المقالات

من يحمينا من الدستور؟


حمزة مصطفى

 

مهمة رئيس الجمهورية في الأنظمة البرلمانية هي حماية الدستور فقط. يحصل هذا في الهند, وإسرائيل,وباكستان, والعراق وأثيوبيا علي سبيل المثال لا الحصر. الأمر يختلف لدى الأنظمة الأخرى الرئاسية مثل الولايات  المتحدة الأميركية وجمهورية مصر العربية والجمهورية السورية وعدد آخر من الدول التي تعتمد هذا النوع من  الأنظمة. وهناك نوع آخر من الأنظمة تسمى شبه الرئاسية مثل فرنسا وتركيا. بينما هناك أنظمة غريبة عجيبة مثل كوريا الشمالية, وأنظمة أخرى أحادية لا رئاسية على وجه ولا برلمانية على وجه مثل الصين وروسيا. أما الأنظمة الملكية فإن  الملك في الغالب مصون  غير مسؤول مثل ملكة بريطانيا أو يملك ولا يحكم مثل الأردن والمغرب وهناك أنظمة ملكية وأميرية ذات بعد أسري مثل معظم أنظمة دول الخليج العربي. إيران وحدها تعتمد نظام ولاية الفقيه حيث بيد المرشد الأعلى كل السلطات وربما سلطاته تتعدى الدستور بينما رئيس الجمهورية يتولى السلطة التنفيذية بمايجعله أقرب مايكون الى منصب رئيس  الوزراء.

أتيت بكل هذه الأمثلة وهناك عشرات أخرى سواها من الأنظمة المماثلة أو شبه المماثلة لأصل الى نتيجة وهي أين الدستور من كل هذه الأنظمة؟ البعض من هذه الأمثلة الدستور فيها "يقرأ ويكتب" مثل الدستور الأميركي الذي جرى تعديله عشرات المرات منذ إقراره قبل أكثر من 250 عاما. بينما هناك أنظمة أخرى تعتمد العرف وليس الدستور المكتوب مثل النظام الملكي البريطاني, بينما لا أظن أن زعيما موهوبا مثل كيم جونغ أون يحتاج الى "إحم أو دستور" حين يتلهى بإصدار أحكام الإعدام كلما شعر بـ "الضوجة".

بين هذه الأنظمة الموغلة في الديمقراطية وإحترام التقاليد بمن فيها الدستور وأنظمة المرور والسرة لشراء البيض والألبان, والأنظمة التي فيها الدستور مجرد "ورقة نكتبها ونمزقها" حسب الطلب يقف دستورنا الذي يحتاج دائما الى  حماية وصيانة وتفسير دائم لمعظم مواده في المنتصف. فنظامنا ليس من الأنظمة التي فيها إحترام  للتقاليد قبل الدساتير ولا هي من الأنظمة التي لاتريد أن تقيم وزنا للدستور.

لكن حين  نستعرض إشكاليات الدستور عندنا بدء من المادة التي تتكلم عن "الكتلة الأكبر" أو "الكتلة النيابية الأكثر عددا" وهي المادة 76 الى المادة التي تتحدث عن "خلو المنصب لأي سبب كان" وهي المادة81 الخاصة برئيس الوزراء أو حكومة تصريف الأعمال (المادة 61) وإنتهاء بالمادة التي تتحدث عن مهام رئيس الجمهورية والتي تتمثل في حماية الدستور وهي المادة 67 فإننا يمكن أن نتساءل .. هل دستورنا يحتاج الى حماية أم نحن من نحتاج من يحمينا من هذا الدستور الذي جعلنا "نضيع المشيتين" بين أن نكون بلدا بتقاليد محترمة أو بلدا بلا تقاليد أصلا. فإذا نظرنا الى أمر هذا الدستور من زاوية الأزمة الراهنة فإن المشكلة لاتبدو فينا سواء كنا أحزابا أوقوى سياسية أومجرد مواطنين يريدون المشي "جنب الحيط" حتى "تفرج".

المشكلة أولا وأخيرا تتلخص في الدستور الذي نحمل دائما رئيس الجمهورية مهمة حمايته بل نحن وفي مقدمتنا السيد الرئيس نحتاج الى من يحمينا من هذا الدستور.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك