شبابنا يبحث عن شهوته، ولايعي خطورة الموقف، وهو لايعلم ثمن جوهرة الفكر الذي يحمله، فيتمسك بالقشور، ويترك اللب لمن يريد ان يسلبه، فالاسلام بغض النظر عن انه دين سماوي، فهو فكر رصين لحضارة ثابتة.
عندما حل الفكر الاسلامي في جزيرة العرب، فقد كان الاختيار بحجم الكارثة هناك، حيث لم يكن العرب يملكون اي معالم للحضارة، الا القليل من دين ابراهيم عليه السلام، وكانوا مغيبين الوعي نهائيا، حيث كانوا مكب لنفايات تجارب اليهود، وساحة لصراع الحضارات انذاك، فبينما هم على نومتهم، كان هناك شياطين على كامل صحوتهم، مدركين تماما بان هذه الارض مهد لمحطم اصنامهم، ومسفه عقولهم.
لما بزغ فجر الاسلام، كان شمسا لحضارة انسانية شاملة، طهرت العفن الذي عشعش في عقول الناس، ولكن رغم قوتها وصلابة ادلتها، كانت مخترقة من قبل جنود الشياطين، حيث كانوا يعدون لها العدة، وبكامل اسلحتهم الشيطانية، وهذا ما جعلها تنتشر صوريا، لكن الصورة سرعان ما تذهب ادراج الرياح، اما عقائديا ثابتا، فلم يكن الا بالقلة القليلة من الصادقين بحملها، فكانت تلك معضلة تقف امام تحقيق الهدف المباشر.
ما يثير العجب هنا، انه وبعد سفر حافل من التجارب، نجد من يعجبه فكر الشياطين اليهود، ويدعي انه حامل لمشروع الاسلام، تماما كما كان يفعل الثاني مع صاحب الرسالة الاسلامية، فيقابله بالقول: (( امتهوكون نحن))، فعندما يطرح كلام من جاهل، لا يريد به النقاش للوصول الى الحقيقة، بل يريد منه التكذيب بما لديك، سيكون هذا مفترق طرق، يدل على انغلاقك نحو فكرة محددة، وهذا ما نجده اليوم في عقول من يتهم الاسلام بالانفرادية والتعصب.
تكتض مواقع التواصل الاجتماعي، بمهاترات من يدعي الثقافة، ولا اعلم هل الثقافة مفردة يصح قولها على العلماني او الماركسي او من يدعي الالحاد؟! دعونا نرى بعين العقل والتجرد ماذا يكون؟!
دعونا نصدق انهم على ثقافة، وللنظر كيف يكون المثقف؟
المثقف هو:
اولا: صاحب فكر واسع يدرس في الماضي والحاضر والمستقبل.
ثانيا: يكون صاحب حوار مفتوح هدفه الوصول الى الحقيقة.
ثالثا: يدافع عن حقيقة فكرته ولا يستهين بفكر الاخرين.
رابعا: باحثا عن الحقيقة لا باحثا عن تأييد فكره من عدمه.
هنا نتسائل وبأنصاف عن حقيقة الاصناف التي ذكرت اعلاه، مع النقاط التي تبين المثقف، هل تنطبق عليهم نصف نقطة من ما ذكر اعلاه؟!
عندما ارى من يدعي الثقافة، ينهك نفسه بتفنيد فكر الاسلام فقط! هل يكون من الانصاف ان اذكره على انه صاحب ثقافة؟! ام هو سفيه لا يريد الا الجدال الفارغ، فيكون الرد له: (( أمتهوكون نحن؟!)).
دعني اريحك من هذا العناء، واقول لك ان مقالي هذا لن يقرأه الا القليل من الذين يبحثون عن المعرفة، غثها وسمينها، بينما لو كان فيه مهاترة حول وجود قوة خالقة ام لا، ستجد القراءة بالملايين، وهذا دليل على ان فكرك عبارة عن حلوى مكشوفة، لا تجذب الا الذباب لها، الذي لا شغل له بكون الحلوى مسمومة ام لا، بينما العاقل من بني البشر يتفحص في ما يفيد جسمه او يضره، فاي ثقافة تدعي وانت تكم الافواه؟!
لنا عودة قريبة، في شرح الفكر الاسلامي ونظرياته، التي لم يستطع رعاع من يدعون الفكر، الصمود امامها ولازال اغلب اليتامى يلهجون باسمهم، سلاما على ستالين ولينين وبقية المجانين.
https://telegram.me/buratha