عمار الجادر
مر موسى على رجل غني ومعه قارون، فلم يطالب موسى الرجل الغني بحق للفقراء، فأنتفض قارون قائلا: أتترك هذا الغني وقد اسرف في ملك الفقراء؟! فقال له موسى: انه اشرك بالله بماله فملك المال قلبه ولو طالبناه لتهمنا بالزنا والفجور، وللمال صوت اعلى من صوت نبي! فتعجب قارون من كلام النبي وارتاب، وما هي الا ايام واذا بقارون يفعل بموسى ما نبأه اياه بشأن الغني.
تلك الايام دول، وفي القرآن حكم ولكن من يتعظ ؟! وفي كل زمان موسى وقارون، وشعب يسمع صوت المال ولا يسمع صوت نبي.
في الامس تشكلت حكومة جديدة، وادعا من ادعا انها جاءت بتوجيه المرجعية الرشيدة، وانه هو من اختارها لانه الاقرب لخط المرجعية، وحال قارون كان داعيا يدعو الناس لاتباع نبي من السماء، وما ان دارت الايام واختلفت المصالح، اتهم قارون ذلك النبي الذي يدعو اليه بالزنا وارتكاب الفاحشة، وليت شعري ان قارون غرته الدنيا فما بال من اهتدى الى موسى انقلب عليه؟!
بين خيمة خضراء واخرى زرقاء، وكل منها يدعي الاصلاح، شعب يتبع الهوى دون ان يفكر فيما جرى، وهو في الحالتين بقي على حالة سواء، ولم يتعظ مما جرى، فهي مجرد اختلاف في المصالح الشخصية، وما لأحد في ليلى وصلا، فلو دقق في المعايير الاخلاقية الصحيحة، لوجد ان ما حدث مجرد ركوب موجة للوصول الى الهدف، بينما يبقى الشعب على دكة الامتطاء لخيمة اخرى وادعاء اخر.
لقد تشكلت حكومة السيد عادل، بوقت حرج، ولبس كل تيار قناعه الذي يتظاهر بالتباشر لجمهوره، وكل ادعى ان سياسته نجحت بتنصيب شخص نزيه، وقد فوضته في اختيار الحكومة بعيد عن المحاصصة، ولكن ما خلف الكواليس تفضحه المواقف، حيث زالت الاقنعة، عندما سار الرجل بما يظهره السياسيين من قناع للشعب، فعندما وجد الشركاء ان سلتهم خالية، انتفض البعض واتخذ البعض الاخر قناع جديد يدعى معارضة.
بين تضارب المصالح، سيكون الشعب مطية لمظاهرات فئوية، تقلق الامن، وتكلم الجرح، حتى يصل اصحاب المصالح الى غايتهم، وبعد هذا ليس للشعب بواكي غير موسى، وهناك تسقط جميع المعايير الاخلاقية.
https://telegram.me/buratha