المقالات

بــــــــــــــــين الســـــــــــــــطور..جهات رخيصة تسيء الى المرجعية الغالية/ واثق الجابري

1633 09:27:17 2015-10-15

واثق الجابري
دون شك أن مشاكل الوطن كالأمراض؛ لا يمكن علاجها دون تشخيص، ومَنْ لا يُشخص مشاكله الخاصة؛ لا يمكن أن يكون أداة لعلاج الآخرين، ولا يحديد منظومة مجتمع ومؤسسات، ولا ينهض بمسؤولياته.
قد تتشابه النداءات، وتختلف المسميات، ورُب صوت يشترك مع جميع الأصوات، ولا يُختلف عليه إلاّ من شذّ، أو سعى للتشويش على صوت جامع.
دأبت المرجعية الدينية عبر خطاباتها، أن تكون جسر ممتد الى جذور التاريخ العراقي، وبوصلة تحدد مستقبل البناء وأدواته، ودور محوري في تشخيص الخلل وحقوق المواطن، ولم تكن وجود طاريء؛ لشعب ضائع فقد البوصلة؛ تداهمه المطامع الخارجية، وتمزقه مخالب الأذرع الداخلية، وتضرب تثاياه على صخور إغتراب الهوية والوطنية، وتستنزف طاقاته؛ بتهجير العقول وتشويه الفكر؟!
تمتلك المرجعية الدينية سلطة معنوية، لا تُؤخذ من حكومة ولا تنقطع في زمن ومرحلة، وزرعت نفسها في عقول منبعها وطن؛ يجبل النفوس الى دائرة الإصلاح، ورغم قوة تأثير خطواتها؛ إلاّ إنها لم تفكر بمكسب دنيوي وسلطوي، وآلت أن تتعالى على رد لأصوات نكرة تنتقص منها، وموقعها الأبوة والرعاية، التي تدعو الضالين الى الهداية والرُشد.
رُبَّ سائل: من أين تنطلق المرجعية في دفاعها عن حقوق المواطن، وإلحاحها على تكرار إرشاداتها؛ هل من دور ديني، أم من منطلق آخر؟! الجواب بما حصلت عليه من ثقة وإستقطاب وقبول وتأثير على كل الطوائف، ودقة وعمق تشخيص المصالح والمفاسد، وما يضر الشعب جراء التناقضات السياسية، وما هي خطوات بناء المستقبل؛ إذْ لم تتحرك بدوافع دنيوية، نظراً لأهدافها الإلهية؛ بضمير جماهير وطنية نقية.
تلك الإطروحات والتوجه الوطني، لم يلقى قبول السلطات والساسة المنتفعين، وإختلفت ردود الأفعال الرافضة لصوتها، لإستشراء الفساد وتورط جهات سياسية بأجندات خارجية، التي أدت الى عرقلة التنمية وإنتشار الإرهاب، وتعمد تعطيل طاقات الشباب، وخلق حالة تفاوت إجتماعية، ومنابع فساد بالإستحواذ على السلطة؟! 
إن بعضهم يحاول إبعاد المرجعية عن دورها السياسي والإجتماعي، ويخلط أوراق فصل الدين عن الدولة، أو يتهم المتدينين بالفساد الى حد إتهام المرجعية بالحماية لهم، وظهرت أصوات زج بها خلال المظاهرات لطعن؛ مرجعية أصبحت تؤمن بها كل الأطراف بمختلف التوجهات، وترى حياديتها ودقة تصويب تشخيصها، وعدم فرضها عبادة حسب هوية الساسة الفرعية؛ بل عبرت عن طيف جماهيري واسع؛ إلاّ المفسدين والإرهابيين. وما مطاليب تظاهرات اليوم؛ إلاّ تشخيص سابق للأخطاء السياسية، وإعتبرت دعوتها للإصلاح لا تقل شأناً عن فتوى الجهاد الكفائي، وأيدت التظاهر ودعت الى محاسبة الحكومات السابقة.
المرجعية حق طبيعي، ورصيد وطاعة وإنقياد المجتمع، كان دورها حث المواطنين على الإنتخاب لإختيار الأصلح والأنزه، وبذلك تطابق المفاهيم الدستورية والعقلية؛ من جانب وطني وتمثيل شعبي.
تكررت الإساءة للمرجعية الدينية من بعض المتظاهرين؛ المشبوهي التوجه والروابط المعروفة؛ غايتهم فك عُرى العلاقة الوثيقة بين المرجعية والجماهير، وإبعادها عن إسداء النصح والإرشاد وهموم الشعب؛ بدعوى فصل الدين عن الدولة، بعد أن عجزت الجهات الإرهابية والفاسدة؛ عن مواجهة الأدلة الدامغة التي قدمتها المرجعية؛ لتشخيص السقطات الكبيرة التي إرتكبها الساسة، اللذين تعمدوا التغاضي عن العقل والمنطق، وإستغاثة مواطن كان ضحية ممارساتهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك