهم الخرافية "الحديدية" وما وصل اليه هذا النظام مِن الحرج الشديد والذُل الكبير لم يبق له الا خيار المهادنة ووقف اطلاق النار الغزاوية والصواريخ القاسمية التي اقضت مضاجعهم وجعلت سُمعة هذا الكيان محطا للمسخرة والتنكيل لدى الجميع .

وعليهم أن يدركوا إن الحرب لو أستمرت لافتضح هذا النظام اكثر ولتلاشت كل حصونه وقلاعه ، وهم يعلمون ذلك ، وكذلك علمهم ان هذه المواجهة تصدى لها جناح واحد فقط من اجنحة المقاومة واذرعها فما بالك لو دخل على خط المواجهة اسود لبنان وليوث العراق ورجال اليمن وابطال سوريا وشجعان ايران ! ، فاستمرار الحرب يحقق انتصارا اكبر للمقاومين وذلٌ ابلغ لهم ولكل المطبعين ، مع اخذهم بنظر الاعتبار ان هذا النصر رفع من رصيد المقاومة في شعوبهم وتلاحمت كل صنوفها وتوحدت جميع فصائلها في جميع محاورهم ، فلم يبق لهم الا خيار الهدنة والمهادنة التي تسابق لها كبارهم وعرضوا عليهم الكثير من اموالهم ضنوا انهم يشترون ضمائرهم كما اعتاد على ذلك حلفاءهم  ، فكذلك في الهدنة سوف يكون الانتصار اعظم والاقتدار أشد وسوف تتنامى قدرات المقاومة وتتصاعد امكانياتهم تصنيعا وتدريبا وتسليحا وإعدادًا وجهوزية ، فضلا عن تنامي الروح المعنوية المتوهجة والامال الثورية المتوقده التي افرزتها انتصار معركة سيف القدس والتي بحد ذاتها صنعت اعظم انتصارا وحققت اكبر اقتدارا قضى على كل احلام مشروع التطبيع وصفقة القرن في اقامة دولة صهيونية يهودية مستقبلا ، تمهيدا لتحرير كامل الارض المغتصبة من دنس ووجود هذا الكيان اللقيط

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك