في عهد السياسة المهذبة، كان هناك جناحين للمجموعة السياسية، مجموعة الصقور ومجموعة الحمائم، اما اليوم فنحن نعيش ما بعد التهذيب، وهي فترة الفتيان ، وفي هذه الفترة يكون اللعب بالمستوى الواطئ، مستوى غداع الرعية.
عندما يهبط المستوى الى الفتونة او الفتوة، تكون هذه الفترة فترة انهيار تام ومتدرج، فلو استحضرنا التأريخ، سنجد هذه الانهيارات، واكبت البلدان العربية بالذات، وخاصة بعد فترة خلافة الامام علي ع، وكانت ربيعا للقوى المعادية، حيث كان التحكم ليس للامويين، ولا للعباسيين بعدهم، اذ كانت فترتهم فترة فتونة، وتمتاز هذه الفترة، بجعل الحكم بيد من ليس له مبدأ الا الكرسي، ويكون الكرسي كالعظمة بيد المسيح واليهود، يلوحون بها للكلب فيهر لها بألعاب بهلوانية، تعجب الجمهور، وتفيد الاخرين.
اخر الفتيان يلعبون دورهم الان في العراق، ولكن من المؤسف حقا ان يدخل معهم في هذه اللعبة، من لو تحلوا بقليل من الصبر والحكمة، لكانوا صقورا يهابهم الاخر، كما يهاب سياسيي ايران اليوم، والحقيقة ان هؤلاء دخلوا لها من حيث لا يشعرون، لقلة خبرتهم السياسية متعكزين على ارث لا يجيدون استخدامه، او قد يكونوا مجبرين على خلعه، بسبب خطأهم والتكبر الذي حال دون الاعتراف به، وقاعدة تزين لهم ذلك.
لا زال هناك صقور في سياسة الشيعة متحدة، ومن الالطاف ان هناك طرف اخر يرعب عندما يكون حمامة، ويدمر عندما يكون صقرا، وهو ليس في داخل دائرة التجاذبات على الكراسي، واعتقد ان القارئ الكريم يدرك من هو ذلك الطرف؟! وهو مقام المرجعية الدينية، الذي اصبح عائقا امام الاخرين، حيث انهم احرقوا جميع فنونهم، ولم يستطيعوا التخلص منه، فليست هي كرسي انتخابي، او سياسة يستطيعون اسقاطها.
نعم، لقد اكثروا المحاولات عليها، واسقطوا من كان عونا لها في حبالهم، ولكن ليس فيها ارتباط وثيق، الا بتطبيق مشروعها الذي يعد خطرا على اليهود وامريكا، فمن كان يدعي انه في خندقها، لا يستطيع ان يحقق للامريكان مشروعهم، الا اذا تنصل عن خندقها، وبالتالي فهو مفضوح امام الجمهور، ولا يستطيع ان يمثل دوره بعد ذلك، لذا اصبحت امريكا في عهد اخر الفتيان، ولا تستطيع ان تعمل شيء الا بتدمير المرجعية قبل نهاية فصل اللعبة.
الفتيان اليوم في نهاية دورهم، ودائما ما يكون نهاية الدور صاخبا جدا، فيجب خلق فوضى في البصرة كما هو حالها اليوم، حيث ان اللعب خارج مسرح الشيعة اصبح لا يجدي نفعا، ولكن دورهم سرعان ما سيكون مجا كثيرا، اذ ان المرجعية بينت موقفها من احد الفتيان وهو رئيس الحكومة، بالتالي فمن يعيده لخشبة المسرح قد تنصل تماما عن ثوب المرجعية، وكشفت اوراقه، وللجمهور دورا في رشقه بالكراسي.
اخر فتيان ترامب سوف يتحطم، ولكن العملية صعبة جدا على الجسد الشيعي، ذلك الجسد الذي تحمل الجراح جميعا نيابة عن لعب الفتيان، فهل يصحى اصحاب الارث من غفلتهم، ام ان تراث بني العباس سوف يكشر عن صورته؟!
https://telegram.me/buratha