المقالات

قنوات الإرهاب الفضائية

2113 22:14:00 2006-06-18

شرعت قنوات الإرهاب الفضائية وبسرعة عاجلة في إعداد المقابلات الفضائية المباشرة , مضفية صفة الشهيد والبطل والمجاهد على مجرم لم يخجل يوما أن يتفاخر بالقتل الجبان للأبرياء والمساكين بحجة الدفاع عن أرض العراق ضد المحتلين , دون أن نرى جنديا محتلا يسقط مقتولا بسلاح الإرهابي ,............... ( بقلم سالم اليامي )

انتفضت قنوات الإرهاب الفضائية بعد مقتل الإرهابي الزرقاوي وبدأت تمارس الإيحائات الإخبارية والحوارية كعادتها , التي تفرض وجهة نظرها بإضفاء العمل البطولي والاستشهادي على أسوأ وأجبن شخصية إجرامية تنتمي إلى الإسلام إسما وتسيء له بما يصوره كدين إرهابي دموي يشرع قتل الأبرياء في الشوارع والمطاعم والمساجد ويجبن عن ملاقاة الأعداء كما يصفهم ولا يقوى على مجابهتهم كما يجابه الأبطال الحقيقيون في ساحات المعارك أعداءهم حبا في الاستشهاد وهم يدافعون عن كرامة وحرية الإنسان .شرعت قنوات الإرهاب الفضائية وبسرعة عاجلة في إعداد المقابلات الفضائية المباشرة , مضفية صفة الشهيد والبطل والمجاهد على مجرم لم يخجل يوما أن يتفاخر بالقتل الجبان للأبرياء والمساكين بحجة الدفاع عن أرض العراق ضد المحتلين , دون أن نرى جنديا محتلا يسقط مقتولا بسلاح الإرهابي , الذي تقوم قنوات الإرهاب الفضائية بنشر كل أشرطته التي تدعو إلى شق الصف العراقي والعربي والإسلامي بما يجعل الأمة ضعيفة ومتصارعة حيث قسمها ذلك الإرهابي إلى طوائف ويدعو جاهدا إلى إثارة الفتن بين تلك الطوائف وهو ما يفضح ادعاآته بمحاربة المحتلين , لأننا نعرف أن المحتلين لا يقاومون بطوائف متصارعة ومتنازعة ومتقاتلة وإنما بشعب قوي وموحد بشرط أن يكون ذلك الشعب قد اتخذ قرار المقاومة حسب رأي الأغلبية وبناء على دوافع وطنية وسياسية منطقية تتيح للشعب أن يقاوم بما يكفل له تحقيق الانتصار . لكن ذلك الإرهابي مدعوما بكل الوسائل الإعلامية التي توفرها له قنوات الإرهاب الإعلامية يدعو إلى تفتيت الشعب العراقي والى نحر أبناءه الأبرياء وإشعال كل ما يثير الفتن الطائفية بما يحقق للمحتل أن يفرض إرادته على الشعب العراقي وينفذ مخططاته ويزيد من معاناته .في أحد المقابلات الفضائية مع أحد المحسوبين على الإسلام السياسي المتمتع بالعيش في أحد العواصم الغربية الكافرة كما يراها أولئك المتاجرون بالدين , يبدأ ذلك المتأسلم زورا وبهتانا بالإيحاء ترحما على روح الشهيد الزرقاوي كما يصفه إيحاءا وجبنا, ثم ينتقل في تعليقه المتفق عليه مع مذيعي القنوات الإرهابية للإيحاء للمشاهدين ببطولة المجرم وجهاده , أن البديل لذلك المجاهد جاهز لأخذ دور البطولة قائلا بكل إجرام ودون حياء من الله الذي يدعي التحدث باسم دينه ولا من الشعب العراقي المسلم الذي لا يستحق عزاء منه ولا من قنوات الإرهاب الفضائية على ما ارتكبه المجرمون من قتل للأبرياء الذين لاذنب لهم سوى أنهم كانوا ولا يزالون ضحايا الإجرام منذ المجرم صدام إلى المجرم الزرقاوي ...!قال ذلك المتأسلم معلقا على أخطاء الزرقاوي التي يجب أن ينتبه لها من سوف ينوبه مايلي :إن أكبر خطأ ارتكبه الزرقاوي أنه فجر في عمان وقتل الأردنيين, مما جعل الحكومة الأردنية توظف مخابراتها لتتبع الزرقاوي حتى أوقعت به في يد القوات الأمريكية والعراقية !تخيلوا .. قول هذا المتأسلم .. لم يذكر أن قتل الأبرياء من الشعب العراقي يعتبر خطأ يسيء لكل من يدعي مقاومة المحتلين , وهو يوحي هنا لمن سوف يأتي ليمارس دور المجرم الزرقاوي بأن قتل العراقيين حلال وماعدا ذلك فهو الحرام بعينه .