🖊ماجد الشويلي||
أعتقد بصعوبة الكشف عن رأي عام محلي حيال قضية شائكة ومعقدة غدت مادة دسمة للسجال والمراء السياسي ؛ كقضية أخراج القوات الامريكية من البلاد وتحديد الموقف الشعبي منها بشكل جلي.
إذ لايوجد استقراء تام لاراء المواطنين بهذا الصدد ، كما أن آليات العمل لاستكشاف توجهات الشعب بشكل عام ومباشر شبه معطلة كالاستفتاء العام .
نعم لعبت وسائل الاعلام المتنوعة بكل اطيافها دورا بارزا في التلاعب بالرأي العام واظهار مايوافق اجندتها على انه يمثل رأي عموم الشعب في قضية ما ، خاصة حينما يكون الاعلام معززا بحراك شعبي قل حجمه أو كثر فالمناط هنا هو الصخب والضجيج العارم.
فالاعلام قادر على اظهاره ذلك الحراك بالحجم الذي يحقق غايته لاغاية المتظاهرين .
في النتيجة ان بعض الآليات يمكن لها ان تكون كاشفة عن توجه عام غير محدود حيال قضية ما !
وفي الانظمة الديمقراطية النيابية (التمثيلية) يبقى البرلمان هو المعبر الشرعي والقانوني عن رأي الشعب وتطلعاته
وبالنسبة للتواجد الامريكي كقضية خاضعة بشكل أو آخر لتجاذبات الرأي العام والسجالات السياسية فانا اعتقد
أن غالبية الشعب العراقي مع خروج المحتل
لكن لاتوجد آلية للكشف عن كيفية موحدة ومتفق عليها لتحقيق هذا الهدف.
وسبب رفض التواجد الامريكي يعود لطبيعة الشعب العراقي وثقافته ، وقد عبرت مظاهرة السيادة المليونية التي اكتظت بها شوارع بغداد عن هذا التوجه العام خير تعبير .
ولا اعتقد ان هناك من الشعب من يعتقد بان الوجود الامريكي يحقق مصلحة للبلد .
نعم بعض السياسيين لهم مصالحهم بهذا التواجد وهم يحاولون تسويق آرائهم على انها تمثل نبض الشارع.
والحال أن جل الشارع العراقي يعتقد على اقل التقادير بأن التواجد الامريكي يتسبب بتأزيم الاوضاع وأثارة الازمات الداخلية والخارجية.
إن الثقافة القانونية تلعب دورا مهما في بلورة الرأي العام تجاه التواجد الاجنبي ، ولو تنامى الوعي القانوني لدى عامة الشعب لأثر تأثيرا كبيرا على قناعاته، إذ ان التواجد الامريكي العسكري لم ولن يكون قانونيا في البلد ولاتسعفه المواثيق والمعاهدات الدولية مطلقا.
وتبقى هناك مسألة يحاول البعض ان يصورها على انها رغبة ببقاء الامريكان وان بعض افراد الشعب يجنحون اليها، وفي الحقيقة هي ليست رغبة ببقاء الامريكان وانما هي حاجة للعون الامريكي وتطلع لمساعدة الامريكان بوصفها الدولة العظمى على مستوى العالم.
لذا يجب علينا ان نميز بين من يرغب بتواجد امريكا وبين من يريد منها مساعدة العراق بوصفها الدولة الاكبر .
ومنهم من يعتقد او يتصور بان انهاء التواجد العسكري الامريكي يعني قطع يد العون الامريكية للعراق وهذا ماتعمل عليه بعض وسائل الاعلام المغرضة في الداخل والخارج .
فلماذا يرهن البعض المساعدات الامريكية للعراق بتواجدها العسكري فيه
ولماذا لم نرَ أثر لتلك المساعدات الامريكية السخية للعراق رغم أن امريكا مكثت مدة بتواجدها العسكري فيه حتى ياتينا قائل ليقول أن امريكا تريد مساعدة العراق وتوجدها العسكرية فيه هو ضمان لتدفق تلك المساعدات.!!
هذه هي لعبة التلاعب بالامزجة والرأي العام لكن الواقع بما اعتقده وبناء على معطيات ملموسة كتصويت البرلمان القاضي بضرورة اخراج القوات الامريكية أو اعتمادا على المظاهرات المليونية التي خرجت رافضة لذلك التواجد
أم بناء على معرفتنا بثقافة الشعب العراقي وخلفياته العقائدية
https://telegram.me/buratha