🖊ماجد الشويلي |
صحيح أن النتائج تتبع المقدمات لكن ماهو صحيح أيضاً أن الامور بخواتيمها والعبرة بالنتائج .
هكذا علمتنا أبجديات مكابدة معترك الحياة وما أحرزناه منها من تجارب راكمتها سني العمر والاعتبار بِسِيَر الآخرين .
خسر الاسلاميون ، إنتهت مرحلة الاسلاميين
بدأت مرحلة الحكومات الامريكية ، وغيرها من العبارات التي انطوت على حالة من الاحباط واليأس .
والحقيقة أن الامر لايستدعي كل هذا القنوط ليس لان تكليف الكاظمي كان صحيحا ابدا
وإنما لخطأ تصور أن مرحلة الاسلاميين قد انتهت لمجرد وصول الكاظمي لسدة الحكم.
وعليه سأعرض لجملة من الاسباب التي تؤكد أن التيار الاسلامي في العراق لازال بخير وانه يتمتع بمكامن قوة فائضة غير مستثمرة بشكل صحيح من شأنها أن تقلب موازين العملية رأس على عقب لصالحهم وتكون خواتيم الامور بحوزتهم .
أهم هذه الاسباب:
❇️أن الاسلاميين رغم كل ملاحظاتنا عليهم وعلى الطريقة التي اداروا بها ملف تكليف رئيس الحكومة إلا أنهم بالنتيجة هم من كلفوا رئيس الحكومة
أي أن الاسلاميين هم من جاءوا بهذه الحكومة
❇️ ينبغي أن لاننسى بحال أن حكومة التكليف هي حكومة مؤقتة محدودة المهام ومؤطرة باطار زمني محدد مهما بلغت دواعي تمددها على حساب هذين الصعيدين فان مآلها الى الانتخابات
وهي الفيصل الحقيقي بين المعسكرين
(معسكر الاسلاميين بخيرهم وشرهم ) ومعسكر (الليبراليين)
❇️علينا أن نلتفت لطبيعة التحديات التي ستواجهها الحكومة وعظم التعقيدات التي سترافق ادائها على المستوى الامني والاقتصادي والخدمي. وعلى صعيد تامين التوازن في العلاقات الاقليمية والدولية.
وهو أمر لا توجد تطمينات عليه نظرا لمحدودية إمكانيات رئيس الوزراء المكلف
وطبيعة تركيبة كابينته الوزارية التي غلب عليها (تكنقراطية التنظير)
❇️من الواضح أن الاسلاميين بحاجة لفترة هدوء واسترخاء لاعادة تقييم ادائهم وطبيعة علاقتهم مع جمهورهم الذي باتوا يفقدون الكثير منه .
❇️إعادة النظر هذه ينبغي أن تشتمل على برامج توعوية وتنظيمية تعيد اللحمة والثقة بينهم وبين جماهيرهم . وتوسع دائرة التأييد الشعبي للاسلاميين من جديد والتفكير جدياً باعادة العمل بالتحالف الوطني أو شئ قريب منه .
فالخسارة والربح الحقيقي هو مابعد الانتخابات المقبلة وليس في تشكيل الحكومة الحالية رغم انها قد تكون سببا لازاحة الاسلاميين فيما بعد لو تمكنت بالفعل اي _الحكومة المكلفة _من تقديم اصلاحات وحلول حقيقية لازمات البلد
❇️من المحتمل جداً أن يفشل الكاظمي بمهمته وفيما لو حصل ذلك بالفعل فان فشله لن يكون محسوبا على الاسلاميين .
صحيح أنهم أختاروه لكن ملابسات اختياره واضحة فهو ليس خيارا اسلامياً وانما خيار توافقي جاء على خلفية الضغط على الاسلاميين بشتى السبل
❇️ مجموع التيارات الاسلامية لازالت تمتلك قاعدة شعبية واسعة مرتبطة بها ارتباطاً فكريا وايدلوجياً وقد تبين ذلك في مظاهرات يوم الجمعة للمطالبة بخروج القوات الاجنبية
❇️كل المؤشرات والقرآئن تؤكد تراجع قدرات الولايات المتحدة الامريكية وارتخاء قبضتها على المنطقة والعالم
ومن المعلوم أن للضغوطات الامريكيةالاثر البالغ في تأليب الشارع على الاسلاميين
❇️الاسلاميون على نحوين اساسيين
الاول سياسي صرف
والاخر خط المقاومة الذي ظهر تأثيره بشكل واضح على تنصيب رئيس الحكومة الجديد
ولانعني بذلك انه تمكن من تغيير المكلف او ابعاده بقدر مانعني أنه كان عاملا مؤثرا في التوازنات السياسية الى الحد الذي دفع برئيس الوزراء المكلف الى لقاء كتائب حزب الله لبيان موقفه من عملية اغتيال الشهيدين الحاج قاسم والمهندس وتقديم مالديه من دفوعات تبرء ساحته من هذه التهمة قبل التوجه لقبول التكليف بشكل رسمي
❇️إن من مصلحة الاسلاميين في ظل هذه الازمات المتوالية أن لا يتصدر أحد منهم المشهد ويتحمل تبعات القرارات التي سترغم الحكومة المكلفة عليها كالاقتراض من صندوق النقد الدولي
❇️الاسلاميون لازالوا أغلبية في البرلمان ويمكن فعل الكثير من خلال هذا الحضور اذاما فعل بشكل جيد
❇️ الاسلاميون أكثر من غيرهم بحاجة لتهدئة الشارع المعبأ ضدهم بشكل عنيف
❇️لو تمكنت القوى الاسلامية من كسب الانتخاب المقبلة فستخرس كل الالسن وتنتهي كل الترهات التي تنال منهم
❇️ أرى ان هذه المرحلة بدل أن تكون تحدي فهي فرصة لان يثبت الاسلاميون اسلاميتهم بحق من خلال العودة الى الله عز وجل وترميم علاقتهم مع قواعدهم الشعبية من جديد وتيقنهم أن خيارهم الوحيد هو العمل في جبهة موحدة
والا فان الطوفان سيجرفهم في النهاية وهذه امواجه (حكومة التكليف)نذرهُ اليهم
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha