الشيخ عبدالرضا البهادلي||
كل شيء في الوجود يتحرك ضمن إرادة الله ومشيئته وأفعال العباد السلبية والإيجابية، ومن لا يدرك ذلك فهو لم يفهم فلسفة الحياة ووجود الإنسان فيها .
▪️هذه الحقيقة قد تغيب عن الكثير من الناس، ولذلك قد ينظر من ينظر ويقول من يقول ويفكر من يفكر ويحلل من يحلل بدون أن يأخذ هذه القضايا وهو مشيئة الله تعالى وأفعال الإنسان الايجابية والسلبية في تفكيره ورؤيته وتحليله على مستوى المجتمع والسياسية والاقتصاد. ولذلك يخطأون في رؤيتهم وتفكيرهم وتعاملهم مع الأحداث الواقعية....
▪️مشيئة الله تعالى وأفعال الناس سنن وقوانين فيزيائية في هذه الحياة الدنيا على مستوى الفرد والمجتمع فلا شيء في الحياة يخرج من هذه القوانين، وقد يصل لها الإنسان بدون أن يرجع إلى القرآن والسنة وروايات أهل البيت عليهم السلام.
▪️فالأنسان عندما يتأمل ويفكر في الأشياء والأحداث والوقائع حوله سوف يرى المستقبل واضحا فلا تحتاج إلى محلل ولا إلى متكهن، ولذلك يقول أمير المؤمنين علي عليه السلام لولا آية في القرآن لاخبرتكم بما يكون ولكن الله يمحو ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب. ولذلك أمير المؤمنين يستطيع الأخبار بالأمور المستقبلية ولكن مشيئة الله قد تتغير في الأحداث....
▪️وقد أخبر الله في كتابه الكريم والنبي صلى الله عليه وآله عن ترابط الأحداث والوقائع بأفعال الإنسان بنحو القضية الشرطية، وكذلك مشيئته الله تعالى .
⬅️فمثلا ربط الله تغيير الواقع الاجتماعي نحو الاستقرار والصلاح والرقي والازدهار بتغيير الإنسان لنفسه فقال ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). وكذلك قوله تعالى ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون...
⬅️وفي قبال ذلك هناك مشيئة الله في حفظ الأشياء مهما تغيرت الظروف فالقرآن الكريم قد تكفل الله بحفظه رغم كل الظروف فقال انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون....
▪️والنتيجة نحن نعيش في هذه الحياة بين مشيئة الله تعالى والأفعال التي نقوم بها ان خيرا فخير وان شرا فشر . وما نراه اليوم في واقعنا من التردي على الصعد كافة هو نتيجة لافعال العباد السلبية، والناس إذا لم يلتفتوا ويغيروا أنفسهم ويرجعوا إلى الله والصدق والأمانة والقيم والأخلاق، فالنتيحة سوف تكون تصاعدية في الفساد والظلم والكاظمي هو نتيجة لهذا الفساد والظلم الصادر من الناس.
▪️ثم اقول القادم سوف يكون أسوأ من الكاظمي وفريقه على كل الأصعدة، إذا لم تغير الناس نفسها وترجع إلى الله بصدق وإخلاص، فكما قلت لست متكهنا ولا محللا إنما فلسفة الوجود قائمة على أفعال العباد ومشيئة الله تعالى، وما ربك بظلام للعبيد.....
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha