المقالات

ديمقراطية محمد وال محمد..!  


ضياء ابو معارج الدراجي

 

قد يتناهى الى ذهن القارئ من عنوان المقال انه ديني بحت لكن الحقيقة هي لتسليط الضوء حول مفهوم الديمقراطية وحق البشر باختيار ما يناسبهم من عقيدة وحياة  وقادة في ظل سياسات رسول الله محمد واله الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم جميعا  ومقارنتها مع ديمقراطية الدول الإسلامية حاليا وتحول التداول السلمي للسلطة الى تداول دموي بالعنف ضد الرافضين لدكتاتورية السلاح والقتل والتسلط بالقوة.

من المؤكد ان النبي عليه افضل الصلاة والسلام لم يجبر احد على اعتناق الدين الاسلامي وكان سلاحه الوحيد هو الكلمة والنصح والتذكير وبعد ثلاثة عشر عام من الظلم والاضطهاد في مكة استطاع ان يجد له حاضنه  في يثرب باغلبية متعطشة كانت تنتظر نبي اخر الزمان  ومهيئة نفسيا وعقليا  بواسطة قصص المبشرين اليهود والنصارى في التوراة والإنجيل  التي كانت يرونها على العرب الوثنين والتنافس فيما بينهم لتنصير او تهويد اكبر عدد  ممكن منهم هناك لغرض السيطرة السياسية على الاراضي والبلدان لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن وتحول عرب يثرب الى مسلمين بعد بعثة نبي الإسلام ليبدأ التنافس اليهودي والنصراني مع  الاسلام والمسلمين منذ ذلك الحين .

بعد وفاة الرسول محمد صل الله عليه واله وسلم وقبلها كان يوم الغدير الذي اعلن فيه الولاية الكاملة لعلي علية السلام على لسان النبي لم تلتف الامة حول وليها المزكى نبويا  وتم تكليف الخليفة الاول لقيادة امة النبي باجتماع محدود تحت سقيفة بني ساعدة دون تصويت الاغلبية المسلمة التي عاصرت يوم الغدير  .

 لذلك اكتفى الولي ومن معه باستخدام حقهم الشخصي وحريتهم بالاعتراض بعدم البيعة والجلوس في دارهم فجسدوا في ذلك افضل اساليب الديمقراطية

و لم يرفع الولي سيفه طلبا لحقه لكن الآخرين كانوا  بحاجة الى صوته لتاكيد مشروعية قرارهم بتكليف الاول وكانت اول حادثة باخذ البيعة بالقوة والتجاوز على الحرية الشخصية  وكانت حادثة الباب الشهيرة وكسر ضلع الزهراء بنت النبي وزوج الولي التي أودت  بحياتها بعد حين هي البداية الدموية والجرأة على قدسية الانسان من اعلى الهرم وعلى افضل البشر بعد رسول الأمة.

ومنذ ذلك الحين اصبحت جرائم القيادات السياسية لا يطالها قانون العقوبات الارضي وبدأ مفهوم (غطيلي واغطيلك)  .

بعد ثلاث دورات تكليفية حيث كانت الثانية بالوصية المباشرة من الاول للثاني والثالثة ايضا بوصية من الثاني لستة اشخاص اعطي احدهم  حصرا حق صوتين عن اقرانه لترجح الكفة التي هو فيها اذا تعادل عدد المصوتين الستة فلم يتحقق في الولايات الثلاث الديمقراطية في حق اختيار الحاكم وحرية التعبير لكافة المسلمين لكن تم الرجوع الى المسار الصحيح واختيار الولي كقائد سياسي من قبل الاغلبية المسلمة بتظاهرات عارمة تطالب بتوليه  رغم رفضه الامر بداية  بعد مقتل الثالث بسبب الاحتجاجات ضد سياسات الثالث التي على اثرها اثرى بعض اتباع القيادات السابقة على حساب المسلمين  وتحكموا في ممالك اسلامية وبنوا اساسات فيها من ثروة ورجال وخدم

ثار هؤلاء الاثرياء  ضد السياسات المالية والاصلاحية  للولي القائد وشنوا حروب عبثية لتقويض حكومته والتي انتهت باغتياله وانهاء حقبه الخلافة الراشدة والتي تبعت ايضا ولده الحسن علية السلام فبعد بيعته  كخليفة استمرت الطامعين بالسلطة بحروبهم  ليتنازل عن الحكم لصالح الاصوات العالية المدفوعة  التي تنادي بحكم معاوية وسكوت واغفال اصوات الطبقة المسحوقة  ولحقن دماء المسلمين وليتفرغ الولي الثاني للنصح والإرشاد بعيدا عن السياسة التي استخدمت السيف والدم والقتال لنيل السلطة واخذ البيعة من المعارضين بالقوة تحت شعار اما البيعة او القتل.

بعد وفاة معاوية تجلت الدكتاتورية بكل مفاصلها بتوريث الحكم واخذ البيعة بالقوة وكانت لحادثة كربلاء واستشهداء الامام الحسين عليه السلام الاثر الكبير في تصحيح مسار الامة وبناء سياسة الاصلاح  بالكلمة والنصح والارشاد والتي انتهجها الائمة المعصومين من بعده لايصال خارطة الطريق الى الحاكم السياسي فمن سار عليها افلح ومن لم يسر ضاع فلم يجبروا الناس او الحكام على اتباعهم ولا جيشوا الجيوش لمقاتلة الحاكم لكنهم قضوا شهداء بيد الحكام الذين عاصروهم  بسبب التفاف الناس حولهم والاستماع لهم والسير على مناهجهم الذي اخاف الحكام منهم على كراسيهم .

ولا يزال نهج النبي و الائمة المعصومين علية السلام ممتد لهذا اليوم والمتمثل بالمرجعية الرشيدة التي تقدم النصح والارشاد للحاكم والمحكوم على حد سواء دون المطالبة بالحكم فلا توجد ديمقراطية كديمقراطية نبي الامة واله الطاهرين والولاة الممثلين لهم كنواب للامام القائم حتى يومنا هذا واغلب المسارات الدموية والقتل والارهاب من اجل السلطة هي شوائب دكتاتورية خلقها من ارد ان يحكم ويتسلط باسم الدين ولكم في الدول الإسلامية امثال تضرب ويقاس عليها وديمقراطية العراق الوليدة بعد ٢٠٠٣ شابتها الكثير من المفاسد و خصوصا في الدورتين الاخيرتيين حيث عاد التسلط باسم الدين والسلاح وعاد التنصيب من جديد بعيدا عن اختيار الاغلبية الشعبية لنصل الى ما موصلنا الية من تدهور في كل شيء .

رغم ان المرجعية الدينية السائرة على نهج النبوة وال النبوة قد خطت خارطة طريق تنجي البلاد من هذا الضياع الذي سببه طلاب السلطة باسم الدين والدنيا لكن لا من يسمع ولا من يجيب

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك