المقالات

نحو إعادة النظر بنظام الكوتا..!

1825 2017-01-10

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

    ما تدور رحاه اليوم في بلدنا؛ لا يمكن أدراجه في ضمن توصيفات الديمقراطية، التي دخلنا قفصها الذهبي منذ 2003 ، فبإسقاطه على تجارب أمم أخرى، سبقتنا بالعمل الديمقراطي، نجد أننا قد سلكنا مذهبا في العمل السياسي، يمكن تسميته بأستبداد الأقليات الديمقراطي.

    هذا الإستبداد يتمثل  بإحتكام من لم تعجبه نتائج الديمقراطية الى الشارع، لحل المشكلات ونيل المطالب، وبآليات وأدوات الديمقراطية، بمعنى ا،ه مع الديمقراطية كممارسة، ولكنه ليس معها كنتائج!

    الأقليات لدينا بكل تنوعاتها، المكوناتية والدينية والمذهبية والطائفية والسياسية، نالت حظوظا من التمثيل، في مؤسسات الدولة وتشعباتها؛ أكثر من إستحقاقاتها، ما مكنها من أن تهيمن على الفعل السياسي، وبل وتصادر قرار الأغلبية..!

    كانت "الكوتا" النسائية؛ سبيلا لتسيد الرداحات من النسوة؛ على مساحة المشهد، وكانت أيضا وسيلة لأن تدخل في معترك السياسية الحامي، من لا يعرفن ألأف باء السياسة، إذ حظين بمقاعد نيابية، فقط لأنهن نسوة!

    كانت "كوتا" الأقليات الدينية والعرقية، وسيلة لأن تتمثل جماعة، لا يزيد عديدها عن بضعة آلاف، بأكثر من عضو في البرمان، وأحتلوا هذه المقاعد بحيلة سياسية، مرة باـ"كوتا"، ومرة مع باقي الكتل السياسية، التي خطبت ودهم، حتى يقال عنها أنها تمثل الطيف العراقي كله!

   الأقليات عندنا؛ وبفضل الكوتا(نظام الحصة)، لم تقبل بتوصيفها على أسس عددية، أو وفقا لكمها الجمعي، بل هي لا تقبل إلا بالتوصيف المكوناتي، وترفض أسم الأقلية؛ وتتمسك بتسمية المكون، كي تقف على قدم وساق، وعلى مساحة مساوية  بالضبط، لما تقف عليه الأكثرية.

   الحال إننا في وضع غريب، تقف فيه الأقليات؛ ليس على الحجر الذي تحت أقدامها، بل هي فعلا؛ تقف على أحجار لا تمتلكها أصلا، وهي أما أحجار الأغلبية، وهذا على الأعم الأغلب، أو أحجار بعضها بعض!

   هذا الوضع أنتج نوعا من الساسة، لا يكتفون بالزاد الذي ماعونهم، بل هم يتطلعون دوما، الى أناء الأغلبية السياسي، وبالضرورة سيكون ثمة تزاحم سياسي، تتسلسل عنه صراعات مضافة الى صراعاتنا الكثيرة.

    كلام ليس ديمقراطي، ولا يعجب مفوضية الأنتخابات، أو ممثلية الأمم المتحدة، لأن لهؤلاء الظاهر.

    "الكوتا" أنسحبت الى المناصب التنفيذية، وبات المكون الصغير يطالب مصرا، بحصة من المناصب الوزارية، بل ومد بصره الى المناصب السيادية، ليس على أساس الكفاءة والمقدرة، بل أساس "الحصة"!

    رويدا رويدا أنسحبت المطالب؛ الى المفاصل والدرجات الأدنى، وصولا الى اقل درجات السلم الوظيفي، وزحفت أيضا نحو القضاء، وقيادات الجيش والشرطة، والأمن والمخابرات، وكل كرسي بالدولة العراقية!

    تصاحب هذا المشهد الصاخب ظاهرة تفردنا بها عن غيرنا، إلا وهي ظاهرة كثرة القادة والرموز..!..وأذا كانت الأغلبية تشهد تخمة في السياسيين ،وأزدحاما على طريق تبوء المواقع المتقدمة، لأنها مواقع يسيل لها اللعاب، فإن ساحات الأقليات السياسية، تشهد شيئا متفردا ليس كمثله شيء، إذ أن معظم العاملين في الحقل السياسي، يرون في أنفسهم قادة بل ورموز وطنية..!

    كلام قبل السلام: "الكوتا" سادتي أمر لا بد منه في بدايات أي تجربة ديمقراطية، لكن عندما يشتد عود هذه التجربة، وتتحول الى ممارسة معاشة، يتعين أن يعاد النظر بها، لأنها تحولت الى ضرر معرقل لمسيرة الديمقراطية!

 

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك