المقالات

دولة علي "ع" واقصاء الفاسدين؟

1704 2018-08-28

سجاد العسكري
لايخفى على الكثيرين بعد مقتل عثمان بن عفان , واضطراب احوال الامة , في من يكون حاكما , توجهت الانظار جميعها الى شخصية لا نقاش فيها , وصحابي عظيم القدر والمنزلة , ولم يسبقه سابق الى كل ماينفع الاسلام والانسانية , وبعد اصرارهم ليكون عليهم حاكما بمايراه , وفق نهج القران الكريم والسيرة النبوية ؛ لكن المرحلة التي سبقته في الحكم , وخصوصا عصر عثمان الذي تميز سيطرة بني امية على جميع مفاصل الدولة , وامتلاكهم الكثير من الاراضي الواسعة , والسيطرة على امصار كانوا فيها ولاة منصبين من قبل عثمان, كانت العصى في عرقلة المرحلة الجديدة , والمحورية في تولي الامام علي عليه السلام الدولة الاسلامية , وكان سعي الامام علي في بناء دولة قوية , وتخليصها من سطوة بني امية , ومن الفساد المستشري في اركان الدولة ؛ لتتمتع بالحرية والمساواة ,واعتمد العدل اساس للحكم , فاول الخطوات التي اتخذها الامام علي عليه السلام هو اقصاء الولاة الذين ثبت فسادهم ومحاسبتهم , فمثلا : الاشعث بن قيس وكان عاملا على اذربيجان , ويظهر بانه كان يصيب مائة الف درهم كل سنة , والحكومات التي قبله تعلم به ؛ ولكن غير مهتمة ساكتة لذلك؟!! لذا الامام علي عليه السلام طالبه بارجاعها الى بيت المال وعقابه على خيانته , وكذلك المنذر بن الجارود وكان عاملا على اصطخر ومن الطالحين كثير اللهو وترك عمله كوالي واهتم بالصيد والتنزه , فكيف بعد هذا يكون امينا على اموال العامة ؟! وقد شكوه قوم اخذ منهم ثلاثين الف , فما كان الامام ع يبعث له التحذير ومن ثم عزله ومحاسبته , وكذلك بعث عامله على اليمن عبيدالله بن العباس بدل يعلي بن منبه الذي نهب الاموال ودعم الفتنة , وهذه نماذج من العاملين في ولاة الامصار في الحكومات السابقة , وكذلك من النماذج السيئة معاوية بن ابي سفيان الذي كان واليا قرابة العشرين عام , ماذا فعل خلال فترة حكمه , غض النظر عن ما يفعله من اختلاس الاموال , ولم يكن يعطي درهما للحكومة المركزية , بل كان ينفقها على جيشه وادارته للاستيلاء على السلطة , وهو المعروف بفساد عقيدته واهتمامه باللهو ...,فأي دولة تبنى بوزراء او عاملين صفاتهم الاختلاس والسرقة , وانغماسهم باللهو ؟! والغريب في الامر مايميز هؤلاء الولاة والعاملين ثلاثة امور:
• الامر الاول : ان اغلبهم من الطلقاء ؟! ولو تعلمون مايحمل الطلقاء وابناءهم للاسلام!!
• الامر الثاني : ابعاد ذوي الشرف والايمان والصحابة المعروفين وخصوصا الانصار ؟!!
• الامر الثالث : عدم تغير هؤلاء الولاة والعاملين بشكل دوري , مع علمهم بفسادهم, رغم تغير الحكومات ؟
اما حكومة الامام علي عليه السلام اول عمل بدء به هو اقصاء , ومحارب الفساد , ورؤس الفتنة وفي حديث له عليه السلام(ان شر وزرائك من كان للاشرار قبلك وزيرا , ومن شركهم في الاثام فلا يكونن لك بطانة " اي من خواصك") فكيف بمن تعود على الشر وسرقة الاموال من اموال عموم الناس , او شارك ان يكون في الحكم او ياخذ منصب ما , او مستشار , وهذا هو المجرب الفاشل السارق الذي لا تامنه على مقدرات البلاد والعباد, لذا عمد الامام علي عليه السلام اقصاء هؤلاء ومن على شاكلتهم , ثم استبدلهم بمن له حسن السيرة والشرف العظيم والسبق لكل خير , وخبرة في التعامل بحكمة وورع مع الرعية , امثال مالك الاشتر , وعمار بن ياسر , وعبدالله بن عباس ,وعثمان بن حنيف , و ابو الاسود الدؤلي , وقيس بن سعد...امثال هؤلاء الذي يعتد بهم مع متابعتهم من قبل الامام "ع" , وكذلك من الامور التي ركز عليها عليه السلام , هو التغير دوري للعاملين , وما له من دور بالغ الاهمية في عدم تكريس الاموال والسلطة التي تؤدي الى الفساد , فاين حكومتنا في العراق من هذه السياسة ؟!! خرج من منصب ليعود لمنصب اخر ,او وزارة اخرى , مع جمع الاموال اينما حلوا واستشراء الفساد اينما كانوا ؟!ولكن في قضية التدوير المناصب لا احد يسبقهم فيه , وجوه محروقة مستهلكة مفسدة يعاد تدويرها وتسويقها !!اين الشرفاء ؟ بل اين الاكفاء ومعروفين بالنزاهة ومن يقدم لكم الاستشارة الصحيحة ؟! لله درك يا امير المؤمنين ع , كانك على علم بما يحصل في العراق , لتضع الحلول, التي غابت عن من يدعي طاعتك وحبك ؛ فليسمع الوزراء ومن في المناصب الفاسدين, ومن دار الحكم خلال 15 سنة , كيف تعامل معهم ليبني دولة يعيش فيها الجميع بكرامة وامن واستقرار , فاين الامناء والاكفاء ؟!ياحكومة الوزراء الفاسدين؟ بل كيف ننتصر على عدو الخارج , وعدونا الداخل يوسوس لنا ويزين لنا , سكوتنا باسم الحزب , الطائفة , القومية , الصديق القديم , هيهات هيهات لهم , وصدقت سيدي عندما قلت (اعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك