عمار الجادر
لم اعد اهتم لتلك الحروب الدامية، فنحن نعيش زمن الفتك الاخلاقي، فعندما تختل الموازين، تجد ان عريان يتكلم عن الستر وصيحات الموضة في الملابس، وفاسد الى حد زكام الانوف، يتكلم عن ثمن عطر العمامة لرجل عطرته النزاهة!
في عيادة لطبيب تجميل، رأيت امرأة تشتكي من وجع الم بها، وما هي الا لحظات ليرن الهاتف! ( ها ما تصيرلة جارة؟! يعني صار اعمة! ) ودموع من عقل تافهة! نعم تافهة حطمت ركيزة لمجتمع تدعى اسرة! وحولها طفلتين بيدهن ( اي باد اصلي)، وقد تشاجرن على لعبة ( انتحار ليلى)، ودعك عن اللعبة لكن حين الشجار تكلمت الطفلتين بكلمات نابية، لم استطع وانا ابن الخامسة والثلاثين ان اتفوه بها يوما، والام تقول لهما: ( اكعدن والله موتني ؟! بتأوه )، فدار حديث بين المرأة وزميلتها التي بجانبها، وهنا الكارثة!
- شبي ابنج؟!
- عمت عيونة وعمرة 15 سنة؟!
- يا عمت عيني ليش خية؟!
- يكعد على الموبايل خطية للصبح كتلة مامة يأذيك وما ياخذ الحجي!
- ها خطية! وانتي شبيج شو متأذية؟!
- سويت عملية شفط بلبنان بس ما اعرف كاعد اتأذة حتة ابر تخدير مال عمليات كاعد اضرب بس ما كاعد ارتاح.
- شنو شغلج؟!
- مدرسة!! الكارثة
- وابو الجهال شيشتغل؟!
- بمنظمات المجتمع المدني، ناشط مدني!
- ها جا ما تاخذون ابنكم لايران بلكت يسوولة جارة خطية هذا شاب.
- اي الح علة ابو ولو هو يضوج من هذول المعممين الجذابين!!
هنا اتى دوري في مراجعة الطبيب، ودخلت ولا اعلم اي وجع الم بي، لكن في الحقيقة توجعت كثيرا على عقول نخرة، وجيل تدرسه مدرسة تعالج جهرتها ولا تعالج عقلها، والحقيقة انتابني الرعب على اولادي قد اكون مريضا بمثل ما مرضت به تلك النكرة ولا اعلم، وحزني على الاحياء الاموات، فكم من نكرة كتلك الساذجة حطمت اسرة دون ان تعي ذلك؟! وكم من ساذج كزوجها اليوم يتكلم في مواقع التواصل الاجتماعي ويقتل روح ابنائنا ونحن لا نعلم؟!
ايها القارئ الكريم: ان قتل روح الاسرة، هو قتل لمجتمع كامل، فلا تدعي انك تحب اطفالك وانت تقتلهم، فاليوم تسكت طفلك بجهاز الكتروني، وغدا ستجده مريض نفسي.
https://telegram.me/buratha