المقالات

قراءة في مشروع قانون مناهضة العنف الاسري

1687 2019-09-22

🖊ماجد الشويلي

 

 

🔷الجزء الثالث

 

 

ورد في المادة (2) من مسودة مشروع القانون اعلاه مانصه ((يهدف هذا القانون لحماية المرأة والفتيات من كافة اشكال العنف المبني على اساس النوع الاجتماعي)) !!

 

ولست ادري كيف تسلل مصطلح النوع الاجتماعي لهذه المسودة وهو مفهوم يحمل في طياته الكثير من المحاذير والتاثيرات السلبية على واقعنا الاجتماعي . ولايخلو زجه في هذا القانون من مؤشرات مريبة تثير فينا الوجل والخشية من مراميه  تبعا لمدلولاته التي سنتعرف عليها من خلال تعريفه .

⛔فالنوع الاجتماعي (الجندر) :هو كل ما له علاقة بالمجتمع والثقافة وبالنظم الاجتماعية وبالتطور الحضاري ، وهو غير ثابت أو محدد فطريا بجنس بعينه.

لكن الاهم من تعريف مصطلح النوع الاجتماعي هو معرفة فلسفة النوع الاجتماعي (Gender):

       فان هذه الفلسفة ترى بأنّ تقسيمات الأدوار بين الرجل والمرأة، والفروقات  بينهما،بل  وحتى التصورات والأفكار المتعلقة بنظرة كل من الذكر والانثى لنفسيهما... كل ذلك هو من صنع المجتمع، وثقافته، وأفكاره السائدة؛ أي أنّ ذلك كله مصطنع ويمكن تغييره وإلغاؤه بالتمام، بحيث يمكن للمرأة أن تقوم بأدوار الرجل، ويمكن للرجل أن يقوم بأدوار المرأة. كما بالإمكان أيضاً أن نغيّر فكرة الرجل عن نفسه وعن المرأة، وأن نغيّر فكرة المرأة عن نفسها وعن الرجل؛ فهذه الفكرة يقوم بصنعها المجتمع في الطفل من صغره ويرسخها فيه ، ويمكن تدارك ذلك بوسائل وسياسات معينة تعمل جملة المنظمات المؤيدة لهذه الفلسفة على تعميم هذه الوسائل والسياسات، وحتى فرضها، إن أمكن، بغض النظر عن عقيدة المجتمع وثقافته وعاداته وتقاليده.

       بما يعني أنّ فلسفة الجندر تتنكّر في الاساس لتأثيرالفوارق البيولوجيّة الفطريّة المسؤولة عن تحديد أدوار الرجال والنساء، وتُنكر أن تكون فكرة الرجل عن نفسه تستند إلى واقع بيولوجي اوهرموني. وهي تنكر كذلك أي تأثير لتلك الفوارق البيولوجيّة في سلوك الذكر والانثى . 

وقد ذهبت هذه الفلسفة بعيدا  حتى زعمت بأنّ الذكورة والأنوثة هي ما يشعر به الذكر والأنثى، وما يريده كلّ منهما لنفسه، حتى وان كان ذلك مناقضاً لواقعه البيولوجي. وهذا يجعل من حق الذكر أن يتصرف كأنثى، بما فيه الزواج من ذكر آخر. ومن حق الأنثى أن تتصرف كذلك، حتى في تكوين أسرة قوامها أمرأة فحسب تنجب ممن تشاء. من هنا نجد أنّ السياسات الجندريّة تسعى إلى الخروج على الصيغة النمطيّة(الفطرية) للأسرة، وتريد أن تفرض ذلك على كل المجتمعات البشرية بالترغيب أوالترهيب اذا استلزم الامر.

وعليه فان اقحام مثل هذا المفهوم في قانون يتناول شؤون الاسرة يؤشر لمحاولة تغريب العلاقات  الاسرية في المجتمع العراقي وربطها بالثقافة الغربية قسرا .!

وما يؤكد على ذلك هو  ترتيب آثار العقوبة الجنائية

على كل من يتطاول على مقتضيات هذا المفهوم داخل الاسرة باي شكل من الاشكال ،

وقد يتوهم البعض او يتصور باننا نبالغ كثيرا في توجساتنا من ورود هكذا مصطلحات في القانون ، الا اننا في الحقيقة نعرض لمكنونات ومضامين هذه المفاهيم وعلاقتها بالغرب ونحاول ان نلفت نظر المشرع العراقي لحساسية الموضوع ومايمكن ان يترتب عليه من آثار سلبية تمس واقعنا الاجتماعي وعقيدتنا كشعب مسلم .

ان محاولات الغرب ارغام البلدان الاسلامية على تقبل مفاهيمهم وثقافاتهم واستمرائها يجب ان تجابه بالوعي والصلابة والايمان بالهوية الحقيقية لهذه الامة .

فقد وصل الحد بهم في عام 1998 تحدثت وثائق مؤتمر روما حول إنشاء المحكمة الجنائية الدولية  والتي ورد فيها مادة تقول: ((إن كل تفرقة أو عقاب على أساس الجندر يشمل جريمة ضد الإنسانية))

وهو مانخشى ان يكون جزا مهما ورئيسيا من تشريعاتنا 

 

(يتبع)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك