المقالات

مقاومة الارهاب بتجفيف منابعه المختلفة

1906 05:03:00 2006-06-27

ان الارهاب الذي يمارس في العالم وفي العراق خصوصا اجتمعت فيه كل تلك العوامل السلبية السابقة التي تنتج التربية الخاطئة التي تؤدي الى تكفير الانسان وإباحة دمه وعرضه وماله ,وهذا مانرته جليا في الافكار الوهابية المنحرفة التي تغذيها كل تلك العوامل السابقة ولابد من مواجهة تلك الافكار من خلال تجفيف المنابع ,وعملية تجفيف المنابع تحتاج الى جهود دولية واقليمية محلية ............... ( بقلم الدكتور عباس العبودي )

الارهاب هو ممارسة عدوانية نتاج عوامل متعددة يحرك تلك وتلك العوامل نزعة شيطانية في داخل النفس الانسانية والتي تسمى نزعة الهوى والانا. إن اول ممارسة إرهابية عدوانية مارسها الانسان ضد أخيه الانسان هي ممارسة قابيل ضد اخية هابيل {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }المائدة27 {لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ }المائدة28

{إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ }المائدة29

{فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ }المائدة30

نعم ومنذ تلك اللحظة .الشيطانية التي انتصرت فيها قوى الشر على قوى الخير استمر العدوان والتجاوز على الانسان من قبل جند الشيطان بمختلف عناوينهم وصفاتهم ومدارسهم ومذاهبهم . ومن خلال دراستنا الطويلة لجذور الارهاب اتضح الينا ان الارهاب مدارس كلها تجتمع على هدف واحد هو سيطرة الانا والهوى على الانسان ليجعله يمارس الارهاب بكل انواعه واصنافه وحسب العوامل التي تحرك االنا والهوى فيه منها

1-العوامل العقائدية

َ2-العوامل الفكرية

3-العوامل السياسية

4-العوامل الاقتصادية

5-العوامل الاجتماعية

وقد لمح القرآن الكريم الى صور الارهاب المتعددة التي كان يمارسها الانسان ضد اخيه الانسان نتيجة للاسباب التي ذكرناها:

{....لاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة217 ,{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ }غافر26 ,{يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ }غافر29 , {قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ }هود32,{قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ }البروج4 , {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ }البروج8

ان الارهاب الذي يمارس في العالم وفي العراق خصوصا اجتمعت فيه كل تلك العوامل السلبية السابقة التي تنتج التربية الخاطئة التي تؤدي الى تكفير الانسان وإباحة دمه وعرضه وماله ,وهذا مانرته جليا في الافكار الوهابية المنحرفة التي تغذيها كل تلك العوامل السابقة ولابد من مواجهة تلك الافكار من خلال تجفيف المنابع ,وعملية تجفيف المنابع تحتاج الى جهود دولية واقليمية محلية , لان الارهاب نار ملتهبة ستحرق الجميع بدون إستثناء حتى من يغذيها ويروج لها من بعيد او قريب ولات حين مندم.

إن اول خطوات المواجهة مع الارهاب هو السعي الحثيث لتجفيف منابعه ومن اهم الوسائل الايجابية العملية لمواجهة الارهاب التي والتي اقترحها والباب مفتوح لكل قلم مخلص ان يزيد فيها ويطورها لتكون مشروع عمل متكامل انشاء الله :

المرحلة الاولى :

هي الحوار والمواجهة بالمقابل (لغة القوة في مواجهة القوة), وازالة بؤر التوتر في داخل المجتمع من خلال استخدام الاعلام بكل انواعه للتثقيف والتحصين ,ومنع كل بؤر الارهاب قدر الامكان والسيطرة على منافذها المالية من خلال مراقبة الحدود والحسابات المصرفية ,وحركة دخول البضائع وبيعها باسعار رخيصة حتى ارخص من مناشئها من اجل توفير المال للارهاب وبالسرعةومراقبة المراكز التعليمية , واتخاذ الخطوات العملية فتفعيل قانون الارهاب وغلق كل مركز يدعوا او يسوق الى العنف الاجتماعي وتشجيع الكراهية الدينية لانها مساجد ضرار

المرحلة الثانية:

اضافة الى خطوات المرحلة الاولى , هو هو اشغال الناس بالاعمال والتعليم المستمر وعدم تركها تعيش حالة من العزلة والحاجة الاقتصادية والاجتماعية والتعلمية التي يتخذها الارهابيون ذريعة لتجنيد ضعاف النفوس الى مدارسهم وان لم يؤمنوا بافكارهم سيكونوابضاعة لتسويق الارهاب .وعلى الدولة مسوؤلية مباشرة في المساهمة الجادة في ايجاد فرص العمل لكل الطاقات البشرية حتى وان شغلت هذه الوضائف حيزا كبيرا من اقتصاد البلاد , لانها الدرع الحصينة التي تقلل من آثار الارهاب وتقلل الحاجة الة التمويل الامني لان في هذه العملية تقوية البنية الاقتصادية للبد والانتاج واضعاف حالة الارهاب.

المرحلة الثالثة:

اضافة الى ماتقدم من عمل ايجابي , سيكون مسؤولية الجميع مؤسسات حكومية وافراد على التركيز على مايلي:

1-التربية الاسرية الايجابية التي تركز على المحبة والاخوة الانسانية واحترام الراي الاخر مهما كان نوعه ومناقشته بالدليل.

2-التربية المدرسية التي تركز على فكر التسامح وقبول الراي الاخر.

3-التربية الدينية واستنطاقها الايجابي الايجابي لمفاهيم للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة , وليس من خلال استنطاق الهوى والانا في فهم النصوص الدينية والتي تقود الى العنف ورفض االاخر .

4-فتح نوادي الحوار الثقافي انطلاقا من قاعدة لامقدس في الحوار 

5-تقوية العوامل الاقتصادية والانمائية في البلاد وجذب جميع الطاقات الى البناء والتنمية وتحصين الناس من خطر الارهاب بكل عناوينه ومشاركة الناس في مواجهته , باعتبار ان الامن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والفكري والثقافي هو مسؤولية الجميع انطلاقا من حديث رسول الله (ص) كلكم راع وكلم مسؤول عن رعيته)

اتمنى انشاء ان تكون هذه الخطوات تكون خطوات عملية نعمل بها لتجاوز محنتنا في العراق الجديد, عراق المحبة والاخوة الانسانية منطلقين من قول الله تعالى

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات

الله انتقم من كل جبار عنيد – وانتقم من كل من اراد بنا سوأ , ورد كيدهم الى نحورهم , وارنا فيهم قدرتك وخزهم كما اخزيت كبارهم صدام والزرقاوي وأمثالهم من الشياطين يارحم الراحمين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك