المقالات

نص مفتوح هم الشباب!

1523 2018-12-12

أمل الياسري


لا يمكن للسياسي أن ينجح بنظرة إنفرادية أو إنعزالية، والتكامل سر كبير من أسرار النجاح، وفي لحظة الحسم بساحة المعركة لا مجال للإجتهادات، إنما يجب أن يكون هناك توزيع دقيق للأدوار، وهناك شريحة كبيرة في مجتمعنا، تستطيع التصدي لفئة الظالمين والفاسدين، وهم فئة الشباب، فالسياسات الرصينة الواضحة المتجددة والأدوات، تظهر من خلال الشباب الواعي، المؤمن بأن الإزاحة الجيلية، لا تعني التدافع بين الشيوخ والشباب، بل هي عملية طبيعية تتفاعل فيها، خبرات الكبار مع طاقات الشباب.
التخادم المتبادل بين فئات المجتمع، هو الذي ينتج مجتمعاً قوياً، والخدمة الحقيقية لأبناء المجتمع، لا تقدم بشكل متطور، إلا من قبل جيل متفاعل، متقدم يتعايش ومتطلبات الحياة الحديثة، ثم أن الوطن ليس حقل تجارب، فمَنْ أخفق عليه أن ينسحب، ويفسح المجال لغيره في تقديم الخدمة، وهنا تنبض الأصالة ويتجلى الوفاء، والعراقيون ولدوا من رحم التضحيات، فلو إستشهد منهم واحد، فسيولد لنا ألف فارس ليكمل المسيرة، فيصلون الماضي بالحاضر لبناء المستقبل، ويلبسون التيجان كآبائهم بثقة وكبرياء. 
أي إنتصار أو إنجاز لا قيمة له بدون الشباب، لأنهم يستطعيون رسم المستقبل ولا مكان للفاشلين فيه، ولا مكان للفوضى، والشباب العظماء قدرهم أن تكون أفعالهم أكبر من أقوالهم، يستوعبون مفردات الوطنية، والإنتماء، والمواطنة، ويعرفون جيداً ماذا يحتاج العراق، وماذا يريد العراقيون، والحقيقة تقال: إن هناك جيلاً نشأ بعد مخاضات عام (2003)، يعد مصدراً للفخر والإعتزاز، وجامعاً للتعدديات، ومستوعباً للتقاطعات، فالوطن لديهم شعور وليس شعار مجرد شعارات، وهؤلاء هم مَنْ يفضلهم الشعب، لأنهم عنوان التغيير والبناء.
الشباب مفتاح النجاح والصلاح، والمعالجة يجب أن تبدأ في الميدان، لذا من الضروري الإهتمام بهم، وإدخالهم في عملية النهضة والإبداع، وتعزيز الإنجازات المتحققة على أيديهم، ثم أن تنمية الشباب من أهم الأساسيات لبناء العراق، وضمان مستقبله فهم ركيزته وذخيرته المعطاء، التي أنتجت عراقاً جديداً صامداً قادراً على مواجهة التحديات والصعاب بكل شموخ وإصرار، فطبيعي أن نلتفت لهذا الأمر، فنسبة الشباب ( 65% ) من سكان العراق، وهي نسبة لا يستهان بها، والعدد يفرض نفسه بقوة! 
طبيعة الظروف التي يمر بها عراقنا الجديد، لا تعطينا مساحة للتجربة، وإنما علينا أن نضمن النجاح والتألق، ونأتي لشعبنا بواقع جديد، يتصدر فيه الشباب بدمائهم المتجددة المتحركة، الطامحة للرقي والبناء والإعمار، والإنتصار للوطن والمواطن، كما أن الشباب يمتلك كثيراً من مقومات النجاح والكفاح، والنشاط والحيوية، ويتفاعل مع القضايا، وهم طاقات بناءة في عملية التغيير الكبرى، وهم الأكثر عطاء وتضحية، وحرصاً وإندفاعاً نحو مجتمعاتهم، وفي المحصلة لا يسعني إلا أن أقول: الشباب نص مفتوح يستحق الإهتمام!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك