عمر اللامي
لسوء الحظ كنت حاضراً في احد المؤتمرات لرئيس جمهورية العراق فؤاد معصوم ، وفي أثناء حديثه شرد ذهني لبعض لحظات في شكل الرئيس وهندامه كان الرجل يتمتع ببشرة غضة وناعمة بشكل لايوصف (ترف كلش ترف) وكانت خدوده الوردية تكاد تتفجر من الدماء وهو دليل صحة وعافية للرجل الذي تجاوز ال80 عام من عمره ، والحقيقة ان منصب الرئيس في العراق كان ولايزال مثار جدل كبير بالنسبة لي وللعراقيين بصورة عامة ومنذ قيام الجمهورية في عام1958 ، الى ان موضوع الرئيس الان اصبح شائكاً ومعقداً اكثر ولن ينفع الذهاب الى الدستور لتتضح الصورة فالدستور العراقي من النوع المطاط ولم يبقى كنغر سياسي لم يقفز عليه ، الرئيس الان مجرد ديكور دوره تشريفي اكثر من اي شيء اخر فيما يذهب البعض بالقول ان الرئيس هو منصب ترضيه للمكون الكرد من اجل تسهيل عملية تقاسم الرئاسات الثلاث على الطريقة اللبنانية ، المشكلة ان مصاريف الرئيس مرتفعة جدا ولاتناسب مايقوم او قام به في خدمة بلده وبالقياس مع رؤساء دول فان رئيسنا (فايخ) بكل معنى الكلمة ويكفي انه عين بناته في منصب مستشار وبراتب شهري بلغ 13 مليون دولار حسب وثيقة صادرة من رئاسة الجمهورية ، ولعل السوال الملح هو ماذا قدم الرئيس معصوم طوال اربع سنوات للعراق وكردستان طبعا , المدافعون سيقولون ان الرجل منزوع الصلاحية ومنصبه بروتكولي وهذا صحيح الى حد ما ، ولكن ابرز ما عاب فترته رئاسته هو السكوت والصمت المطبق لمايدور في العراق هل كان بامكان الرئيس ان يقدم افضل مما كان خلال فترته الرئاسية ، كل هذا مر في ذهني وانا امام الرئيس وقبل ان ينهي خطابه بدقائق فكرت ان اقوم بعمل مجنون ، وبدون ان يلاحظ احد تسللت من خلف الواقفين في جانب المنصة وتموضعت امام الباب حتى اكون امام الرئيس لحظة خروجه وماهي سوى دقيقة حتى اصبحت امام الرئيس وجها لوجه . كانت بشرته وردية بشكل لايصدق وطيات اللحم المكتنز تنزلق من اسفل خدوده اختلطت هذه الاوصاف في عقلي بصور شباب البصرة و ورودها وهم يقتلون لانهم يطالبون بشربة ماء ، ورفعت كفي ونزلت به على الخد الناعم والمترف لترن في القاعة صوت الصفعة ويتكالب حولي حرس الرئيس من كل جهة . الحمدالله انني استيقظت من هذا الحلم السخيف والسمج وانا اسمع صوت المؤذن ، استغفرت الله على هذا الحلم الغير محترم والذي ينال من سيادة الدولة العزيزة و(قامتها) وتذكرت انني قد حضرت المؤتمر قبل اسبوع لكن على مايبدو ان ملامح الرئيس لاتفارق خيالي حالها حال ملامح الشهداء .
https://telegram.me/buratha