المقالات

ما بعد جائحة كورونا .. كيف نكون في اهتمام الاخر ؟؟  


مازن صاحب

 

ثمة محطات فاصلة في تاريخ الانسانية .. مثل الحربين  الأولى والثانية .. ثم الحرب الباردة وسقوط جدار برلين .. وظهور الولايات المتحدة الأمريكية مثل النمر في مخزن للخزف الصيني ... حتى الحادي عشر من ايلول ومتغيراته على السياسة الخارجية الأمريكية في محاربة ما وصف بالارهاب الدولي وصولا إلى صفقة القرن.

السؤال : ما بعد جائحة كورونا وانخفاض أسعار النفط كيف يمكن لدولة مثل العراق أن تكون في إطار اهتمامات الاخر ؟؟

فالعراق ليس بأكثر من دكان نفط يباع ليوزع ريعه رواتب وامتيازات ضمن نظام مفاسد المحاصصة .. هل سيكون ضمن الاهتمام الصيني الايراني الروسي .. بما يحفز محور المقاومة والممانعة الإسلامية المضي قدما في محاربة الولايات المتحدة الأمريكية والمشروع الاسرائيلي في المنطقة والعراق تحديدا ام أن تنوع الارادات  ضمن نظام مفاسد المحاصصة .. لاسيما في شقه الكردي وتحالفاته مع الاحزاب السنية يمكن أن يولد نموذجا لتغيير دستوري ينتهي بنظام  كونفيدرالي بتحالف مع المشروع الأميركي الاسرائيلي لينهي إلى الأبد وجود مسمى الدولة العراقية ... كيف يمكن لمحور المقاومة والممانعة الإسلامية المضي قدما في مواجهة تحديات الأسوأ لمثل هذه التهديدات ؟؟

يؤكد ذلك ما يورد في تحليلات أعمق صدرت كسيناريوهات مستقبلية من مراكز الأبحاث والدراسات الأمريكية التي تصف واقع عراق اليوم بكونه ( دولة اشباح) على حد قول كبير خبراء مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية الدكتور انتوني كروزدمان .. وذات الاتجاه موجودا في تحليلات مايكل نايتس المتخصص بالشؤون العراقية في معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى .

في المقابل كيف سيكون واقع المواقف ضمن المحور الصيني الايراني الروسي .. هل هناك من يتوقيع أن تحارب روسيا الاتحادية والصين الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل؟؟

ولا أريد إدخال الاتحاد الأوروبي في هذا التحليل لمواقف اوروبية تتعامل مع قيمة المنفعة من علاقاتها بجميع الأطراف لان بعد حربين عالميتين فهم الأوروبيون  معنى التهديد للمشروع الوطني الاقتصادي وتداخل الأموال في دورة عمل انتاجية كبرى ما بين الشركات متعددة الجنسيات .. التي تفوق ارباحها موازنات دول اوروبية!!

السؤال : كيف يفهم صناع القرار السياسي في نظام مفاسد المحاصصة وحكومتها العميقة وسلاحها المنفلت والاجندات الاقليمية والدولية للاحزاب المهيمنة على السلطة إدارة هذا الملف ما بعد جائحة كورونا؟؟

في حزيران المقبل ستكون هناك جولة مفاوضات لاعادة النظر في اتفاق الاطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية .. هناك من يعتبر سلاح المقاومة الإسلامية ورقة ضغط بيد المفاوض العراقي على طاولة الحوار الاستراتيجي المنتظر ..فيما يقرأ عنوان هذه المفاوضات بأن واشنطن لا تريد صفقة استراتيحية خاسرة في العراق .. وحين يجري الحديث عن البديل الصيني .. فإنه يبقى مجرد بديلا اقتصاديا يعمل ضمن ذات منظومة الشركات متعددة الجنسيات فحسب وليس ذلك البديل الاستراتيجي المفترض لالغاء العلاقات العراقية الأمريكية  بشعارات براقة .. سبق وأن رفعتها ذات الاحزاب والقوى المتصدية اليوم للسلطة في مؤتمر لندن عام 2002 برعاية زلماي خليل زادة لتحرير العراق من نظام دكتاتوري فانتهى حال العراق إلى نظام مفاسد محاصصة دكتاتورية .. انتهت معها الدولة إلى اشباح اقتصادية .. وامنية ... وسياسية تزداد فيها فجوة الثقة بين ذات الاحزاب وكتلها داخل صندوق العملية السياسية وأيضا من خارج هذا الصندوق وابسط دلالة واضحة على ذلك العزوف الكبير عن المشاركة في انتخابات 2018 وما نتج عنها حتى اليوم من ازمات متجددة.

الشعارات البراقة جميلة .. لكن بعد جائحة كورونا لن تشبع جائعا .. مطلوب فهم أعمق للحوار المقبل مع واشنطن وبغداد .. بعقلية الحصول على أفضل المكاسب وأقل الخسائر .. وهذا يحتاج حنكة ودراية ووضوح ما زالت غير معروفة في عراق دولة الاشباح !!!

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك