حيدر الطائي
متكاثرٌ بطلاقة هذا المصطلح الشعبي حتى عُد من الموروث الشعبي والعادات والتقاليد الاجتماعية وصفةً نفيسة متلازمة لبعض المواطنين. وللأسف هذه الظاهرة موجودة في مجتمعنا العراقي. وبعضُ الأحيان تُسبب هذه الصفة الذميمة مشاكل واقتتال بين أبناء المجتمع وربما كوارث ونزاعات عشائرية.
لو دققنا في أصل هذه الظاهرة نراها قد ولُدت في مجتمعنا بعد ٢٠٠٣. وهذا لا يعني وجود عصبيات بين الشعوب أو ممارساتٌ تؤدي إلى التنافر والكراهية فقد ولد في بيئة الإسلام مثال القومية المزيفة القناع التي انتجها بنو أمية ضد الأمم الغير عربية وخاصةً أمة الفرس.
وفي ردة فعل مشابهة ولدت في المجتمع الفارسي الشعوبية ضد القومية العربية وإحياء التراث الفارسي من خلالها وكردة فعل لهذه الظاهرة علمًا إن كلتا الحالتين هما ذميمتان وتُخالف نهج القرآن والسنة النبوية الشريفة . لأن كِرامُ المرء بتقواه وعمله للصالحات وارتقاءه في منزلة الصالحين. وهنا يعطينا القرآن نموذجًا رائعًا دقيقًا ويقطع نزاع هذه العنصريات القبلية حيثُ قال تعالى (ياايها الناسُ إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم)
لو دققنا في سياق هذه الآيات ونجري عليها دراسةٌ قيمة مختصرة. فإننا نجد أن لا تميز وافضلية للقبيلة وللجنس البشري المُخاطب بل نجد الأفضلية والاكملية والأرتقائية خُصصت بمبدأ التقوى القرآني. فإن الإنسان المتقي يلعب ادوارًا طيبة في المجتمعات وبالتقوى تنالُ المجتمعات السعادة والرقي والسلام والتقوى هو الانموذج الأوحد للخلود
اما القبلية والعنصرية وغيرها فهي تُهدم وتُمزق الأوطان وتخلقُ في جوهِ الانقسامات والتناحر المقيت. واما بخصوص التميز العشائري في المجتمع فيكمنُ تخليصه بالنقاط التالية:
اولا: نرى من مطلقي هذه التسمية(أنت من يا عمام) إنهم من سكنة البادية والقرى والأرياف وبعض المدن التي تطغى عليها التكوينة العشائرية والقبلية ودائمًا نجد مطلقوا هذه التسمية هم تربية هذه البيئة من خلال ملامح الوجه والجسد والشكل والهندام واللغة الشعبية الدارجة. وأيضًا نقتبس من هذا الشيء التربية من العادات والتقاليد والأعراف والمعتقدات القبلية وخاصةً التي تفتخر بأصولها ونسبها العربي الخالص
ثانيا : الكثير من مطلقي هذه التسمية غايتهم من هذه التسمية هي التحقير والتميز والشرفية حسب زعمهم ومحدودية الثقافة البدائية تجعلُ الشخص الذي يطلق هذه التسمية أعلى شأنًا حتى من الشخص الحضري الذي يسكن المدن والمناطق المتحضرة العصرية. ويطغو العجب والافتخار القبلي إذا قال له الشخص المقابل إنه من القبيلة الكذائية والاخص إذا كانت هذه القبيلة أصولها غير عربية فهنا تحل الطامة وتكون السخرية والاستعلاء بادٍ عند المواطن البدائي.
لا ننكر إن هذه التسمية قد تحملُ عنوانًا حميدًا ربما يؤدي لنتائج طيبة. لكن لا ننكر أيضًا أنها وظُفت بصورةٍ غير صحيحة وجُرّدت من أصولها.
ولهذا يبقى الحل الأمثل والرائع للشعوب هو مبدأ المواطنة فبه يُصان الإنسان كرامته ويتساوى بنو البشر تحت بندها العرفي الجميل. ويبقى الحل لبني البشر هو عامل التقوى فبها يُكّرمُ الإنسان في الحياة ويكونُ عزيزًا مهابًا كريمًا ويترقى بها نحو الكمالات الحياتية والأخروية..
ـــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
