عمار الجادر
عالم الملاكمة عالم قاسي جدا، الهدف الفوز باكثر ضربات، والضربة القاضية حاسمة دون جولات، لكنها تسمى رياضة، والملاكم شخص يمارسها ومعروف في الوسط الرياضي، قد يكون خصمه عدو لدود او صديق حميم، تربط بينهم جولة تفصلها ضربة قاضية.
الصراع السياسي حلبته الواقع، وخاصة في الدول الديمقراطية كالعراق، والانتخابات تجعل الجميع في حلبة تدعى برلمان، لكن الفرق هو ان الصديق الحميم هنا لا يتصارع مع صديقه، الا من شذ عن القاعدة، واغلب من يشذون هم حديثي عهد في فن السياسة، او ماكر يستهوي الجمهور لغايته الشخصية، بينما على الجمهور ان ينظر من يعطي اللكمة القاضية في الاخير، لا الى كيف وبأي طريقة؟ خاصة فيمن عرف عنه اصلا انه متوافق مع معطيات مصلحة الاغلبية.
لكن هناك جمهور ساذج في الحقيقة، يشجع حسب هواه، وينظر بعيدا عن الهدف اقرب الى الشخصنة، وعندما شخص ظل عن الغاية النهائية للاعب، فقد يكون هذا اللاعب ذكي جدا، لان الفوز النهائي لمن يسدد اللكمة القاضية، او يربح الجولات دون ضرر.
الحقيقة ان داخل البرلمان جميعا لاعبين، ومؤثرين لانهم صوت يعتد به، فقد تتقسم الفرق، وكل فريق يضم متناقض من اللاعبين، وفي النهاية الفوز لمن يستطيع ان يجمع اكثر نقاط، وليس على الجمهور الا ان ينظر هدف الفائز، وفق معايير محددة، حيث هناك من يلعب لاجل ان يسر الجمهور ويسرق الجائزة، وهناك من يلعب لكي يحقق هدف لمصلحة الجمهور ولكن الجمهور غاضب عليه، واقبح الجماهير من يرى بعين واحدة فقط لمشجعه.
ان الاهداف التي وضعتها المرجعية واضحة، والظفر يكون لمن ينازل سياسيا لاجل تحقيقها، كيف؟! وبأي طريقة؟! هذه لعبته هو، وليس لنا الشأن فيها، لكن ان وصل الى الهدف او لم يصل لان صراخ الهمج عالي، يبقى محترم لدينا لانه حاول ذلك، ولاننا نعلم جيدا انه كان له هدف نبيل، فالتسقيط دون قاعدة معرفية يدعى ثرثرة، وكثير ما نرى المثرثرين لانهم قد يرون ان من ثرثروا لتسقيطه غدا حليف لفريقهم، ففي السياسة الحكم هو قانون اللعبة فقط.
في الواقع الضجيج كثير جدا، وخاصة من الذين يرون انفسهم انهم على صواب دائما، وهم صيد سهل للعدو، فعندما نرى انعدام الاخلاقيات على مستوى من يدعون نفسهم قادة، نجد واضحا تدني الجمهور المشاغب، والجميع يدعي العقائدية في الموضوع، لكنه يرى القشة في عين من يبغض تبع الهوى، ولا يرى الجذع والطامة الكبرى في عين صاحبه، بينما الجميع فرض عليهم المتصارعين، وفرضت الحلبة والفوز لمن يسايس ويراوغ.
الضربة القاضية ستأتي حتما، لكن! هناك ضربة تنهي جمهور كبير واغلبية واضحة، وهناك ضربة ستنهي فريق الدسائس وجمهور الصخب الاهوج، ولكن اعلموا ان احد الضربات ستنهي حشدنا وتخاطر بحياة الشيعة ومن ضمنهم اولئك العابثين من حيث لا يعلمون.
https://telegram.me/buratha