علي الجوراني ||
يمثل الاعلام عصبا مهما في الحياة بصورة عامة لما له من دور مهم وبناء في توجيه المجتمعات الوجهة الصحيحة. غير ان هناك جملة من المبادئ يجب الالتفات اليها تمثل ايجابيات واضحة للاعلام ومنها انه يمثل نقل أخلاق ونمط حياة البيئات الأخرى إلى مجتمعنا، ونقل قيم جديدة وتقاليد غريبة تؤدي إلى التصادم بين القديم والحديث، وخلخلة نسق القيم في عقول الأطفال من خلال المفاهيم الأجنبية التي شاهدها الطفل العربي وأثرها السلبي على الأطفال التي تحمل قيمًا مغايرة للبيئة العربية، كما أن إبراز نجوم الفن والغناء والرياضة والتركيز عليهم يكون على حساب العلماء والمعلمين فضلا عن تصوير العلاقة بين المرأة والرجل على خلاف ما نربي عليه أبناءنا وكذلك بناء ثقافة متناقضة بين معايشة ومنع ومشاهدة آخر، ولا يدري الطفل أيهما أصح.
كما ان مشاهدة العنف الشائع في أفلام الأطفال قد يثير العنف في سلوك بعض الأطفال، وتكرار المشاهد التي تؤدي إلى تبلد الإحساس بالخطر وإلى قبول العنف كوسيلة استجابية لمواجهة بعض مواقف الصراعات، وممارسة السلوك العنيف، ويؤدي ذلك إلى اكتساب الأطفال سلوكيات عدوانية مخيفة، إذ إن تكرار أعمال العنف الجسمانية والأدوار التي تتصل بالجريمة، والأفعال ضد القانون يؤدي إلى انحراف الأطفال. ومع كل ذلك يجب الا نغفل عن سلبيات الاعلام الهدامة ومنها إثارة الفزع والشعور بالخوف عند الأطفال عبر شخصية البطل والمواقف التي تتهدده بالخطر، والغرق في الظلمة والعواصف والأشباح خاصة إذا كان الطفل صغيرًا ويتخيل كل الأمور على أنها حقائق وفي ظل هذا التطور والتقدم المذهل لوسائل الإعلام وجدنا أنفسنا أمام هجمة شرسة مفروضة من الإعلام وغزوًا يجتاح عقول أطفالنا. وفي ضوء ما يمر به البلاد نصل الى قناعة بانه هل فقدت بعض وسائل الاعلام موضوعيتها أم ان الأصل في وجود هذا الاعلام هو المال السياسي الذي يحركه يمينا وشمالا بحسب ميول الراعي؟
أربعة عشر عاما مرت على العراق بعد التغيير وبعض وسائل الاعلام العربي تتفنن بمعطيات الحدث العراقي ليرسم من خلالها ما يشاء من صور يتجاهل فيها الدم العراقي وتقطيع أوصال الأبرياء في الأسواق والشوارع والساحات والمدارس، ثم يخرج علينا هذا الاعلام بحقائق وتقارير واقاويل تزيد في الموت ألما حين يصور الارهابي مقاوما وقتل المدنيين بطولة وتدمير البنية التحتية جهادا وذبح الحياة ارادة وصمودا الا تعسا له من اعلام مسموم.
https://telegram.me/buratha