المقالات

أفلا يخشى المرءُ أن يكون من صغار حطب جهنم؟!

2971 2018-12-02

امل الياسري

 

مر أبو وهب (البهلول) بأحد أزقة الكوفة، فوجد أطفالاً يلعبون بالجوز والصنوج، إلا طفلاً يجلس بجانب الجدار متفكراً لوحده، فتقدم إليه بهلول وقال له:أعطني يدك لأذهب بك إلى السوق، لأشتري لك لعباً مثل هؤلاء الأطفال يا حبيبي فقال الطفل:ماخلقنا للعب يا رجل فردَّ بهلول:ولماذا خلقنا إذن يا حبيبي؟ فأجابهالطفل:لعبادة الله سبحانه وتعالى فقال بهلول:ومن أين لك هذا؟قال:من قوله تعالى:(أفحسبتم إنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون)، ومن قوله تعالى:(وما خلقت الجن واﻷنس إلا ليعبدون).

يقول بهلول: فإنكببت على الطفل، فوضعته في حجري، ومسحت وجهه، وقلت له:حبيبي لما هذا الجزع وأنت صغير السن، ولم تعمل من الكبائر مايجعلك تتكلم هكذا؟فقال الطفل:إليك عني يابهلول، والله لقد رأيت أمي تضع صغار الحطب بالنار قبل كبارها، فقلت:لا أُماه دعي الصغار وشأنهم، وإجعلي النار تعمل بالكبار فقالت: ياولدي إن الكبار لاتعمل إلا بالصغار، أفلا يخشى المرءُ أن يكون من صغار حطب جهنم؟(فلا تنظر يابهلول إلى صغر مافعلت، بل أنظر إلى عِظَم مَنْ عصيت ).

فقال بهلول: فلما سمعت هذا أغمي علي، ولما أفقت لم أجد ذلك الغلام، وسألت عنه فقالوا :أولم تعرفه يا بهلول فقلت: لا فقالوا :هذا علي الرضا بن موسى الكاظم وجده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال بهلول:والله هذه الحكمة الجارية، لا تصدر إلا عنهم (سلام الله عليهم أجمعين)،آل البيت ورثة علم الأنبياء، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، أي علم هذا الذي يحمله غريب طوس الإمام الرضا (عليه السلام)؟ أي زهد يتشرب قلب أنيس النفوس؟

المسؤولون الصغار الذين باتوا هذه الأيام حطب الدولة العميقة، حيث تغلغل الفساد المالي والإداري فيها، لا ينم إلا عن هذه الحالة التي وصفها الإمام الرضا(عليه السلام)بأيامه، فلا فرق كبير بينهما وكأنهم خلقوا للنهب، والى الله لا يرجعون، فأمسى العراق في ظلهم أكثر خراباً، لولا كلمة سبقت من ربك، فهدأ روع الأرض والعرض، ألا يدرك ساسة الفساد والتقسيم أنهم أخطأوا الطريق، وقد مضى وقت كثير عانى فيه العراقيون ما عانوا، أفلا يخشون أن يكونوا حطب جهنم؟!

مشاريع سياسية مشوهة تعطي إشعاراً للفاشلين، أنهم باءوا بغضب من الرب ولن يرضى الشعب عنهم، وستكون للشعب كلمته، لتفرض واقعاً سياسياً جديداً، لتيارات وطنية متشحة بالإعتدال والحكمة والتعايش والمقبولية، وإلا فالبلد مقبل على مؤامرات أكثر خبثاً من ذي قبل، تجلب لنا مشاكل عديدة من زوايا متعددة، وعندما تحضر العزيمة والإرادة، فلا مجال للمستحيل وستلقي بظلالها على مستقبل العراق، والأمنيات تضع أقدامها بين هتافات المواطنين، الذين تشبعت أرواحهم بالدموع والدماء منادية: أليس الصبح بقريب؟!     

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك