المقالات

عندما يقع الشعب ضحية المصالح تسقط المعايير الاخلاقية

1895 2019-07-17

عمار الجادر

 

مر موسى على رجل غني ومعه قارون، فلم يطالب موسى الرجل الغني بحق للفقراء، فأنتفض قارون قائلا: أتترك هذا الغني وقد اسرف في ملك الفقراء؟! فقال له موسى: انه اشرك بالله بماله فملك المال قلبه ولو طالبناه لتهمنا بالزنا والفجور، وللمال صوت اعلى من صوت نبي! فتعجب قارون من كلام النبي وارتاب، وما هي الا ايام واذا بقارون يفعل بموسى ما نبأه اياه بشأن الغني.

تلك الايام دول، وفي القرآن حكم ولكن من يتعظ ؟! وفي كل زمان موسى وقارون، وشعب يسمع صوت المال ولا يسمع صوت نبي.

في الامس تشكلت حكومة جديدة، وادعا من ادعا انها جاءت بتوجيه المرجعية الرشيدة، وانه هو من اختارها لانه الاقرب لخط المرجعية، وحال قارون كان داعيا يدعو الناس لاتباع نبي من السماء، وما ان دارت الايام واختلفت المصالح، اتهم قارون ذلك النبي الذي يدعو اليه بالزنا وارتكاب الفاحشة، وليت شعري ان قارون غرته الدنيا فما بال من اهتدى الى موسى انقلب عليه؟!

بين خيمة خضراء واخرى زرقاء، وكل منها يدعي الاصلاح، شعب يتبع الهوى دون ان يفكر فيما جرى، وهو في الحالتين بقي على حالة سواء، ولم يتعظ مما جرى، فهي مجرد اختلاف في المصالح الشخصية، وما لأحد في ليلى وصلا، فلو دقق في المعايير الاخلاقية الصحيحة، لوجد ان ما حدث مجرد ركوب موجة للوصول الى الهدف، بينما يبقى الشعب على دكة الامتطاء لخيمة اخرى وادعاء اخر.

لقد تشكلت حكومة السيد عادل، بوقت حرج، ولبس كل تيار قناعه الذي يتظاهر بالتباشر لجمهوره، وكل ادعى ان سياسته نجحت بتنصيب شخص نزيه، وقد فوضته في اختيار الحكومة بعيد عن المحاصصة، ولكن ما خلف الكواليس تفضحه المواقف، حيث زالت الاقنعة، عندما سار الرجل بما يظهره السياسيين من قناع للشعب، فعندما وجد الشركاء ان سلتهم خالية، انتفض البعض واتخذ البعض الاخر قناع جديد يدعى معارضة.

بين تضارب المصالح، سيكون الشعب مطية لمظاهرات فئوية، تقلق الامن، وتكلم الجرح، حتى يصل اصحاب المصالح الى غايتهم، وبعد هذا ليس للشعب بواكي غير موسى، وهناك تسقط جميع المعايير الاخلاقية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك