نزار العبادي
ماكان تفجير الناقلتين في بحر عمان يوم الخميس عملا مفاجئا، فالرياض لم تعقد قمة مكة إلا تمهيدا لحدث كبير يمنح حلفائها مسوغ تدويل العقوبات الأمريكية على إيران عبر مجلس الامن الدولي، بعد أن فشل ترامب بفرض الالتزام بها على أوروبا وآسيا بصيغتها الأحادية.. وقد تكشف الساعات المقبلة حراكا خليجيا لتقديم شكوى على إيران لدى مجلس الامن الدولي.
فالولايات المتحدة تدرك أن خيار الحرب نتائجه كارثية، ولاتطمح باكثر من الحصار المحكم، غير أن الرياض وأبو ظبي تقرأ الخيارات بحسابات مأزقها المحرج في اليمن، بعد أن أصبحت كل اراضيها اهدافا للطائرات الانتحارية المسيرة، بعد خمسة أعوام على الحرب.. وايضا بحسابات ازمتها مع قطر، وقلقها من البحرين، ورفضها بقاء سلطة العراق بيد شيعته، واستعادة تماسكه الوطني وقوته.. فهي تعد كل هذه الأطراف (محور رأسه إيران)..!
لقد تزامن تفجير الناقلتين مع زيارة رئيس الوزراء الياباني لإيران الرامية لنزع فتيل الازمة، لتكشف هوية الفاعل بأنه الطرف الساعي للحرب.. ويؤكد ذلك أن احدى الناقلتين ترفع علم جزر المارشال، وهي دويلة استقلت من امريكا في 1986، ولايتجاوز سكانها 52 ألف نسمة، وأصبحت إحدى أهم القواعد العسكرية الأمريكية في المحيط الهادي.. ولاشك ان الحدث سيدخل بوصف استهداف مصالح أمريكا.
كما أن التفجير وقع بالمنطقة القريبة من السواحل الإيرانية، لتذهب أصابع الاتهام لإيران، وهو ماحدث بالضبط بإعلان واشنطن بعد ساعات منه اتهام طهران بالعملية.
ويبدو ان الخليج لم يتعلم بعد قواعد لعبة الكبار، ففي الوقت الذي تظن اقطابه ان شن الحرب على إيران سيحسم الجبهة اليمنية، ويفقد العراق عمقه الاستراتيجي، ويبدد خطر المقاومة على إسرائيل، فإن الولايات المتحدة التي بلغت مبيعات اسلحتها للسعودية وحدها بين 2014-2018 اكثر من 20٪ من إجمالي مبيعاتها، والتي يعترف "ترامب" بابتزاز انظمتها مئات مليارات الدولارات "بمكالمة هاتفية"، لن تفرط ب"الفزاعة الإيرانية"، ولن تفرط أيضا بفرصة اعلان "صفقة القرن" منتصف الشهر الجاري، وفرصة تدويل العقوبات الاقتصادية على ايران، ولا بكل مشاريعها السياسية في المنطقة..
https://telegram.me/buratha