المقالات

باسم الكربلائي عملاق أنجبته الثورة الحسيني / واثق الجابري

3105 17:02:33 2015-12-03

واثق الجابري

لابد من الاعتراف؛ أن إرادة سماوية وراء نجاح إحياء المراسيم الحسينية، وأن للتضحية أثر بالغ في عمق التاريخ، وسؤال لا يجد الإجابة؛ إلا عند ذي لُب فهم معنى الرسالة السماوية والثورة الحسينية.
بين عائلة بسيطة بتواضع تقدم قوتها؛ وباذل سخر أمكاناته، فعملوا كخلية نحل يكمل أحدهما الآخر، يظهر مشهد لا يشابهه واقع التفاني والعطاء.
رسالة لا أبلغ منها في مشهد لا مثيل له في الكون؛ حيث تجتمع أطراف المعمورة، ويتوحد العالم ويظهر الكرم في قمته والخدمة في معناها، فلا تعب ولا جدال ولا خلاف، وجميع الأصوات تنادي لبيك يا حسين.
إنها طبول الحرية تقرع، وتُسمع التاريخ وتبكي البشر والحجر، وتقض مضاجع الظالمين والمخالفين والمارقين والخوارج والمنحرفين الإرهابيين، وتعلو أصوات نعاة ورواديد وشعراء ومثقفين، ويصمت العالم أمام مشهد لا يمكن أن تستطيع قوة أن تسيطر عليه إلاّ بإرادة خفية ربانية، ويقتنع كثيرون بالمستحيل؛ لأنه عطاء ممتد من الحسين عليه السلام.
تصدح أصوات بمختلف اللغات، وتعبر شعوب بمختلف العادات، ويبقى شجون الصوت العراقي بارز في كل الساحات، فسجل شعراء وأصوات لا تمحوها ذاكرة أزمنة غابرة، ولا قمع حكام ظلمة؛ بواجهة خلود الكلمات ومنار ضحايا على درب الحسين، وبين تلك الأصوات يبقى باسم الكربلائي علامة فارقة وعملاق أنجبته الثورة الحسينية، يردد صوت عالمي وإعلام زينبي، وخلود المنبر والبكاء والإبداع من أجل إحياء ثورة الإمام الحسين.
إن التاريخ سجل على صفحاته البيضاء؛ أعمدة للمنبر الحسيني كالدكتور أحمد الوائلي وحمزة الصغير، وشعراء كالجواهري والعلامة الحلي، ومراثي أمتدت الى يومنا هذا، قطع طريق التواصل بينها قمع وإرهاب وتضليل، وبين هذا وذاك وجدنا أن كبار الشعراء اليوم يكتبون أروع قصائد المراثي، لتخرج بأجمل الأصوات باسم الكربلائي.
كل ما يقدم من عطاء وكلمات وأصوات؛ لا تستطيع أن تلامس ذرى المجد والتضحية والتفاني، الذي قدمه الإمام الحسين في ثورة الإصلاح والحرية والإباء والكرامة.
كل يوم يبدع الشعراء ونقول هذه من القصائد الخالدة، ويومياً تصدح أصوات الحزن مستذكرة واقعة أليمة ومصدر فخر وشموخ وكبرياء، ويصدح باسم الكربلائي بصوت حسيني؛ ليصوغ تلك المعاني مع أجواء المناسبة، حقاً علينا أن نتوقف ونتعترف أن لكل قصيدة لحن وقصة وحكاية عن معنى التضحية، ولا شك أن من عمق هذا العطاء الكبير نتاج وراءه يد سماوية؛ وإلاّ كيف يستطيع صوت أن يسطر مئات الألحان سنوياً، وكل قصيدة أجمل من سابقتها، أنها إرادة السماء، وسر الوجود الحسيني، وعند الحسين تتططأ الرايات وتنحني القامات، أنها قامة الحسين التي وقف العالم لها مجلاً، وصمت عنها الإعلام، فكان باسم الكربلائي، ومَنْ سبقه ومُنْ يتلوه هم إعلام بصوت ولهجة عراقية شجية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك