المقالات

بيعة الغدير والاختبار الأعظم للأمة

1796 2019-08-19

عبد الكريم آل شيخ حمود الشموسي

 

شكًَل الحدث الأهم من حياة الأمة الإسلامية الذي تمثل ببيعة الغدير، بعد حجة الوداع، يوما تأريخياً في خلود الإسلام وامتدادة المستقبلي لما عرف بعصر الإمامة التي إمتدت قرابة مائتان وخمسون عاماً وهو اليوم الذي اختارة الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله وسلم وبوحي سماوي بلا شك فيه تشديد كبير فقرن إخبار الأمة بمبدأ الإمامة مع تبليغ الرسالة وإلا فلا معنىً لتبليغها ؛ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۖ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ.المائدة ٦٧ وفي هذا اليوم العظيم كانت الحجة بالغة مع وجود جمع من المسلمين يربوا عددهم على مائة ألف وعشرون ومن مختلف الأمصار والحواظر الإسلامية. 
ولأن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام هو نفس الرسول بدلالة آية المباهلة الشريفة ، فإن بيعة الغدير هي الإمتداد الجلي لعصر الرسالة المحمدية ، لا يختلف عنها بشيء.
لتصبح الإمامة هي المحجة البيضاء التي على الأمة السير خلفها والهدي بهداها.
لكن الأمة بعد هذا اليوم تنكرت لنبيها ولم تأخذ الأمر على محمل الجد ، وسلكت الطريق الخطأ ،مندفعة وفق ما أملته عليها عصبيتها القبلية وكأن الأمر لا يعدو كونه حكم لاغير ، فصرح بعضهم بأن لا تجتمع النبوة والإمامة في بيت واحد هو البيت الهاشمي.
فكانت القلة القليلة ممن وفت البيعة والولاء لخط الخلافة الربانية والتفت حول أميرها وامامها علي بن ابي طالب عليه السلام ،لتشكل نواة التشيع الأولى وتعاني ماتعاني من إبعاد وتهميش بعد رزية يوم الخميس وإنعقاد مؤتمر السقيفة التي قضت على طموح الأمة ، حال رحيل النبي الاكرم الى الرفيق الأعلى الذي ترك فيهم؛ما إن تمسكوا بهما لن يضلوا أبدا كتاب الله الكريم وسنته الشريفة، لتتوالى الارزاء والمحن رزية بعدها رزية حتى تسلط شرار الخلق على مقاليد الأمور يوم شج رأس الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بسيف البغي والعدوان في محراب صلاته ،لتفتح أبواب الشر الإموي على مصراعيها، وتغرق بلاد الإسلام ببحور من الدماء على أيدي سلاطين بني أمية وبني العباس ،وقد انتحلوا صفة إمرة المؤمنين زورا وبهتانا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك