عمار الجادر
يحكى إن إحدى ابتكارات العالم المعاصر, مرآة بالمقلوب, أي إن الذي يريد أن ينظر إلى نفسه يتشقلب! فتصور كيف يكون حال أهل الخليج وغربية العراق؟ الذين كسروا كل مرآة لديهم و ابتاعوا تلك المرآة بسبب فتوى يهودية.
لقد تشقلبوا وهم يلبسون الزي العربي ( العكال والدشداشة ), فسقطت عقولهم وأصبحت تحت أرجل الشهوات, و ارتفعت أقدامهم و أصبحت عوراتهم عقولهم, فأصبحوا يرون أنفسهم بالاتجاه الصحيح, وهذا حالهم منذ اقتناء تلك المرآة الملعونة.
ما كان الحسين أبن علي فارسيا ولا مجوسيا, بل كان صحيح العروبة أب و أم, فما بال تلك الكلمة ( لبيك يا حسين ) تغيظهم.
الحسين هو العراق, وهو الصورة الحقيقية لرفض الطغيان, و استباحة كرامة الإنسان, الحسين صورة للحرية الكريمة, تجسدت عبر الأجيال, وفق أسطورة الحقيقة الدامغة, و انتصار الدم على السيف, فكان ذلك الدم الذي أريق من أجل الحرية, سيفا على مر السنين, يخافه الجبابرة و الطغاة, فكانت كلمة ( لن تمحو ذكرنا ), أصدق كلمة استمرت عبر الأجيال, من امرأة طاهرة ومن أهل بيت صدقوا مشروعهم.
من هنا نعلم لما لهذه الكلمة من صدى مؤرق لمن طالب بتغييرها, و إن يكن تغييرها, فتغيرت إلى لبيك يا حسين, فمنذ الشهادة أصبح ذكر العراق يعني الحسين, لذلك نجد يزيد اليهود لا زال يرعبه أسم العراق, وجحفل كل وحوش الشر لمقاتلة دم الحسين, يسعى واهما للنيل من ذلك الاسم, الذي لم يزل يقرع الأعراب, فلم يؤمنوا يوما منذ الرسالة السماوية, ولكن دخلوا الإسلام كرها, فأصبحوا عونا لليهود على الإسلام.
مرآتكم تلك غير صالحة الاستعمال عند العرب الأصيلة, ولا ترهقونا بترهاتكم بأنكم عرب! فليس من العروبة أنتم في شيء, وليس العربي من يحتقر النساء, ليجعلها عارية كالبهيمة في سوق نخاسة, وليس من العرب من ساوم بشرفه لأجل عقيدة عوجاء خرقاء لا تنطبق مع عاداتنا, إن أنتم أبدلتم عقولكم لتلاءم أخوالكم, يا شذاذ الأصول, فما بأرحام نسائنا نطف الجيف الشاذة, فعقولنا غير قابلة للتبديل, ونحن غير مستعدين لنتشقلب أمام المرآة.
لبيك يا حسين أهزوجة الأجيال الصالحة, التي هدمت كل صروح الشيطان, وستقطع تلك الشجرة الخبيثة, دم يتجدد في قادة لم يعرفوا معنى الذل و المهانة, نخيل تحاكي هاماتهم سحب السماء, فسقتهم أرض العراق بدماء سالت من أجل الحرية الشريفة, ليقارعوا الطاغوت أينما حل, وبأي صورة كانت, دماء تجددها الدماء, ها هم أبناء الحسن سيقلبون مرآتكم الملعونة, ليكشفوا سر قمصان الذل القصيرة التي باتت زيكم.
تكنولوجيا اليهود الحديثة كسرت معالمها شمس الحسين, وخبث معاوية ومن تبعه من الأعراب, حطمه بكل هدوء أبناء الحسن, وقريبا رايتهم الصفراء ستدحر سواد راياتكم المشئومة, لان مرآتنا ليست بالمقلوب.