هؤلاء الناس يكشفون كل يوم عن جوهر معتقدهم , وعن عدوهم الحقيقي الذي لايكون غير الأبرياء في أي مكان على مساحة الوطن العربي الكبير , لأن قتل الأبرياء يعتبر بالنسبة لهم رسالة واضحة تعبر عن كرههم لكل شيء يحقق العدل والحرية . قتل الأبرياء عند هؤلاء المجرمين : وسيلة كي يظل الاستبداد مهيمنا على واقع الشعوب التي كلما لاح في أفقها المظلم إشعاع يبشر بانحسار العتمة , كلما أوغل المجرمون في القتل وزرع الرعب كي تظل الأمة خانعة كالقطيع تحت مظلة الراعي وخلف قيادته لها نحو الهاوية .ولم تكتف تلك القنوات الإرهابية بكل ممارساتها الإعلامية الإجرامية عبر تلك الحوارات والمقابلات التي جعلت من المجرم القاتل " شهيدا " كأبشع إساءة للإسلام الذي يحرم قتل النفس الواحدة إلا بالحق . بل استعجلت بث حلقتها المعاكسة لروح الدين والقيم العظيمة , لترسخ مفهومها الغريب في وصف المجرم بالشهيد عبر استفتاءها الذي تستطيع أن تعلنه كيفما تريد , أو أن تدع كل الإرهابيين يرشحون مجرمهم أن يكون أحد الشهداء الذين سوف تستقبلهم الجنة بزغاريد بنات الحور كما يصوره الفكر الإرهابي الذي يمنح كل قاتل " حورية وهمية " مقابل الانصياع والإذعان الكامل لفكر المندسين في ظلام الدنيا خوفا من الذهاب إلى جنتهم المزعومة . ولا أعتقد أن مؤمنا حقيقيا سوف يشارك في استفتاء ليدلي برأيه في مجرم ليقول لنا ما إذا كان ذلك المجرم شهيدا أم إرهابيا , لأن الحق بين , ومن يعلن كل يوم عبر أشرطة الإجرام عن تبنيه للقتل الجماعي للأبرياء في شوارع ومطاعم ومساجد العراق , هو قاتل باعتراف المجرم نفسه , بل أن ذلك المجرم اصدق في اعترافاته من القنوات الإرهابية التي تحاول أن تجعل من القاتل بطلا ومجاهدا وشهيدا , ليس لأن تلك القنوات الإرهابية تتعاطف مع القتلة والمجرمين مثلما قد يظن السذج من الرعاع , وإنما لأن تلك القنوات الفضائية الإرهابية تنفذ مخططا خطيرا يصور المسلمين بالقتلة ويقول للعالم أن الدين الإسلامي دين قتل وإجرام . لكن أولئك السذج لم يفطنوا إلى غاية القنوات الإرهابية التي تدغدغ عواطفهم بما يجعلهم يؤمنون في صدق توجهها بينما هي تسيء لهم دون أن يدركوا خطورة الإساءة .كنا نكذب كل من كان يشكك في صدقية القنوات الإرهابية , لكنها بتبجحها وعدم حياءها عندما تسمي قاتلا مجرما " بالشهيد" دون أن تحترم مشاعر ملايين العراقيين الذين استباح ذلك السفاح دماء أبرياءهم , جعلتنا ندرك حقيقة القنوات وكل من يدعمها .لكن الإيجابي في تلك القنوات : أنها فضحت لنا فكرا ظلاميا خطيرا , يعكسه كل المعتنقين له حبا في سفك الدماء وادعاء لملاقاة وجه الله , وربما أن تلك القنوات الإرهابية أرادت أن تفضح قبحا فوقعت في الفخ وساعدت على انتشاره . لكننا أحيانا لانلومها كثيرا ونحن نشاهد نواب برلمان دولة عربية كان يفترض فيهم أن يكونوا ممثلين لإرادة الحق فإذ ابهم يشاركون في عزاء الجريمة حزنا على المجرم.النواب الشرفاء الممثلون لإرادة الشعوب الحرة : يشاركون الأحرار همومهم ونضالهم لأجل الدفاع عن كرامة الإنسان وحياته وحريته , ويكونون دائما ضد الظلم والجريمة , ولا يكونون هكذا حزانى لأن عنصرا إجراميا قد هوى إلى نار الهاوية .إذا كان النواب الحزانى لمقتل المجرم , والقنوات التي تسمي القاتل شهيدا , يمثلون حقيقة لقيم وأخلاق ودين أغلبية شعوب هذه الأمة المنحورة , فعلى تلك الشعوب السلام , واللعنة على من يؤمن في فكر يبيح القتل للنفس البريئة !!سالم اليامي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك