المقالات

صدام منح القاعدة الملاذ الآمن في العراق وأمر الكثير من الضباط للانخراط بها

2297 04:55:00 2006-06-19

ثلاثة من أبرز المقربين للزرقاوي اعترفوا بذلك

الان وقد مات الزرقاوي ربما يتوجب على الصحافة الامريكية ان تدفن هي الاخرى الخرافة المتعلقة بهذا القاتل الجماعي الذي تقول عنه انه لم تكن له علاقة بنظام صدام قبيل الحرب . وليس من الواضح اصلاً من أين نبع هذا الادعاء وتجذر ، ولكن يبدو انه مقبول على نطاق واسع . ففي قصة الغلاف لهذا الشهر في مجلة " اتلانتيك مانثلي " على سبيل المثال كتبت ماري ان ويفر تقول :

" في خطابه الذي وجهه الى الامم المتحدة ، في اطار بناء قضية الحرب على العراق ، عرف كولن باول الزرقاوي - بصورة خاطئة كما تبين لاحقاً - على انه حلقة وصل مهمة بين القاعدة ونظام صدام".تصريحات مثل هذه يمكن ان نجدها في خضم التغطية التي تناولت حياة الزرقاوي ذات الطبيعة الوحشية . لكن وجهة النظر هذه تشي بوجود رغبة في الفصل بين فترة حكم صدام و نشوء شبكة القاعدة الارهابية في العراق أكثر منها في الالتزام بذكر الحقائق الفعلية . الأدلة حول تساهل نظام صدام تجاه تواجد الزرقاوي في المناطق التي كان يسيطر عليها النظام في العراق قبيل الحرب وافرة . ولكن بالاضافة الى تلك الأدلة هنالك ما شهد به ثلاثة من كبار اعضاء القاعدة بشأن الترحيب الحار الذي أبداه صدام للزرقاوي وأصحابه .

دعنا ننظر إلى ما قاله العضو التنفيذي البارز في القاعدة ( ابو زبيدة ) لمحققي وكالة الاستخبارات الامريكية بعد القاء القبض عليه في اذار 2002 - بحسب ما ذكره التقرير الاستخباراتي لمجلس الشيوخ - لقد قال : " لا علم لي بوجود علاقة بين العراق والقاعدة " لكنه يضيف : " ولكن اية علاقة ستكون سرية للغاية . " بعد ذلك يسترسل في تسمية افراد تنظيم القاعدة الذين يعتقد ان لديهم صلات جيدة مع العراقيين . واشار ابو زبيدة الى انه قد بلغه ان زميلاً له في تنظيم القاعدة اسمه ابو مصعب الزرقاوي واخرين غيره يقيمون علاقات جيدة مع المخابرات العراقية . وقد تم تعزيز شهادة ابو زبيدة من قبل منظر معروف في القاعدة هو الدكتور محمد المصري الذي ادار لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية لاكثر من عقد من الزمن ، وهي جماعة سعودية معارضة وجبهة من جبهات القاعدة مقرها لندن . حيث اخبر رئيس تحرير صحيفة القدس العربي بان صدام كان قد " ارسى اتصالات مع الافغان العرب في بدايات عام 2001 لاعتقاده بأنه من المحتمل أن يستهدف من قبل الولايات المتحدة حال القضاء على نظام طالبان ." على حد قوله . ثم أضاف : " كما أن صدام قام بتمويل ناشطي القاعدة التنفيذيين وتشجيعهم على الانتقال الى العراق شريطة ان لا يعملوا على تقويض نظامه ."وادعى المصري ان نظام صدام كان قد ساعد الزرقاوي ورجاله بفاعلية قبل الحرب وضمهم بالكامل الى خططه التي تعتمد أسلوب التحركات الارهابية .

وقال : " كان صدام قد رأى ان الاسلام سيكون هو المفتاح لمقاومة متماسكة اذا ما حدث الغزو لذلك قام الضباط العراقيون بشراء قطع اراضٍ صغيرة من الفلاحين في المناطق السنية وقاموا بدفن الاسلحة والاموال في مخابئ فيها ليتم استخدامها فيما بعد من قبل المقاومة ." وادعى المصري ايضاً ان قادة الجيش العراقيين تلقوا أوامر بأن يتخذوا مظاهر الإسلاميين ويمارسوا ممارساتهم وان يتبنوا لغة وروح الجهاديين ."وتنفيذاً لأوامر صدام انخرط العديد من افراد الجيش والمخابرات البارزين في حركة الزرقاوي او قدموا العون بأنواعه لها . بل أن العديد من المؤيدين والاعضاء البارزين في فرع الزرقاوي لتنظيم القاعدة كانوا قد جاءوا في واقع الحال من المراتب العليا في نظام صدام .

فعزة ابراهيم الدوري وابناؤه كانوا من المتحالفين مع الزرقاوي كما هو حال افراد اسرة محمد حمزة الزبيدي . ومن بين حلفاء الزرقاوي أيضاً هنالك محمد حمد العبيدي الذي كان معاوناً لرئيس مخابرات صدام .كما ان أخطر ناشطيه وأشدهم فتكاً كانوا قد خدموا كضباط في جيش صدام ومن بينهم ابو علي الحجي ، وهو في الحقيقة ثامر مبارك الذي حاولت شقيقته القيام بعملية انتحارية في الاردن ، و ابو عبيدة ، وعبد الفتاح عيسى .

هولاء البعثيون وغيرهم اراقوا الكثير من الدماء تحت اسم الزرقاوي . وكانت هجماتهم من بين اكثر هجمات الزرقاوي نجاحاً وكان من بينها الاعتداء على سجن ابو غريب والهجوم على مقر الامم المتحدة . والهجوم الاخير كان من بين اولى هجمات القاعدة وقد اودى بحياة سيرجيو دي ميلو الممثل الخاص للامم المتحدة في بغداد في اب 2003. وبالاضافة الى ابو زبيدة ومحمد المصري هنالك عضو بارز ثالث في القاعدة كان قد فسر دعم صدام للقاعدة قبل الحرب . فقد اجرى حذيفة عزام ، وهو ابن عبدالله عزام احد اوائل قادة القاعدة واكثرهم تأثيراً ، مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية في اب 2004 فسر من خلالها أسباب دعم صدام لاعضاء القاعدة حينما تمركزوا في العراق .

قال حذيفة : " رحب نظام صدام بهم بأذرع مفتوحة ودخل الشباب من أعضاء تنظيم القاعدة الى العراق باعداد كبيرة وشرعوا في بناء تنظيم لمجابهة الاحتلال . وقد تسلل ارهابيو القاعدة الى العراق بمساعدة المجاهدين الاكراد الذين كانوا ينشطون في افغانستان وعبروا الجبال مروراً بايران ." ويضيف عزام انهم حالما اصبحوا في العراق قام صدام بحزم وبشكل مباشر بالتحكم بنشاطاتهم .

لكن الذي يثير التساؤل والفضول هو ان كل التغطية الإخبارية والإعلامية التي تعاملت مع موت الزرقاوي لم تورد ذكراً لتصريحات ابو زبيدة والمصري وعزام . ولكن الأمر ليس مستغرباً بالكامل إذا ما علمنا ان العديد من الحقائق الاساسية المتعلقة بأيام الزرقاوي الاولى في العراق قد تم تشويشها من قبل اولئك المصرين على ترويج الإدعاء القائل بان عراق صدام لم يدعم القاعدة ابداً .وحتى عندما يعترف ارهابيو القاعدة بلسانهم بأن نظام صدام منحهم الملاذ الآمن والدعم فان كلماتهم لا تجد لها صدى في وسائل الاعلام الكبرى!

بقلم ثوماس جوسلين/ عن صحيفة ويكلي ستاندردالصباح

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك