المقالات

تفاحة  

937 2020-04-27

هادي جلو مرعي

 

يقولون: قد لانستطيع أن نفعل اشياء عظيمة، ولكننا نمتلك فرصة القيام بأشياء صغيرة بطريقة عظيمة، وتكون نتيجة ذلك عظيمة أيضا.

معظم الناس يطمحون لعمل كبير في حياتهم تتغير معه طريقة عيشهم، وقدرتهم على التأثير وصناعة الأحداث، وقد لايكون ذلك متاحا في اغلب الأحيان، فيلجأون الى طرق ملتوية وسيئة، وتتسبب بمشاكل لآخرين، ثم يتحول الأمر الى الفوضى والتخريب بعد أن بدأ كخطوة أولى نحو تحسين الأوضاع لأن المهم هو صدق النوايا، وليس الطموحات الشريرة التي تستولي على نفوس وعقول الناس في هذا الزمن الحافل بالمساويء والتجاوزات والمظالم والإحتيالات والسرقة والفساد الذي يضرب الأرض، والمتصل بسلوك الناس والحكومات والمصانع، وكلها أفعال بشرية أخلاقية وعملية تنتج المزيد من المشاكل والتحديات التي يصعب تلافيها بمرور الوقت، وتكون سببا في خلق المزيد من التوترات.

الأشياء التي نظنها عظيمة قد لاتكون هي السبب في نجاتنا من العواقب، وهناك أشياء صغيرة يمكن ان تكون نتائجها عظيمة برغم عدم الإهتمام بها من قبلنا، وحين نظنها مجرد تفاهات لاقيمة لها على الإطلاق، ثم ننساها، ولانعود نتذكر منها شيئا.

كان أحد العلماء يسير في السوق، وقد أهداه أحدهم تفاحة حمراء جميلة، وكان يضعها في يده، وفي الأثناء مرت إمرأة تحمل طفلها على كتفها وقد تعلقت عيناه بتلك التفاحة، وحين رأى العالم حال ذلك الطفل لحق بالمرأة وناوله التفاحة ومضى سعيدا بماصنع.

كان ذلك العالم مؤلفا للعديد من الكتب العلمية، وقد رأى في منامه إنه في محشر القيامة، وأمر به الى النار، وتساءل عن كمية الكتب والعلوم التي ابدع فيها، لكن الملائكة أبلغوه بعدم نفعها له، ثم جاء الأمر بمسامحته، ومكافاته على التفاحة، وليس على الكتب.. وربما تكون النية الخالصة هي السبب.. يمكن أن تنتج الكثير لنفسك، ولاينفعك في الآخرة، ولكنك حين تسعد إنسانا بعمل ما فإن ذلك هو مايصنع التغيير الحقيقي.

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك