المقالات

قرابين الحضارة إنتحار جماعي للحكومة والشعب

1007 22:34:03 2015-09-24

قرأنا عن وزراء إستقالوا، وآخرين إنتحروا، في دول متقدمة.. أو متخلفة تقدمت في ما بعد؛ وذلك عند ثبوت خلل ما، في عمل إحدى الدوائر التابعة لوزاراتهم.

والحالات الأكثر، من قبيل إنتحار وزراء؛ لأن الفساد تسرب من تحت مقاعدهم، هي تلك التي وقعت في اليابان بالدرجة الأولى، تليها السويد، ثم ألمانيا بعدد محدود ربما حالة واحدة، ولكن برغم محدوديتها، لا شبيه لها في العراق، ولن يقع لها شبيه او يتعظ بها مسؤول عراقي على الإطلاق.

وأحدث تلك الوقائع إنتحار وزير أمريكي، داخل المحكمة؛ ليس لثبوت الفساد عليه؛ إنما لمجرد إتهامه! وإستقالة وزيرة ألمانية، تعرضت للمساءلة لإستخدامها البطاقة العامة في تعبئة سيارتها الشخصية بالوقود؛ لأنها نسيت البطاقة الشخصية في البيت، وجاءت في اليوم التالي وسددت المقتطع العام من البطاقة الشخصية، لكنها إستقالت وعادت لعملها الوظيفي قبل الإستيزار، من دون المطالبة براتب تقاعدي، كما يفعل الوزراء والنواب في العراق!
لن ينتحر أي عراقي؛ عند ثبوت فساد في دائرة مسؤوليته؛ لأننا مجتمع يؤمن بلعبة المشاطرة، بدءاً من الزوجة، مع زوجها، مرورا بسائق الكيا والركاب، وليس إنتهاءً بالموظف في إستقبال المراجع، ولا الوزير إزاء المال العام!

ما يعني لو أن (آفة) الضمير تفجرت فجأة في عراق رمضت فيه المروءة، وجف ضرع الشهامة، ولم يعد سوى الفساد سيدا خصب التناسل، مثل الأرانب؛ لتطلب الأمر إنتحارا جماعيا.. الشعب والحكومة.. معا. وبعيدا عن تشاؤمنا، فلنتحدث عن تفاؤلهم.. الوزراء الذين المنتحرون ردا على فساد غفل خدعهم، شهداء عند الله، ولو ليسوا مسلمين؛ لأنهم عمدوا بدمائهم، قدوة حسنة، يستظل بفيئها المخلصون.

والدليل، تلك البلدان الثلاثة.. اليابان والسويد وألمانيا، هي دول الفائض الإقتصادي في العالم، ولأن الخير يخير، فهي بلدان الرحمة أيضا.. للغريب وعابر السبيل والأسير والمحكوم عليه في وطنه بالضياع.. تؤويه وتطعمه وتطمن وجوده، مؤمنة له عيشا كريما! فما قامت حضارتهم إلا لأنهم شعب آمن بالحياة، حد الشعور بأن لا مكان فيها لمغفل يتبوأ مسؤولية، لا يحسن أداءها، من خلال الحفاظ على المال العام، دون الفساد!

عودا الى واقعنا الشؤم، مسؤولونا يتهافتون على المناصب بقصد الفساد، يعني مع سبق الإصرار، على التنكر للطروحات المثالية التي يتاجر بها حزبه؛ لأن الأحزاب تعد الوزارات المنسبة لها، بموجب المحاصصة، مصدر مالي غير مشروع تحلله على نفسها، قسرا للدين والدستور، من خلال إلزام الوزير بتمويل الحزب من إبتزاز المراجعين.. عراقيين ذوي معاملات بسيطة او مستثمرين محليين وخارجيين، حتى لو لم ينجز المشروع؛ فالمهم ان تصل حصة الحزب الى (الملاج).

فمن ينتحر والضمائر تخشبت مستصخرة في جوف بركان يستعر بمنصهر من حمم تمور لهبا فظيعا، بينما نظيرنا المتحضر.. وهو ليس مسلما، ولا يجلد إبنته بحجاب محنك وقفازات تتعرق لها الأصابع الغضة.. يحتكم الى نقطة الصفاء الإلهي في وجدانه، مقوما للسلوك الأمثل، الذي يحتوي النفس التي لن تأمر بالسوء؛ إنسجاما مع نشأة أقرت الصح صحا والخطأ خطأ، من دون مواربة، بإعتبار دستورنا.. القرآن الكريم، حمال أوجه؛ أفاد منه العباسيون بتحويل حركة الفتح على الألف المهموزة والكسر تحت الكاف، في "أَنكِحوا غلمانكم" بمعنى زوجوهم، الى كسرة تحت الأولى وفتحة على الثانية: "أِنكَحوا غلمانكم" مشرعنين اللواط بأبشع أداءاته!

إذن نحن أمة تلوي كلام الله، محرفة القول عن مواضعه؛ لن يبارك بنفطنا الذي هبطت اسعاره ولن ترتفع؛ إذ "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

*مدير عام مجموعة السومرية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك