المقالات

إنهيار قرار ترامب ضد إيران في ساعاته الأولى..!

2451 2018-11-06

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

استثنت الأدارة الأمريكية ثماني دول أول أمس؛ من حظر شراء النفط الإيراني، ما يشير إلى عجز ترامب عن خنق صادرات النفط الإيرانية، وبالنظر الى أن قرار الحظر؛ المتخذ أحاديا من قبل واشنطن، وجد معارضة عالمية قوية، فضلا عن رفض دول الأتحاد الأوربي والهند واليابان والصين، ومعظم الدول الكبرى المستهلكة للنفط الأيراني، فإن القرار الأمريكي بحظر شراء النفط الأيراني؛ الذي تم أتخاذه بدفع إسرائيلي خليجي سعودي، سيبقى حبرا على ورق، ولن يجد من ينفذه على أرض الواقع، مهما أتخذت واشنطن من إجراءات عمليا..

الواقع أن الأجراء الأمريكي بإستثناء ثماني دول، منها الهند واليابان، وكوريا الجنوبية الحليف القوي لواشنطن في جنوب شرق آسيا، يكشف إنهيار الحظر منذ يومه الأول، وأن لا سبيل الى تطبيقه، بعدما وجدت واشنطن نفسها منعزلة في مجلس الأمن الدولي، الذي أصدر بيانا واضحا؛ برفض العقوبات الأمريكية على الجمهورية الأسلامية.

الذين ينظرون الى قصة الحظر الأمريكي، بنظرة حسابات السوق فقط يقعون في وهم كبير، وستبقى نظرتهم قاصرة؛ عن فهم أساسيات العلاقات الأقتصادية بين الدول، إذ أن تلك العلاقات لا تشير الى حب من طرف واحد، بل هي قائمة على علاقات منفعة تبادلية، تترسخ وتقوى عاما بعد عام وجيلا بعد جيل، وبالتالي تنشأ منظومة "قيم تعاملية" بين الدول، تمثل بالحقيقة محور العلاقات الدزلية البينية ووجهها الحقيقي.

الدول المشترية للنفط  الأيراني، أو أي دول أخرى منتجة للنفط، تربطها أواصر قوية، بأسواق الدول المنتجة، وهي تسعى لتغطية أثمان النفوط بسلهع تنتجها وتصدرها لتلك الأسواق، وفي حالة عزوفها عن شراء النفط الأيراني، فإنها لن تخسر السوق الأيرانية لسلعها فقط، بل ستخسر أسواق إعادة التصدير من السوق ألأيراني.

لذلك سعت دول عديدة للحصول على إستثناءات من قرار الحظر المريكين وأول الغيث كان هذه الدول الثمان، أضافة لدول الأتحاد الأوربي، وفي مقدمتها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وهي دول ذات وزن ثقيل في القرار السياسي العالمي.

نأخذ أيضا بالحسبان؛ أن روسيا والصين بإقتصاديهما العظيمين؛  يقفان لأسباب أقتصادية وسياسية وجيوبوليتيكية، موقفا صلبا من أمريكا في كثير من القضايا، ومنها قرار حظر شراء النفط، وأنهما طرفان في الأتفاق النووي الذي أنسحبت منه واشنطن ترامب أحاديا، وأن هناك حربا أقتصادية أمريكية صينية، تبدو طلائع إنتصار الصين فيها واضحة، وأن هناك تلويحات أمريكية لأنسحاب وشيك من أتفاقية الصواريخ النووية مع موسكو، سندرك أن ترامب وضه نفسه في مازق كبير. 

فضلا عن ما تقدم، فإن جمهورية إيران الأسلامية بلد واسع وكبير، وأقتصاده ليس أقتصادا ريعيا، كاقتصاد الدول العربية المنتجة للنفط، بل هو أقتصاد متنوع، والنفط لا يشكل أكثر من 20%؛ من الدورة الأقتصادية الأيراني.

كلام قبل السلام: يغلف كل ما تقدم، أن القيادة الأيرانية حسبت حسابها للموقف الأمريكي منذ 40 عاما كما قال السيد الخامنائي قبل يومين، ومن يحسب حسابات لأربعين عاما، سينتصر حتما..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك