المقالات

بحضرة…“علي” و”علي”

862 2019-08-20

جواد ابو رغيف

 

المسافة بين جدار علي بن أبي طالب وجدار “براني” السيستاني عشرات الأمتار لا غير.

عندما نتشرف بحضرة علي أمير المؤمنين ونقف على بابه لشحن انسانيتنا التي تستهلكها آدميتنا التي جبلت على العجلة والأنانية،تستوقفنا ونحن نجتر الزمن مسيرة ذلك العملاق الإنساني صاحب النفس الكبيرة.

إذ كيف لرجل يطعم قاتله!و كيف لأمير يرتدي مدرعة استحيا من راقعها!وكيف لحكيم يزاح عن مقامه لما يزيد عن عقدين ويصمت!وكيف لشجاع كمثل علي لا يرد على هتك حرمة داره والاعتداء على زوجته وإسقاط جنينها!!!. يزداد علواً دون دنو!.

حينها يخسأ النظر فيرتد حسير بلا تفسير ويساورك الشك أن ذلك الشخص ليس واقعياً بل من نسيج الخيال!تستعيذ….وتودعه وداع المضطر،كيف لا وشعوراً يخالجك وأنت بحضرته يمنحك أمانا غريب تفتقده بجميع ما يحيطك.

على بعد عشرات الأمتار عن ذلك الحصن المهيب،”براني” لرجل جاوز عقده الثامن يسكن بيت بسيط تتدلى أسلاك الكهرباء من جدرانه بأحد أزقة النجف القديمة.

تقف في طابور لرجال كبار وشباب أعيان وبسطاء حملة شهادات عليا ودون ذلك.

الجميع يقف بصمت وهدوء،ألا من سؤال لحجاب ذلك الرجل.الذين لا يسمحون للسياسيين فقط بلقائه،بحسب توجيهاته احتجاجاً على فسادهم ولسوء أدارتهم للبلاد وظلم العباد.

بعد لحظات من الإجراءات ،ندخل على شكل مجموعات،ولكثرة الزائرين نتنقل بعدة غرف،كنت أطيل النظر في تلك الجدران القديمة والفرش البسيطة،وسؤال يساور ذهني لماذا لا يسكن “السيستاني” قصراً ويتمتع بوفرة الأموال؟ (وأنا اعرف بحجم المبالغ التي يوزعها مكتبه على المؤسسات الخيرية،وعلى الأيتام شهرياً،سيما وأنني عملت مع مؤسسة “عين” للأيتام عام “2007 ” التي يديرها مكتبه)، ولماذا لا يتلذذ بأشهى المأكولات؟ ويكتفي بلقمات (كعكعتين مع قدح شاي صباحاً وبعض الرز واللبن بالعشاء)!،ولماذا يكتفي بعباءة يرتديها منذ أربعة عقود؟!.

يقطع فكري السارح وتساؤلاته صوت احدهم: “تفضل مولاي ـ تفضلوا اغاتي”.

خطوات ونقف بطابور يسبق لقاءه.

عادة ما يستغرق اللقاء بضع ثواني بقدر التحية لكثرة الزائرين ومراعاة لصحته،لكنني كنت محتاج دعائه،فوقفت قبل تحيته وقلت لحاجبه : قل له أني ممن لبى فتواه وقدم دماً.

تحدث الحاجب لشيخ كبير بجانبه فهمس بأذنه،فوجه نظره لي وبدأ مخاطباً لي بعزيمة وصلابة بصوت اسمع الحاضرين، فأسدل دموعهم وعلا نشيجهم.

أيقنت أن بكاء الحاضرين،لسوء الطالع،وعدم الالتحاق بركب الحسين وصحبه،كما وصف “الآية العظمى” حال الشهداء بحرب “داعش “،ثم استغرق يشرح حجم التهديد والخطر الذي يعقب تمكين داعش في العراق،فخطرهم، كان يستهدف “الشيعة” أينما وجدوا وليس في العراق فحسب.

عندها أدركت أن علياً القديس الزاهد الشجاع الناطق الحكيم ليس وهماً،وهاهو مصداق أمامي أراه واسمعه بشحمه ولحمه.

ودعته مشحوناً بارتفاع مناسيب إنسانيتي،وقوة أيمان بعمل الخير ومحبة الآخر الإنسان بصرف النظر عن عقيدته فجميعنا متجهين إلى الله، موقناً أن المسافة بين قبر علي وبراني علي متلاشية!،فهي “مسافة قيم”،لا تخضع للغة الرقم بل تصفره!

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
بغداد
2019-08-21
مقال رصين يستنهض الهمم فعلي عليه السلام ليس ورقة من اوراق التاريخ نقلبها ونتحسر او نفخر وانتها الامر انها مسيرة لابد ان تتبع وان يكون لنا دور في حركة التاريخ احسنتم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك