المقالات

نعيماً ياعباس - التطبيع بالتشنيع!  


د.حيدر البرزنجي

 

حين استشهد أمين عام حزب الله عباس الموسوي - بغارة اسرائيلية على موكبه - خرجت l.b.c- التابعة ل(القوات اللبنانية) ، بدعاية تلفزيونية لشفرات حلاقة تظهر رجلاً يحلق ذقنه ،وصديقته تقول له : نعيماً ياعباس ، وكانت تلك العبارة تقال للسخرية ممن أصابه ضررأو تعرض لنكبة .

احتج انصار الحزب لأن الاشارة واضحة للشماتة وتأييد ما حصل ،حاولت المحطة المذكورة القول بأنها لم تقصد ذلك وان عباس هو اسم القائم بالاعلان - لكن الادعاء لم يكن صادقاً ،فقد ظهر غير ذلك وفهم جميع المشاهدين القصد . بعدها وقعت مجزرة قانا ، وفي اليوم التالي ، بثت المحطة ذاتها ، فيلماً عن مصارع اسمه ديفيد ، ينتصر على خصمه ،ثم يمد يده اليه لينهض ، فتقول الملكة للملك : انظر كم هم عظماء اولئك اليهود.

في العراق ، لم يعد خافياً ان هناك هجوم اعلامي منظّم ومكثف ،يستهدف أطرافاً بعينها ، لتشويه كل ماله علاقة بها ، ومن مفردات ذلك ، ماظهر منذ أشهر في الإساءة الى رموز تاريخية ،تعتبرها الفئة المستهدفة إنها مقدسة ، اضافة الى مايشنع عليها وعلى من يمارس الطقوس احياءً لمناسباتها.

تلك الحملات تشابه حيلة رفع المصاحف في صفّين ،فهي بكل حال تؤدي الغرض ، يظهر فيديو عن فتاة تهتف بأعلى صوتها ،متهمة كل من يحيي تلك الطقوس ،بأنهم جميعاً كاذبون ، فتنشغل الفئات المستهدفة بين مبرر ومؤيد ورافض ،ما يحدث المزيد من الشرخ بينهم .

ثم تظهر مجموعة أخرى ، للسخرية بطريقة أخرى مكملة (خل الرضاء يفيدك ) وتعود الحالة بين رافض ومبرر ومؤيد .

بعدها يظهر فيديو عن (عباس الذي يترك أخته ) وتعود الحالة من جديد ، بين مبرر ومهدد بالقصاص ،لتحفر وقيعة أخرى في الجسد ذاته .

لم يعد خافياً انها حملات واضحة باستهدافاتها ،وبالتالي لم تقع مصادفة ، فهي كضرب كتلة من الطين في جدار ،ان لم تلتصق ،فلابد ان تترك اثراً ، ثم مع تكرار احداث ذلك الأثر، بقذف المزيد من الطين ، سيتغير لون الحائط الى ما هوة منفر .

المهارة في تلك اللعبة ،إنها تخاض من داخل "البيت" فإن جرى التعرض لهؤلاء ،عندها يتحقق المطلوب بكامل فعاليته ،إذ سيمنح الجهات التي تقف وراء تلك الحملات ، المزيد من مبررات الحملة وزيادة فاعليتها ، فترتفع الأصوات عالية " يعني شصار ، شباب طايشين" وان تم ابتلاع مايحصل ، ستكون التأثيرات قد بلغت مرامها ، في تحطيم كل الركائز التي يمكن للجهة المستهدفة ان تستند اليها في النهوض – كما فعلت في التصدي لداعش - .

الحل : أن يتدخل القانون ،باعتبارمايحصل ، انما يهدد الأمن المجتمعي ، اذ ليس من مفردات الحرية ، الطعن بالآخرين – افراداً أو مجتمعاً- ففي جميع دول العالم دون استثناء ، هناك مايسمى (القدح والذم وتشويه السمعة ) وكلها تقع ضمن طائلة القانون ، لذا فتفعيل القانون ،هو الكفيل بحماية المجتمع

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك