المقالات

ذو النفس الزكية شاهدا وشهيد

1548 2018-12-30

عمار الجادر   من أرض كوفان, حلقت حمامة الحرية, هاربة نحو فضاء العدالة الاجتماعية, لتشرح ظلم الجلاد الذي حجز شعبها بقفص الدكتاتورية, وعادت لتقتل الجلاد, وتخلص ما تبقى من كرامة إنسانية, ولكنها قتلت بظهر الكوفة, تلك هي نفس شهيد المحراب, ذو النفس الزكية. لم يكن شهيد المحراب( قدست نفسه الزكية), مجرد شخصية دينية قائدة لمعارضة فقط, بل كان ذلك القائد, الذي شاهد بعين العقل, ما سيؤول اليه مستقبل الأمة, تحت وطأت حزب البعث الدموي, بينما كان الشعب يرفل بأحلامه البنفسجية, تحت شعارات لم يرى وجهها الحقيقي سوى القائد المحنك, فحمل على عاتقه, مجابهة ذلك الفكر الحمولي القناع ثعلبي المغزى, وواجه بذلك ظلم الحملان, التي خدعها برواز الثعلب, بحيث أصبح يقاد زعيم الحوزة آنذاك, وسط هتافات الشعب المتعالية بالخيانة لهم, ولكن آل الحكيم ورثوا الحكمة أصالة عن جدهم الحسن ( عليه السلام). كان شهيد المحراب الخالد, أنموذجا للإيثار من أجل نجاة الأمة, فرغم ما شهدته عائلته العريقة, من جحود المجتمع العراقي, ومساندة الظالم في قمع تلك الأسرة العلمية المعطاء, كان سماحته مدافعا عن حقوق الإنسانية التي سلبها نظام البعث المجرم, و ذهابه للخارج كان هدفه الوحيد أن يزيح ذلك النظام, الذي وجد به مسبقا أنه نظام قمعي, وتخليص الشعب الذي ساهم في أخراجه من دياره عمدا, فكان شاهدا عينيا لدى الأمم المتحدة, متخذا سبيل الجهاد من أجل قضيته, غير مبالي بما يقال عنه, فعينه على تدويل قضية البعث والتحقيق بها. ساهمت الوثائق التي جمعتها دماء الأحرار, تحت راية السيد( محمد باقر الحكيم) قدس سره, بشكل فعال في جعل المقاومة العراقية في الخارج مقاومة دولية, ومعترف بها, رغم أنوفهم, بالأدلة المصورة التي جمعتها همم الأبطال من قادة الحكيم, والتي هي مأساة تبين التأريخ النضالي ضد الدكتاتورية البعثية, فأصبح المجتمع الدولي مرغما على الاعتراف بانتهاكات حقوق الإنسان في العراق, وبفضل همم ذو النفس الزكية, أصبحت حلبجة وغيرها من الجرائم, وثائق دامغة لمن جلب الفكر البعثي آنذاك, ومخيم رفحاء الذي حاولوا بالمغريات المادية تغييبه, فصمد الرجال الذين لم يبارحوا أماكنها طاعة لشهيد المحراب الخالد, لذلك كانوا هدفا للدعاة بعد سقوط النظام الهدامي. لقد كان شهيد المحراب الخالد, الخطر الذي يهدد قوى الظلام بسياسة محنكة, فكان سفير الحرية للأمة من خطر المخطط الصهيوأميريكي, فجاهد رغم التأريخ المجحف لسيرته المباركة, ورغم سهام من هاجر لإنقاذهم قبل الأعداء, فلن تستطع تلك السهام من ثنيه عن مشروعه, ليجسد بعزم سيرة جده الحسن ( عليه السلام), حتى أصبح الطغاة يرتعدون لذكر أسمه, فلما حقق هدفه عاد عودة الطائر الحنين لوطنه, وهو يعلم جيدا بأن لهذا النصر ثمنا كبيرا, لا يكون إلا بدماء نفس زكية, فامتدت يد الغدر اليه كما توقع, ولكنه زرع مشروعه بأخيه. لم يكن شهيد المحراب الخالد, إلا مشروعا كان شاهدا على الظلم, ليصبح شهيدا بين أحضان جده, ويبرهن للعالم بأسره, ان رد الظلم لم يكن إلا شهادة بحق وشهادة بدم, فسلاما على أشلائك الطاهرة, وعاش الحسين ومات أبن الفاجرة
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك