المقالات

العام الدراسي الجديد انفاس الشهداء لا تزال فيه

2170 2018-09-30

عمار الجادر
على طريق المستقبل، صباح جديد يشرق معلنا رحلة مجد جديدة، ونوارس بيضاء تحلق على الطرق العكرة، لتبارك خشبات مسفطة على شكل كرسي، معلنة بداية العام الدراسي الجديد في العراق.
لقد هممت بالذهاب مع ابنائي، بسيارة بيضاء مغسولة، لاني اشهد عهد جديد لولدي في الصف الاول الابتدائي، متشوقا لرؤية ولدي وعيناه تتلألأ نحو السبورة، لكني تأخرت قليلا، عندما رأيت ثلاث نوارس، بان التعب والانكسار على محياها، فادركني الفضول متسائلا:
شكو شبيهة النوارس خافات جناح
همتهة قليلة وعينهة تدمع
اوصلكم تعالو يلة يا حلوين
الشمس عالي قرصهة وبالوجه تصكع
فتفاجئت برد كبيرهم:
اتركنة يعمي ويا نوارس هاي؟!
هدومي مشككة والحذة مكطع
اخاف علة ولدك خاف يتلفون
والسيارة نظيفة وحالنة مضعضع
فأبتسمت له وقلت له : لا يا ولدي ان ما بنا من نعمة فهو بدماء الشهداء، والشهداء لنا جميعا، فسيارتي بخدمة الجميع، ولعلك افضل من ولدي في العلم والمعرفة، فلا تقاس الامور بالملبس ولعل من هو افضل منا جميعا، امامنا الغائب لا يرتدي ما نرتديه، وهذا مرجعنا وهو القائد يرتدي من الثياب قليلها ويسكن في بحبوحة، اما اذا انزعجت من لبس اطفالي فأعتذر لك لكن ثق اني لم اشتري لهم الا هذه الملابس.
بعد الاقناع والالحاح تشرفت بوجودهم معي، فبادرني قائلا: (( عمو يعني هسة هاي سيارتك بفضل دماء الشهدا؟!))، فاجبته: نعم يا بني، فقال : (( يعني هاي السيارة مالتنة!))، فقلت له: كيف؟! قال: لان والدي شهيد! هنا سكن في صدري الكلام، وحارت الدموع بين محاجر العيون، فتمالكت نفسي بابتسامة مصطنعة، وقلت له: انت لك الوطن باسره، لولا اباك لما درسنا، ولما عملنا، فقال لي: هذا غير صحيح، ولو كان كذلك لما اعطوني انا واخوتي كتب قديمة؟!
الوطن كلة الة بس ما الة طلاب
غدة جرحي نزف يوم الشفت طلاب
مستشهد ابوهم والدرس طل اب
كتب مزكة وعيونهم تربي
للشهداء وابنائهم الفضل في كل شيء، ولعل ما اورته بين ايديكم قليل من كثير، هم الاكرمون والاعلون شئنا، فلا تجعلوهم الا بمصاف المتميزين، وقد افلحت امة تكرم شهدائها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك