المقالات

لا تُحْبَطُوا..!  

1259 2020-05-10

🖊ماجد الشويلي |

 

صحيح أن النتائج تتبع المقدمات لكن ماهو صحيح أيضاً أن الامور بخواتيمها والعبرة بالنتائج .

هكذا علمتنا أبجديات مكابدة معترك الحياة وما أحرزناه منها من تجارب راكمتها سني العمر والاعتبار بِسِيَر الآخرين .

خسر الاسلاميون ، إنتهت مرحلة الاسلاميين

بدأت مرحلة الحكومات الامريكية ، وغيرها من العبارات التي انطوت على حالة من الاحباط واليأس .

والحقيقة أن الامر لايستدعي كل هذا القنوط ليس لان تكليف الكاظمي كان صحيحا ابدا

وإنما لخطأ تصور أن مرحلة الاسلاميين قد انتهت لمجرد وصول الكاظمي لسدة الحكم.

وعليه سأعرض لجملة من الاسباب التي تؤكد أن التيار الاسلامي في العراق لازال بخير وانه يتمتع بمكامن قوة فائضة غير مستثمرة بشكل صحيح من شأنها أن تقلب موازين العملية رأس على عقب لصالحهم وتكون خواتيم الامور بحوزتهم .

أهم هذه الاسباب:

❇️أن الاسلاميين رغم كل ملاحظاتنا عليهم وعلى الطريقة التي اداروا بها ملف تكليف رئيس الحكومة إلا أنهم بالنتيجة هم من كلفوا رئيس الحكومة

أي أن الاسلاميين هم من جاءوا بهذه الحكومة

❇️ ينبغي أن لاننسى بحال أن حكومة التكليف هي حكومة مؤقتة محدودة المهام ومؤطرة باطار زمني محدد مهما بلغت دواعي تمددها على حساب هذين الصعيدين فان مآلها الى الانتخابات

وهي الفيصل الحقيقي بين المعسكرين

(معسكر الاسلاميين بخيرهم وشرهم ) ومعسكر (الليبراليين)

❇️علينا أن نلتفت لطبيعة التحديات التي ستواجهها الحكومة وعظم التعقيدات التي سترافق ادائها على المستوى الامني والاقتصادي والخدمي. وعلى صعيد تامين التوازن في العلاقات الاقليمية والدولية.

وهو أمر لا توجد تطمينات عليه نظرا لمحدودية إمكانيات رئيس الوزراء المكلف

وطبيعة تركيبة كابينته الوزارية التي غلب عليها (تكنقراطية التنظير)

❇️من الواضح أن الاسلاميين بحاجة لفترة هدوء واسترخاء لاعادة تقييم ادائهم وطبيعة علاقتهم مع جمهورهم الذي باتوا يفقدون الكثير منه .

❇️إعادة النظر هذه ينبغي أن تشتمل على برامج توعوية وتنظيمية تعيد اللحمة والثقة بينهم وبين جماهيرهم . وتوسع دائرة التأييد الشعبي للاسلاميين من جديد والتفكير جدياً باعادة العمل بالتحالف الوطني أو شئ قريب منه .

فالخسارة والربح الحقيقي هو مابعد الانتخابات المقبلة وليس في تشكيل الحكومة الحالية رغم انها قد تكون سببا لازاحة الاسلاميين فيما بعد لو تمكنت بالفعل اي _الحكومة المكلفة _من تقديم اصلاحات وحلول حقيقية لازمات البلد

❇️من المحتمل جداً أن يفشل الكاظمي بمهمته وفيما لو حصل ذلك بالفعل فان فشله لن يكون محسوبا على الاسلاميين .

صحيح أنهم أختاروه لكن ملابسات اختياره واضحة فهو ليس خيارا اسلامياً وانما خيار توافقي جاء على خلفية الضغط على الاسلاميين بشتى السبل

❇️ مجموع التيارات الاسلامية لازالت تمتلك قاعدة شعبية واسعة مرتبطة بها ارتباطاً فكريا وايدلوجياً وقد تبين ذلك في مظاهرات يوم الجمعة للمطالبة بخروج القوات الاجنبية

❇️كل المؤشرات والقرآئن تؤكد تراجع قدرات الولايات المتحدة الامريكية وارتخاء قبضتها على المنطقة والعالم

ومن المعلوم أن للضغوطات الامريكيةالاثر البالغ في تأليب الشارع على الاسلاميين

❇️الاسلاميون على نحوين اساسيين

الاول سياسي صرف

والاخر خط المقاومة الذي ظهر تأثيره بشكل واضح على تنصيب رئيس الحكومة الجديد

ولانعني بذلك انه تمكن من تغيير المكلف او ابعاده بقدر مانعني أنه كان عاملا مؤثرا في التوازنات السياسية الى الحد الذي دفع برئيس الوزراء المكلف الى لقاء كتائب حزب الله لبيان موقفه من عملية اغتيال الشهيدين الحاج قاسم والمهندس وتقديم مالديه من دفوعات تبرء ساحته من هذه التهمة قبل التوجه لقبول التكليف بشكل رسمي

❇️إن من مصلحة الاسلاميين في ظل هذه الازمات المتوالية أن لا يتصدر أحد منهم المشهد ويتحمل تبعات القرارات التي سترغم الحكومة المكلفة  عليها كالاقتراض من صندوق النقد الدولي

❇️الاسلاميون لازالوا أغلبية في البرلمان ويمكن فعل الكثير من خلال هذا الحضور اذاما فعل بشكل جيد

❇️ الاسلاميون أكثر من غيرهم بحاجة لتهدئة الشارع المعبأ ضدهم بشكل عنيف

❇️لو تمكنت القوى الاسلامية من كسب الانتخاب المقبلة فستخرس كل الالسن وتنتهي كل الترهات التي تنال منهم

❇️ أرى ان هذه المرحلة بدل أن تكون تحدي فهي فرصة لان يثبت الاسلاميون اسلاميتهم بحق من خلال العودة الى الله عز وجل وترميم علاقتهم مع قواعدهم الشعبية من جديد وتيقنهم أن خيارهم الوحيد هو العمل في جبهة موحدة

والا فان الطوفان سيجرفهم في النهاية وهذه امواجه (حكومة التكليف)نذرهُ اليهم

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك